كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

المعجزة

كرم جبر

الثلاثاء، 26 أبريل 2022 - 08:07 م

تحطمت أساطير الاحتلال الإسرائيلى لسيناء على الرمال، وتهاوى خط بارليف الذي كتبوا فيه ملاحم الصلابة، تحت خراطيم المياه الهائلة، في ابتكار عسكري غير مسبوق، صار درساً في الاستراتيجيات العسكرية الدولية، وأعقبته دروس أخرى في سد خزانات النابالم، التى تصوروا أنها يمكن أن تحيل قناة السويس إلى جهنم، وتمنع عبور القناة.


تحولت الدبابات الإسرائيلية إلى حطام، على أيدى أبطال عظام، يحملون فوق أكتافهم الصواريخ المضادة للدبابات.. وابتدع المصريون أسلحة مصرية، قضت على أسطورة التفوق العسكري الإسرائيلى.


رفضت مصر بقاء أي إسرائيلي في سيناء تحت أى ذريعة، واضطرت إسرائيل أن تتصدى لمتطرفيها من الحاخامات، الذين هددوا بالانتحار للبقاء فى المستعمرات ولم يكن أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجين إلا أن ينقذ السلام، ويمنع عن بلاده العودة إلى أجواء الحرب، وانسحب آخر جندي إسرائيلى إلى غير رجعة.


حاولت إسرائيل بعد نكسة 1967 أن تحتل موضع قدم، ولكنها أفاقت على أبطال انشقت عنهم الأرض، ويرفعون فوق سيناء الغالية أعلام مصر في حرب أكتوبر المجيدة، وأيقظت رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر، وتقول مذعورة «أخشى أن تضيع سيناء» فرد عليها : «بل أخشى أن تضيع إسرائيل».


تحية لشهدائنا الأبرار وعرفاناً بكل من ضحى بحياته، أو قدم نقطة دم دفاعاً عن الحياة.. تحية لزعماء مصر، أبناء المؤسسة المصرية العظيمة، والذين تجري في عروقهم دماء الوطنية والكرامة والكبرياء.


ولم يكن سلام الشرفاء منحة أو هبة، بل الثمرة الكبرى لتضحيات الأبطال، وصمود شعب وراء جيشه، في إرادة حديدية أن تبقى سيناء مقبرة للغزاة، ولم تذعن إسرائيل للسلام من أجل السلام، ولكن حين أدركت أن فاتورة الحرب لن تقدر على تحملها.


والعلم المصرى الذى يرتفع خفاقاً فى ربوع سيناء سيظل مرفوعاً في السماء، شاهداً حياً على عزة وطن وكبرياء شعب، عاهد الله أن يظل كل شبر من أرضه في أحضانه، يذود عنه بأعلى التضحيات، وخاب من ظن أي عصابة من الإرهابيين، تفكر أن يكون لها موطئ قدم في أرض البطولة والتضحيات.


الجيش الذي دمر خط بارليف فى ست ساعات، وقضى على أسطورة التفوق العسكرى الإسرائيلى، وحطم التحصينات المنيعة وخزانات النابالم والدشم والمدافع والدبابات والمجنزرات والطائرات، لم تستعص عليه أبداً عصابات إرهابية شاردة، تسكن الشقوق وتخرج منها كالفئران، ثم تفر مذعورة هائمة على وجهها في الصحراء، لا تقوى على المواجهة المباشرة وكانت تتسلل كلصوص نصف الليل، لتقوم بعمليات طائشة، تزيد إصرار وعزيمة الرجال، على تخليص سيناء من هذا الوباء.


لو فكرت شراذم العصابات الإرهابية نصف دقيقة، لتأكدت أن مصيرها لن يكون أفضل من حطام المستعمرات الاسرائيلية، وأنهم لن يخرجوا من تلك الأرض سالمين، وسيدفنون بأحلامهم تحت الرمال، لأن مصر التي لم تنم يوماً، حتى استعادت سيناء، لن يهدأ لها بال إذا بقي في سيناء إرهابي واحد، وإلا إذا طهرت كل شبر فيها من دنس الإرهاب.


سيناء كانت وستظل مصرية، ومن يفكر في غير ذلك لا يعرف عقيدة جيش، وضع نصب عينيه هدفاً ثابتاً: أرض مصر وسلامة شعبها.

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة