الشهاوى وسلاطين القلوب
الشهاوى وسلاطين القلوب


الشهاوي وسلاطين القلوب

الأخبار

الأحد، 22 مايو 2022 - 11:48 م

كتبت : فادية البمبى

الشاعر الكبير «أحمد الشهاوى»  يعود مجددًا إلى أفقه الأثير الذى لطالما حلِّق فيه بعيدًا عن أجنحة الشعر والنثر، حيث يُرفرف على أغصان العشق الصوفى فى كتابه الذى حمل عنوان « سلاطين الوجد»، وصدر عن الدار المصرية اللبنانية،  ويسهم هذا الكتاب فى إعادة بنائِك، وتنظيم رُوحك من جديدٍ، يُرتِّب غرفَ قلبك، ويجعله يذهبُ حيثُ الـحُب الذى يقودُ الإنسانَ نحو الصَّفاء والارتقاء. فما الـحُبُّ العذريُّ إلا تصوفٌ أو طريقٌ إليه، وما الـحُبُّ إلا مقامٌ إلهيٌّ؛ لأنَّ المحبَّة أصلُ المقامات والأحوال.

وأكمل مقامات العارفين. والذات العليا للإله تتمثل فى الـحُب، وبالمحبة يقتربُ الإنسانُ من الله، وفى الـحُبِّ يُعوِّلُ المرءُ على القلبِ أكثر مما يُعوِّل على العقلِ، فالـحُبُّ الصُّوفيُّ أصلُ وجُود الـحُبِّ فى العالم؛ لأنه مظهرٌ للحُب الإلهي؛ إذ إنَّ الـحُبَّ بطبيعته أصل الموجودات، والمتصوفة هم أهلُ المحبَّة ويُنسبون إليها، والـحُبُّ عند المتصوف أسلوب حياة، ودليل المعرفة الصوفية التى تعكس حال القلوب السامية، كما  تستطيعُ أن تقولَ من خلال هذا الكتاب : (الآن أجدنى .. أعرفُ ما هو الحُب ؟ ). فقد « جُبِلت القلوبُ إلى حُبِّ من أحسنَ إليها» ،وكلُّ إنسانٍ هو جُزءٌ من مملكةِ أو دولةِ الحُب الصُّوفي، ما دام قلبه ينبضُ، ورُوحُه تسعى، هو سلطانُ نفسه، يحميه هذا الحُبُّ من الضياع، مثلما يحمى المملكة أو الدولة التى يعيشُ فيها من الاندثار أو الموت أو التفكُّك أو التشرذُم؛ فالحُب الصُّوفى اكتمالٌ وبناءٌ وسُمو، وخَلْق للإنسان الكامل، ويقدم الشهاوى فى هذا الكتاب الـحُبَّ الصوفى بلغةٍ شعريةٍ سهلةٍ وفهمٍ عميقٍ، مختارًا سلاطينَ للوجد أحبَّها وعاشَ مع آثارها الخالدة زمنًا طويلًا، من بينهم ذو النون المصري، وأبو بكر الشبلي، والنِّـفَّرِي، والمتصوفة الثلاثة محور هذا الكتاب كانوا سلاطينَ فى زمانهم، ولهم سطوةٌ رُوحية على من عاصرهم، وكانت كلمتهم مسموعةً عند الناس.


اقرأ ايضا | د.نوفل بعد فوزه بتقديرية الشارقة: هذا تكريم لجهود نصف قرن


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة