عمرو الديب
عمرو الديب


صدى الصوت

أريج الشهداء

عمرو الديب

الأحد، 13 مارس 2022 - 07:35 م

حشود أهل الشر يريدونها فوضى عارمة، تأكل أخضرنا ويابسنا، وتُحطِّم إرادتنا، وتلقى بنا فى هاوية المتلاشين السحيقة، فهم يكادون ينفجرون -هم ومن وراءهم، ومستخدموهم الأبعدون والأدنون كلاهما- غلًا وحقدًا وفشلًا، فهاهم المصريون لم ينكسروا، رغم كل ما جرى وأُعد وخُطط له، وبلادهم لاتزال متماسكة موحدة، تنفض عنها غبار التراكمات البغيضة، وتلقى بأغلال الماضى الكئيب الفاسد الرهيب الذى لطالما كَبَّل خطانا، وألقى بأثقاله العاتية على عاتق الركب الذى وجد قائده، وعرف زعيمه، وأسلم الزمام إلى فارسه المقدام الذى أدخره القدر لتلك الظروف العصيبة والمُنعطفات الرهيبة، ولولا كم التراكمات الهائلة من الأزمات والثغرات والأوجاع،

لصعد بنا فارسنا النبيل إلى أفلاك الرغد، وعلياء المجد فى مدة وجيزة، ولكنها الإخفاقات المتراكبة، وميراث الفساد الذى يدمر الأمم، ولكن قائد الركب مضى يضمد الجراح، ويؤذن للفلاح، مناديًا الصباح الذى ظهرت بشائره، وعلى الرغم من أعباء العهود المنقضية، وتركة الأزمات القاصمة إلا أن الركب المؤيد اجتاز العقبات العصيبة، وعبر المنحنيات الشاقة الرهيبة،والكلمة السحرية التى تفسر تلك المعجزة هى الإرادة الفولاذية..  إرادة قائد وبطل قومي، وإرادة مواطنين واعين أشداء، وإذا تأملت ستجدها هى نفس الإرادة التى استقبل بها الشهداء الأعزاء الموت فى ثبات وبسالة، فبهذه الإرادة لقى سيد شهداء العصر الحديث الفريق أول عبد المنعم رياض المنية ثابتًا مرابطًا فى أقرب نقطة إلى الأعداء، وبنفس تلك الإرادة الخارقة واجه بطلنا الأسطورى..

زينة شهداء العصر الحديث.. العميد إبراهيم الرفاعى قدره الذى منحه أمجد النهايات، إنها إرادة الحياة الخلاقة التى تجعل الموت هينًا فى سبيلها، ولهذا يصف رب الأكوان الشهداء بالأحياء المخلدين الذين قهروا الموت، وعبروه إلى ضفاف الحياة الأبدية، وما أروعها من كلمات تُلخِّص المشهد ترنَّم بها الحكماء كثيرًا: احرصوا على الموت توهب لكم الحياة، وهكذا يجب أن يفهم الموتورون من أهل الشر وحلفاؤهم من أباطرة الخارج، وزعماء عصابات الداخل الفاسدة أن الإرادة الفولاذية التى يخوض بها بطل مصر القومى معارك الاستقرار والبناء والنماء -ومن حوله المخلصون فى شتى الميادين- هى نفس إرادة الشهداء الذين قَدَّموا أرواحهم هدية لأجل الأصيلة العريقة البهية، إنها نفس إرادة رياض والرفاعى وسائر المُضحين بأرواحهم من أجل الله والوطن فمن ذا الذى يستطيع أن يهزم تلك الإرادة.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة