جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

«بلاها كيروش».. لكن المنظومة الفاشلة باقية!

جلال عارف

الجمعة، 08 أبريل 2022 - 07:20 م

المسئولون عن كرة القدم عندنا لديهم - والحمد لله- خبرة هائلة فى التعامل مع مثل الموقف الذى نواجهه الآن بعد الفشل فى الوصول لمونديال الدوحة.

والروشتة المحفوظة والمطبقة منذ سنوات معروفة.. شراء الوقت، وتقديم «ضحية»، قد يكون المدرب أو غيره، ثم الرهان على أن الجمهور سينسى خاصة مع بعض المعارك الوهمية التى يتم اختلاقها فى ستوديوهات التحليل فى كواليس إدارة الكرة والتى تصل أحيانا إلى مستوى بائس فى هبوطه!!


هل سيتغير الوضع هذه المرة؟.. نأمل بالطبع، وإن كانت كل التجارب الماضية تقول إن العكس هو الصحيح..

فقط فلنتذكر أننا لو كنا تحركنا لتصحيح الأوضاع بعد الأداء الكارثى فى مونديال موسكو، لما كنا نواجه نفس الموقف الآن.

كانت «الروشتة» جاهزة.. ودفع المدرب «كوبر»، الثمن، وتمت «الطرمخة»، على كل الفضائح الإدارية والفنية التى حدثت. وجاء «البدرى»، ورحل، ثم جاء «كيروش»، وربما يرحل ويجيء آخر. مجرد تغيير لامتصاص الغضب الجماهيرى وعبور الأزمة بينما يبقى الحال فى كرة القدم المصرية كما هو عليه«!!» هكذا تقول «الروشتة»، المحفوظة التى تنصح بالتعامل فى مثل هذه الأحوال كما كان يتعامل نجم الكوميديا الراحل فؤاد المهندس مع خطيب ابنته الغاضب بالمقولة الشهيرة: «بلاها نادية.. خد سوسو»!!


السؤال الذى يتهرب الجميع من الاجابة عنه هو: هل يمكن لأوضاع الكرة المصرية التى تعيشها منذ سنوات أن تنتج إلا ما نراه حين يفشل المنتخب فى الوصول لكأس العالم، أو حتى حين يصل «كما حدث فى مونديال موسكو»، فيصدمنا بالأداء السيئ،  ويصدمنا أكثر بالفضائح الإدارية وغياب أى شعور، بالمسئولية؟ صعب أن نتوقع الأفضل بينما نفس الإدارة فى مواقعها مع سنوات طويلة من الخبرة فى إدارة الفشل«!!» ومع منظومة كروية تغيب فيها الرياضة عن المدارس، ويتضاءل الاهتمام بتوفير الملاعب لملايين الأطفال..

وصعب أن نتوقع مع الأفضل فى ظل غياب أى برنامج علمى لاعداد المدرب الوطني، أو أى رؤية لتطوير الكرة المصرية التى تحول فيها الدورى العام إلى دورى شركات تعانى فيه الأندية الجماهيرية العريقة مخاطر الافلاس أو تقع فى قبضة من يديرونها لصالحهم وليس لصالح الكرة، بينما المسئولون عن الكرة لا تتحرك شعرة فى رءوسهم وهم يرون «الاسماعيلي»، صاحب أول بطولة افريقية لأندية وهو يصارع من أجل البقاء!!


يا سادة.. من فضلكم لا تشغلونا بحكاية هل يبقى كيروش أم يرحل؟ ليست هذه هى القضية. الروشتة القديمة انتهى مفعولها، والمنظومة الكروية كلها لابد أن تتغير إذا أردنا إصلاحا حقيقيا..

الوجوه التى أدارت الفشل لكرة القدم المصرية بكل نجاح على مدى عشرين عاما أو أكثر لا يمكن أن تكون نفسها المسئولة عن الإصلاح. والمنظومة المتكاملة التى تحكم الكرة المصرية لابد أن تتغير. 


ما نريده «الآن ومنذ سنوات» هى رؤية متكاملة لتطوير كرة القدم وبرنامج عملى لتطبيقها، وليس «طق الحنك» أو «الروشتات»، التى فقدت صلاحيتها.

نتحدث عن كرة القدم لانها الأكثر شعبية، لكننا لابد أن ندرك أن هذا «أو أسوأ منه!» هو حال باقى الرياضات بمن فيها من حقق مراكز متقدمة على مستوى العالم «!!» القضية أكبر من أن نحتفى بالفائزين ونكافئهم وأن نقف مع الخاسرين لنواسى أو نبرر، أو نطلب الإصلاح ممن كانوا سببا فى الخسارة، أو نلجأ إلى «الروشتات»، القديمة والفاسدة لنجد الحل مع «بلاها كيروش».. خد حسام أو انطونيو.. محلى أو أجنبي.. المهم أن نبقى وتبقى المنظومة!


لا شيء سيتغير إلى الأفضل إذا لم تكن هناك إرادة حقيقية للإصلاح، وبرنامج علمى للتغيير، ومنظومة جديدة تنهى الفساد وتمزق روشتات تدير الكرة منذ سنوات كما روشتات العلاج بالكركمين!!
 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة