محمد درويش
محمد درويش


وجدانيات

الإخلاء الإدارى.. راح فين؟

الأخبار

السبت، 18 يونيو 2022 - 06:27 م

انهار المنزل فجراً على ساكنيه بحي الوايلي، مات ٦ غير الجرحى، الحادث أيقظ تداعيات نظام الاخلاء الادارى وجعلنى اتساءل اين اختفى، ولماذا؟

منذ ما يقرب من ٣٠ عاما وتحديدا فى عصر يوم الاثنين ١٢ أكتوبر ١٩٩٢ شهدت الجمهورية وفى القلب منها القاهرة زلزالا رهيبا.

قدر الله ولطف وربما كانت الوفيات الناتجة عن التدافع فى المدارس أكبر عدد من الذين لقوا حتفهم فى العمارة التى اشتهرت باسم (كاملة)، بمصر الجديدة وبطلها الأشهر أكثم الذى خرج حيا مساء الخميس وبعد أكثر من ثلاثة أيام بعد أن فقد زوجته وأمه وابنته.

المهم تمثلت تداعيات الزلزال فى تصدع العديد من المنازل والبيوت فى الأحياء القديمة مثل السيدة زينب وشبرا وروض الفرج ومصر القديمة وغيرها.

كتائب من إدارات الإسكان بالأحياء والهيئة الهندسية للقوات المسلحة طافت على بيت، بيت فى هذه الأحياء ودون حتى طلب من ساكنيها أو أصحابها، وتراوحت قراراتها بين هدم كلى أو هدم جزئى وترميم أو ترميم فقط.


نأتى إلى بيت القصيد المحافظ د.محمود شريف أحد أساطين الطب والعمل العام الذى كان محافظا للقاهرة فى هذا التوقيت، فى عهده توافرت للمحافظة من خلال  مديرية الإسكان التابعة لها أكثر من ثلاثين ألف وحدة سكنية فى مناطق السلام والمقطم ووادى حوف وهو ما اصطلح على تسميته بالمساكن الشعبية.

كان هناك ما يعرف بالإخلاء الإدارى وهو أن تقرر لجنة الإسكان فى حى ما من أحياء القاهرة إزالة منزل حتى سطح الأرض لخطورته الداهمة أو إزالة جزء منه وترميم الباقى أو ترميم المنزل كله، كل الذين يتم إخلاء منازلهم للخطورة الداهمة أو إزالة أجزاء منه يحصلون فورا على وحدة سكنية بدون مقدم ومقابل ٣٠ جنيها قسطا شهريا وتصبح ملكه، وهو ما حدث مع الذين تقرر هدم منازلهم إثر زلزال ٩٢ وكلنا يعلم ان هناك منطقة (مثلا) اسمها مساكن الزلزال فى المقطم وغيرها فى شرق وجنوب القاهرة.

ثم نأتى للعبة القط والفأر بين ملاك العقار المقرر ترميمه والسكان خاصة أصحاب المحلات حيث يتم الطعن فى قرارات الإزالة أو الترميم وأحيانا تأخذ دورتها فى المحاكم وقد ينهار المنزل فجأة قبل صدور حكم نهائى.

طبعا القانون يلزم المالك بالترميم والمالك بعد سنوات طويلة من إنشاء المنزل قد تحول من فرد واحد إلى عشرات من الورثة والايجار قروش ضئيلة، وبأى منطق يتحمل الملاك الترميم بالأسعار الحالية مقابل الايجارات الزهيدة، ومن مصلحته أن ينهار المنزل ويباع أرضا أو يعيد بناءه.

قضية المنازل القديمة فى أحياء القاهرة العتيقة قنابل موقوتة تدعونا إلى فك خيوط الكرة المتشابكة وإعادة العمل بنظام الإخلاء الإدارى الذى صار فى خبر كان رغم أن لدينا عشرات وربما مئات الآلاف من هذه القنابل.

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة