محمد عدوي
محمد عدوي


محمد عدوي يكتب .. دراما « الضرب فى العمق »

أخبار النجوم

السبت، 23 أبريل 2022 - 01:30 م

يخطئ من يرى أن تهديدات الجماعات الإرهابية سوف تؤثر على مسار اتخذته الدراما المصرية، يخطئ من يظن أن الفن المصرى سوف يتناسى قضايا وطنه ويخشى قول الحق ويقتحم المناطق المحظورة، يخطئ من ينسى أن الفن فى مصر قوة لا يستهان بها.

فى دراما رمضان ليس هناك مكان للخوف، لم يرهبنا الصياح، لم يوقفنا النحيب، لن يكسرنا ولن يثنينا أحد عن تقديم رؤية فنية عن قضايا مهمة، لن نخضع لابتزاز، ولن نتراجع ونستسلم لضغوط، هكذا كان الفن المصرى وهكذا سوف ترونه دائما، فى مقدمة من يتصدى للأفكار الهدامة، فى خندق واحد مع من يكشف ويفضح عمليات غسل الدماغ، الدراما سلاح. 

فى رمضان هذا العام هناك أعمال كثيرة رفعت رايات التحدى، كشفت وضربت بقوة، لم تكتف بدق ناقوس الخطر، تصدت وخاطرت بطرح رؤيا حقيقية عن عالم الإرهاب العالمي. 

القضية تمسنا ومن ينكر خاطئ، هناك رابط دائما بين ما يحدث فى “الرقة” وعلى أطراف سيناء، هناك دائما سعى من المخربين المارقين وهناك دائما رجال يتصدون ويكشفون وينتصرون.. من هنا تأتي أهمية أعمال مهمة مثل “العائدون” و”بطلوع الروح” الأعمال التى قررت أن تضرب فى العمق، أن تكشف السعى وترصد المخربين المغيبين، وتكشف طرق التجنيد وأساليب الاحتيال باسم الدين، من هنا تأتي قوة الدراما وتأثيرها، من هنا نعرف جيدًا أهمية الدراما. 

قبل أيام من شهر رمضان شنت الجماعات الإرهابية حملات مكثفة للنيل من عزيمة وقرار أصحاب الدراما التى تفضحهم، وكان مسلسل “بطلوع الروح “ صاحب نصيب الأسد من هذه الحملات التى وصلت إلى الخوض فى أعراض نجمات العمل، لكن صناع المسلسل إلتزموا الصمت، بعد بداية الشهر وتأجيل عرض المسلسل ظن أنصار الجماعات الخبيثة ومريدو الخراب أنهم انتصروا وأشاعوا أخبارا كاذبة عن تمكنهم وانتصارهم بمنع عرض المسلسل، وبالطبع وراء هذه الأكاذيب حملات إلكترونية تؤكد نجاحهم، لكن عندما انتصف الشهر خاب سعيهم بعد ما عرض المسلسل الذى نجح فى اجتذاب الجماهير منذ الحلقة الأولى بسبب جدية الطرح، واختلافه لمحمد هشام عبية، وتمكن كاملة أبو ذكرى، وفريقها وإبداع منة شلبي ومحمد حاتم وأحمد السعدنى أبطال الحلقات الأولى،  جنّ جنونهم ومازال وأظن أن أحباب الدواعش ينتظرون حلقات المسلسل أكثر من أى أحد آخر، نفس ما حدث مع “العائدون” الذى يطرح مخططات الهدم ويقظة رجال المخابرات المصرية والأمن المصرى، المسلسل الذى كتبه باهر دويدار وأخرجه أحمد نادر جلال وبطولة أمير كرارة وأمينة خليل ومحمود عبد المغنى بمشاركة لافتة من هاني رمزى ومحمد فراج الذى جسد دورا مهما كاشفا لوحشية الدواعش؛ مازال يكشف عديد من المخططات الغريبة للنيل من استقرار الدول، ومنها مصر.

الحقيقة من المؤكد أنها أكثر قسوة من الدراما، ما يحدث من داعش على الأرض، وفى الفضاءات الإلكترونية إرهاب حقيقي، ربما لا يستطيع الفن طرحه وتصويره كما هو، وفى صورته الأولى، فما يأتينا وما نعلمه عن سرطان العصر يذهلنا ويغضبنا، لكنه أبدا لن يرهبنا، هكذا أعلنت الدراما المصرية أنها ضد الخوف، كما أعلنت أن استراتيجيتها فى التناول سوف تكون بالضرب فى العمق، سوف تكشف المخططات مدعومة بالحقائق، سوف تتصدى، ولن تخشى شيئا، هكذا هى الدراما الحقيقة، وهكذا هو دورها.. شكرًا لصناع “العائدون” و”بطلوع الروح” على شجاعتهم وثقتهم في الفن ودوره، وعلى جرأتهم وعدم خوفهم من نباح الجماعات. 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة