ماعز وقرود
ماعز وقرود


الأديب العالمي ديريك والكوت يكتب عن الـ«ماعز وقرود»

أخبار الأدب

السبت، 04 يونيو 2022 - 03:57 م

بقلم: ديريك والكوت

«وما زال كبش أسود عجوز يضاجع نعجتك البيضاء» (عطيل)
ها هى مشاعل البوم تخفق،
وتلف الهيولى الأرض!
ها هو يطلق صيحاته،
مبشراً،
فجسده الدنيوى يكسف نور صدرها على مهل.
وتحرق يده المفعمة بالدخان 
حنجرتها الرخامية.
ها هو يهوى على شفتيها،
فهو أفريقيا،
هو الظل المائل الكبير 
الذى يشطر عالمك بالشك.
ها هو «يطفئ النور»،
فينطفئ نور الكون.

وعندما يتلاشى ذاك اللهب،
تتأمل حلمها به
حلمها العظيم كليل 
حلمها الروحى 
المرصع بقلائد النجوم،
وكم يشبه القمر 
حكاية جوهرة عمياء.

كم هى فتاة مسكينة،
مشدوهة بجسد الثور 
وهو يواجه
شمس قبرص
ألم تكن تعى 
أنها مثل باسيفاى،
أنجبت وحوشاً ذات قرون؟
ألا تعى أنها مثل يوريديس،
وأن جسدها نور ونار
تجوب متاهات الجحيم الكامنة فى رأسه
وأن روحه ستبتلع روحها؟

ها هو جسدها يتماهى مع الليل
وتحلق، مطمئنة.

هى العذراء، وهو القرد 
هى البكر، وهو البربرى الحاقد،
ولا زال رباطهما الخالد يشطر عالمنا.
هو رأس ذبيحتك،
يجأر و يهيج،
ثور أسود تتشابك حوله شرائط الدم.
ومهما طوّق هياجه 
قبعتها الملونة بزعفران غروب الشمس،
لم يكن لسيفه المعقوف 
أن يبث انتقام النمر
ويملأ غرفتها بمسكه الساذج،
وبعرقه 
بل بالخوف من تغير القمر،
بالخوف من انحراف الحقيقة،
كأنها فاكهة بيضاء 
لم تنضج ثمرتها بالمداعبة 
بل بفتنتها الزائدة.

وهكذا يتهمها بوحشية 
هى شبيهة القمر
على كل ما رآه منذ بداية الزمان
على طموحه وفسقه الممتد طوال الليل،
فى الوقت الذى يئن فيه النقاء
لأجل التماس الغفران.

ورغم ذلك لا زالت شبيهة القمر 
تطلى الحب باللجين،
وتحدق فى عارنا
وحده الهلاك يستطيع تبديد 
الفساد المطلق فى وجه الحالم.

يا له من وجع ساخر،
وجع همجى،
إذ نسخر من هذا الزنجى
الذى يدير ظهره لها،
الزنجى الذى كالقمر الساطع
يقتل الليل
الليل الذى
ليس بإمكانه كره
 خبز جسدها وخمره، 
فحزنه معقود بشكل هزلى
بمنديل عرافة 
قد طرزته كنبوءة،
منديل متشابك ومطرز بالبروج،
هذه هى إذاً الخرافة،
الوحش ذو قرون 
ليس مسخاً إلا لأنه
أسود.

اقرأ ايضا

البحث عن شاروخان: فى الهند سر كبير فى قلب أسطورة نادرة

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

مشاركة