صلاح جاهين ‬فى‭ ‬حوار‭ ‬نادر:أردت‭ ‬تغيير‭ ‬كلمات‭ ‬النشيد‭ ‬الوطنى‭ ‬و ‬عبدالناصر رفض‭
صلاح جاهين ‬فى‭ ‬حوار‭ ‬نادر:أردت‭ ‬تغيير‭ ‬كلمات‭ ‬النشيد‭ ‬الوطنى‭ ‬و ‬عبدالناصر رفض‭


صلاح جاهين ‬فى‭ ‬حوار‭ ‬نادر: أردت‭ ‬تغيير‭ ‬كلمات‭ ‬النشيد‭ ‬الوطني‭ ‬و‬عبدالناصر رفض‭

أخبار الأدب

الأحد، 05 يونيو 2022 - 04:26 م

بقلم : أمينة‭ ‬النقاش‭ ‬

قبل‭ ‬أن‭ ‬تقرأ‭..‬
نشأت‭ ‬فى‭ ‬بيت‭ ‬كان‭ ‬صلاح‭ ‬جاهين‭ ‬يرتاده‭ ‬كما‭ ‬يدخل‭ ‬الناس‭ ‬المسجد‭ ‬دون‭ ‬استئذان‭ ‬من‭ ‬أحد‭. ‬كان‭ ‬يأتى‭ ‬إلى‭ ‬منزل‭ ‬أبى‭ ‬منفردا‭ ‬أو‭ ‬مصطحبا‭ ‬أحد‭ ‬أخوى‭ ‬رجاء‭ ‬أو‭ ‬وحيد‭ ‬النقاش‭ ‬زميله‭ ‬فى‭ ‬العمل‭ ‬بجريدة‭ ‬الأهرام.‬

ويجلس‭ ‬بيننا‭ ‬ساعات‭ ‬طويلة‭. ‬وحين‭ ‬داهم‭ ‬مرض‭ ‬الصفراء‭ ‬كبد‭ ‬أخى‭ ‬وحيد‭ ‬وألزمه‭ ‬الفراش،‭ ‬كان‭ ‬صلاح‭ ‬جاهين‭ ‬يلازمه‭ ‬بشكل‭ ‬شبه‭ ‬يومى‭ ‬فى‭ ‬المنزل‭. ‬فى‭ ‬إحدى‭ ‬زيارته،‭ ‬قال‭ ‬له‭ ‬أخى‭ ‬الأصغر‭ ‬عاصم:‭ ‬إيه‭ ‬ده‭ ‬ياعمو‭. ‬دا‭ ‬انت‭ ‬تخين‭ ‬قوى!‭ ‬شهق‭ ‬صلاح‭ ‬جاهين‭ ‬بصوت‭ ‬تمثيلى‭ ‬جهورى‭ ‬مغلف‭ ‬بالسخرية.‭

‬وخفة‭ ‬الظل‭ ‬ورد‭ ‬عليه‭ ‬قائلا:‭ ‬بقى‭ ‬انا‭ ‬بقالى‭ ‬شهر‭ ‬عامل‭ ‬رجيم‭ ‬وخسيت ‭ ‬15‭ ‬كيلو،‭ ‬وتيجى‭ ‬تقولى‭ ‬أنا‭ ‬تخين‭. ‬طب‭ ‬بص‭ ‬بقى‭ ‬مش‭ ‬أنا‭ ‬تخين،‭ ‬تعرف‭ ‬تعمل‭ ‬زيى‭ ‬كده؟‭ ‬وانطلق‭ ‬صلاح‭ ‬جاهين‭ ‬يقطع‭ ‬صالة‭ ‬المنزل‭ ‬والطرقة‭ ‬الموصلة‭ ‬إليها‭ ‬رقصا‭ ‬وهو‭ ‬يغنى‭ ‬قصيدته‭ ‬البيانولا:‮ ‬


أنا‭ ‬قلبى‭ ‬مزيكة‭ ‬بمفاتيح،‭ ‬من‭ ‬لمسة‭ ‬يغنيلك‭ ‬تفاريح،‭ ‬مع‭ ‬إنى‭ ‬مفطرتش‭ ‬وجعان،‭ ‬ومعذب‭  ‬ومتيم‭ ‬وجريح،‭ ‬باتنطط‭ ‬واتعفرت‭ ‬واترقص،‭ ‬كدهوه‭..‬كدهوه‭..‬كدهوه‭...‬‮ ‬بعد‭ ‬سفر‭ ‬وحيد‭ ‬النقاش‭ ‬إلى‭ ‬باريس‭ ‬لنيل‭ ‬شهادة‭ ‬الدكتوراه قبيل‭ ‬أسابيع‭ ‬من‭ ‬هزيمة‭ ‬يونيو‭ ‬1967،‭ ‬وموته‭ ‬المفاجئ‭ ‬هناك،‭ ‬أصبح‭ ‬بيت‭ ‬رجاء‭ ‬النقاش‭ ‬قبلته‭ ‬الدائمة‭ ‬مصطحبا‭ ‬خطيبته‭ ‬آنذاك‭ ‬الإعلامية‭ ‬والفنانة‭ ‬منى‭ ‬قطان،‮ ‬ابنة‭ ‬زميلته‭ ‬فى‭ ‬جريدة‭ ‬الأهرام‭ ‬الصحفية‭ ‬جاكلين‭ ‬خورى‭. ‬

وصارت‭ ‬منى‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬أم‭ ‬ابنته‭ ‬الفنانة‭ ‬سامية‭ ‬جاهين‭. ‬كان‭ ‬جيل‭ ‬السبعينيات،‭ ‬الذى‭ ‬تشكل‭ ‬وعيه‭ ‬مع‭ ‬هزيمة‭ ‬يونيو‭ ‬1967‭ ‬ساخطا،‭ ‬شأن‭ ‬كل‭ ‬الثوار،‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬شىء‭. ‬يعرف‭ ‬ما‭ ‬يرفضه،‭ ‬بينما‭ ‬يعم‭ ‬التشوش‭ ‬والأفكار‭ ‬الفوضوية‭ ‬معظم‭ ‬بدائله‭.

‬ومن‭ ‬بين‭ ‬اللحظات‭ ‬الساخرة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬التشوش،‭ ‬قيام‭ ‬مجموعات‭ ‬صغيرة‭ ‬من‭ ‬طلاب‭ ‬الجامعة‭ ‬بزيارة‭ ‬ميدانية‭ ‬للصحف‭ ‬القومية‭ ‬الثلاث،‭ ‬الأهرام‭ ‬والأخبار‭ ‬والجمهورية،‭ ‬نيابة‭ ‬عن‭ ‬زملائهم‭ ‬المعتصمين‭ ‬فى‭ ‬الجامعات،‭ ‬لمطالبة‭ ‬من‭ ‬يسمونهم‭ ‬بالصحفيين‭ ‬الوطنيين‭ ‬بالاستقالة‭ ‬منها،‭ ‬لماذا؟‭ ‬احتجاجا‭ ‬على‭ ‬السياسات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬التى‭ ‬محت‭ ‬إنجازات‭ ‬عصر‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬بأستيكة،‭ ‬وهى‭ ‬مقولة‭ ‬راجت‭ ‬فى‭ ‬تلك‭ ‬الأيام‭ ‬فى‭ ‬سياق‭ ‬معارضة‭ ‬نظام‭ ‬السادات‭. ‬


وقد‭ ‬شاهدت‭ ‬بنفسى‭ ‬الكاتب‭ ‬الصحفى‭ ‬كمال‭ ‬القلش‭ ‬فى‭ ‬صحيفة‭ ‬الجمهورية‭ ‬يقول‭ ‬لوفد‭ ‬منهم:‭ ‬من‭ ‬قال‭ ‬لكم‭ ‬إن‭ ‬الاستقالة‭ ‬من‭ ‬الصحف‭ ‬تعد‭ ‬عملا‭ ‬ثوريا؟‭ ‬لقد‭ ‬حفيت‭ ‬أقدامنا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬تقبل‭ ‬الدولة‭ ‬أن‭ ‬نعمل‭ ‬ونحن‭ ‬من‭ ‬قوى‭ ‬تنتمى‭ ‬لليسار‭ ‬فى‭ ‬تلك‭ ‬الصحف!‮ ‬.


فى‭ ‬تلك‭ ‬الأثناء‭ ‬بدأت‭ ‬دور‭ ‬السينما‭ ‬عرض‭ ‬الفيلم‭ ‬الاستعراضى‭ ‬«خلى‭ ‬بالك‭ ‬من‭ ‬زوزو»‭. ‬ويحكى‭ ‬الفيلم‭ ‬قصة‭ ‬فتاة‭ ‬تنتمى‭ ‬لأسرة‭ ‬فنية‭ ‬من‭ ‬عوالم‭ ‬شارع‭ ‬محمد‭ ‬على‭ ‬ممن‭ ‬يتكسبون‭ ‬عيشهم‭ ‬من‭ ‬إحياء‭ ‬حفلات‭ ‬الأفراح‭ ‬بالرقص‭ ‬والغناء‭. ‬ولأن‭ ‬الفتاة‭ ‬تتسم‭ ‬بالطموح،‭ ‬فقد‭ ‬سعت‭ ‬لاستكمال‭ ‬تعليمها‭ ‬الجامعى.

‭ ‬وفى‭ ‬الجامعة‭ ‬تشتبك‭ ‬فى‭ ‬علاقة‭ ‬غرامية‭ ‬مع‭ ‬مخرج‭ ‬شاب‭ ‬عائد‭ ‬من‭ ‬الخارج،‭ ‬يدرب‭ ‬مجموعتها‭ ‬الطلابية‭ ‬على‭ ‬الأعمال‭ ‬الفنية‭ ‬المسرحية،‭ ‬وهو‭ ‬ينتمى‭ ‬إلى‭ ‬أسرة‭ ‬ثرية‭. ‬ويبدأ‭ ‬الصراع‭ ‬حول‭ ‬الحب‭ ‬الذى‭ ‬ينشأ‭ ‬بين‭ ‬الفتاة‭ ‬الفقيرة‭ ‬والشاب‭ ‬الثرى،‭ ‬وهى‭ ‬الحبكة‭ ‬التى‭ ‬سادت‭ ‬السينما‭ ‬العالمية‭ ‬والمصرية‭ ‬منذ‭ ‬البدايات‭ ‬الأولى‭ ‬لنشأة‭ ‬الدراما‭ ‬السينمائية‭. ‬


ولأن‭ ‬صلاح‭ ‬جاهين‭ ‬كاتب‭ ‬القصة‭ ‬وسيناريو‭ ‬وحوار‭ ‬وأغانى‭ ‬الفيلم‭ ‬ومنتجه،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الطبيعى‭ ‬أن‭ ‬ينطوى‭ ‬على‭ ‬رؤية‭ ‬جديدة‭ ‬للفتاة‭ ‬العصرية‭ ‬المقتحمة،‭ ‬الطموح‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تخجل‭ ‬من‭ ‬انتمائها‭ ‬الاجتماعى‭ ‬بل‭ ‬تتباهى‭ ‬به،‭ ‬وتتخذ‭ ‬من‭ ‬التعليم،‭ ‬لا‭ ‬الانتماء‭ ‬الطبقى،‭ ‬طريقا‭ ‬للصعود‭ ‬الاجتماعى،‭ ‬ولا‭ ‬تخشى‭ ‬من‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬مكنون‭ ‬مشاعرها‭.‬‮ ‬


الفيلم‭ ‬الذى‭ ‬أخرجه‭ ‬حسن‭ ‬الإمام‭ ‬نجح‭ ‬نجاحا‭ ‬غير‭ ‬معهود‭ ‬فى‭ ‬تاريخ‭ ‬السينما،‭ ‬إذ‭ ‬استمر‭ ‬عرضه‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬عام‭. ‬وكان‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬الصدف‭ ‬البحتة‭ ‬أن‭ ‬يعرض‭ ‬عام‭ ‬1972‭ ‬أثناء‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬الطلابية‭ ‬والمظاهرات‭ ‬المعارضة‭ ‬للسياسات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الجديدة‭. ‬

ولأن‭ ‬بعض‭ ‬أحداثه‭ ‬تدور‭ ‬فى‭ ‬الحرم‭ ‬الجامعى،‭ ‬فلم‭ ‬يسلم‭ ‬من‭ ‬تفسيرات‭ ‬الطلاب‭ ‬الثائرين،‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الهدف‭ ‬منه‭ ‬هو‭ ‬تشويه‭ ‬حركتهم‭ ‬والتشويش‭ ‬عليها‭. ‬وبعد‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬وفى‭ ‬عام‭ ‬1975‭ ‬يظهر‭ ‬فيلم‭ ‬«أميرة‭ ‬حبى‭ ‬أنا»‭ ‬وفى‭ ‬أحد‭ ‬مشاهده‭ ‬تغنى‭ ‬الفنانة‭ ‬سعاد‭ ‬حسنى‭ ‬من‭ ‬كلمات‭ ‬صلاح‭ ‬جاهين،‭ ‬أغنيتها‭ ‬التى‭ ‬باتت‭ ‬من‭ ‬أيقونات‭ ‬الثراث‭ ‬الغنائى‭ ‬والسينمائى‭ ‬«الدنيا‭ ‬ربيع‭ ‬والجو‭ ‬بديع‭ ‬قفلى‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المواضيع»‭.‬‮ ‬


وبهذا‭ ‬الفيلم‭ ‬ترسخت‭ ‬التفسيرات‭ ‬الشعبوية‭ ‬التآمرية‭ ‬أوساط‭ ‬الحركة‭ ‬الطلابية،‭ ‬وبينها‭ ‬أن‭ ‬صلاح‭ ‬جاهين‭ ‬بقصته‭ ‬للفيلم‭ ‬الأول،‭ ‬وأغانيه‭ ‬للفيلم‭ ‬الثانى،‭ ‬يستخدم‭ ‬مواهبه‭ ‬لإلهاء‭ ‬المجتمع‭ ‬عن‭ ‬حركته‭ ‬الاحتجاجية،‭ ‬وإلا‭ ‬ما‭ ‬معنى‭ ‬جملة‭ ‬«قفلى‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المواضيع»؟‭ ‬وكأن‭ ‬أمور‭ ‬تصوير‭ ‬الفيلمين‭ ‬وانتهاء‭ ‬إخراجهما‭ ‬وتوقيت‭ ‬عرضهما‭ ‬كلها‭ ‬رهن‭ ‬بإرادة‭ ‬صلاح‭ ‬جاهين‭ ‬بمفرده‭.

‬وانطلاقا‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الفهم‭ ‬الذى‭ ‬يهوى‭ ‬تفسير‭ ‬الأمور‭ ‬استنادا‭ ‬لمنهج‭ ‬المؤامرة،‭ ‬كتب‭ ‬أحمد‭ ‬فؤاد‭ ‬نجم‭ ‬قصيدته‭ ‬التى‭ ‬يهجو‭ ‬فيها‭ ‬صلاح‭ ‬جاهين،‭ ‬مع‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬محبيه،‭ ‬لكن‭ ‬رغبته‭ ‬فى‭ ‬إرضاء‭ ‬الطلاب‭ ‬الساخطين،‭ ‬غلبت‭ ‬محبته‭ ‬لجاهين،‭ ‬فكتب‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أسوأ‭ ‬قصائده،‭ ‬لما‭ ‬تنطوى‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬نظرة‭ ‬عنصرية‭ ‬تمييزية‭ ‬لممتلئى‭ ‬البدن،‭ ‬وبدأها‭ ‬بالقول:‭ ‬«شاعر‭ ‬بيتخن‭ ‬من‭ ‬بوزه،‭ ‬يمكن‭ ‬تخوف‭ ‬بيه‭ ‬عيالك،‭ ‬نازل‭ ‬يقزقز‭ ‬أزا‭ ‬أوزو،‭ ‬حتتك‭ ‬يمينك‭ ‬وشمالك،‭ ‬بقى‭ ‬مليونير‭ ‬واللى‭ ‬يعوزه،‭ ‬يلقاه‭ ‬فى‭ ‬إيده‭ ‬عقبالك،‭ ‬وخلى‭ ‬بالك‭ ‬من‭ ‬زوزو،‭ ‬وخلى‭ ‬زوزو‭ ‬من‭ ‬بالك»‭.‬‮ ‬


فى‭ ‬عام‭ ‬1975‭ ‬ألقى‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬والمثقفين‭ ‬والطلاب‭ ‬والشعراء‭ ‬كان‭ ‬بينهم‭ ‬أحمد‭ ‬فؤاد‭ ‬نجم،‭ ‬فيما‭ ‬كان‭ ‬يعرف‭ ‬آنذاك‭ ‬بقضية‭ ‬اليسار‭ ‬الجديد‭. ‬وفى‭ ‬السجن‭ ‬قرأ‭ ‬نجم‭ ‬خبرا‭ ‬فى‭ ‬جريدة‭ ‬الأهرام‭ ‬عن‭ ‬عودة‭ ‬صلاح‭ ‬جاهين‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬بعد‭ ‬إجراء‭ ‬عملية‭ ‬قلب‭ ‬مفتوح‭. ‬وكما‭ ‬يروى‭ ‬نجم‭ ‬فى‭ ‬أحد‭ ‬مقالاته،‭ ‬علق‭ ‬أحد‭ ‬الطلاب‭ ‬على‭ ‬الخبر‭ ‬قائلا‭ ‬ربنا‭ ‬ياخدهم‭ ‬كلهم،‭ ‬فرد‭ ‬نجم‭ ‬عليه،‭ ‬لأ‭.. ‬إلا‭ ‬صلاح‭ ‬جاهين‭. ‬

وكتب‭ ‬قصيدته‭ ‬التى‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬رأيه‭ ‬الحقيقى‭ ‬فى‭ ‬جاهين‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬يعشق‭ ‬شعره‭ ‬ورسومه‭ ‬وكاريكاتوره‭ ‬اليومى‭ ‬ويصفه‭ ‬بـ«الطفل‭ ‬الإلهى»‭ ‬وهى‭ ‬تكشف‭ ‬عن‭ ‬المكانة‭ ‬الرفيعة‭ ‬التى‭ ‬يحملها‭ ‬له‭ ‬فى‭ ‬نفسه‭ ‬وروحه،‭ ‬وقال‭ ‬فيها: حمدالله‭ ‬ع‭ ‬السلامة،‭ ‬وسلامتك‭ ‬يا‭ ‬جميل،‭ ‬ياريته‭ ‬كان‭ ‬ف‭ ‬قلبى‭ ‬شريانك‭ ‬العليل،‭ ‬نفسى‭ ‬أكتب‭ ‬لك‭ ‬قصيدة،‭ ‬زيك‭ ‬ملهاش‭ ‬مثيل،‭ ‬حراقة‭ ‬وبنت‭ ‬نكتة،‭ ‬أزعه‭ ‬وبلسان‭ ‬طويل،‭ ‬وتكون‭ ‬بعيون‭ ‬كحيلة‭ ‬فيها‭ ‬حزن‭ ‬الأصيل،‭ ‬ع‭ ‬الشاعر‭ ‬اللى‭ ‬ولى،‭ ‬والشعر‭ ‬السلسبيل،‭ ‬الله‭ ‬يرحم‭ ‬زمانك،‭ ‬يا‭ ‬شاعر‭ ‬يا‭ ‬علم،‭ ‬حمد‭ ‬الله‭ ‬ع‭ ‬السلامة،‭ ‬وسلامتك‭ ‬من‭ ‬الألم‭.‬‮ ‬


والحوار‭ ‬التالى‭ ‬مع‭ ‬صلاح‭ ‬جاهين‭ ‬أجريته‭ ‬فى‭ ‬أبريل‭ ‬عام‭ ‬1976،‭ ‬بتكليف‭ ‬من‭ ‬سيد‭ ‬خميس‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬قد‭ ‬أسس‭ ‬مع‭ ‬صلاح‭ ‬عيسى‭ ‬مكتبا،‭ ‬يمد‭ ‬الصحف‭ ‬والمجلات‭ ‬العربية‭ ‬بتحقيقات‭ ‬وتقارير‭ ‬وحوارات‭ ‬صحفية،‭ ‬وحمل‭ ‬اسم‭ ‬الوكالة‭ ‬العربية‭ ‬للصحافة،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬فصل‭ ‬صلاح‭ ‬عيسى‭ ‬من‭ ‬عمله‭ ‬فى‭ ‬جريدة‭ ‬الجمهورية.‭ ‬

وسدت‭ ‬كل‭ ‬منافذ‭ ‬النشر‭ ‬داخل‭ ‬مصر‭ ‬أمامه‭ ‬وأمام‭ ‬سيد‭ ‬خميس‭. ‬وكانت‭ ‬أجواء‭ ‬السخط‭ ‬العام‭ ‬من‭ ‬سياسات‭ ‬السادات‭ ‬تتصاعد‭ ‬والاحتجاجات‭ ‬الطلابية‭ ‬لا‭ ‬تتوقف‭. ‬وحين‭ ‬أعدت‭ ‬قراءة‭ ‬هذا‭ ‬الحوار‭ ‬بعد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أربعة‭ ‬عقود‭ ‬على‭ ‬إجرائه‭ ‬وأنا‭ ‬أعده‭ ‬للنشر،‭ ‬شعرت‭ ‬بوخزة‭ ‬ألم‭ ‬لما‭ ‬بدا‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬يخاطب‭ ‬-فى‭ ‬مقدمته‭ ‬على‭ ‬الأقل-‭ ‬حالة‭ ‬السخط‭ ‬والاحتجاج‭ ‬السائدة،‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬ذائقتى‭ ‬المغرمة‭ ‬بظاهرة‭ ‬صلاح‭ ‬جاهين‭ ‬الشعرية‭ ‬والصحفية‭ ‬والإبداعية‭ ‬والإنسانية‭ ‬المتفردة،‭ ‬ولكنه‭ ‬نزق‭ ‬الشباب‭ ‬وجموحه‭.‬

اقرأ ايضا | صلاح جاهين.. فشل في تحقيق أمنية والده مع المحاماة

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة