د.عبد المنعم فؤاد
د.عبد المنعم فؤاد


القيم الغائبة

الأخبار

الخميس، 23 يونيو 2022 - 05:54 م

د. عبد المنعم فؤاد // أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر

بعد الحادثة المروعة التى وقعت لفتاة المنصورة من طالب جامعى زميل لها!. لابد من إعادة النظر فى المنظومة الأخلاقية فى مدارسنا، ومعاهدنا وجامعاتنا، وليرجع إلى الخلف خطوات هؤلاء الذين صدعوا رؤوسنا بشعارات العلمانية، والتثقيف والتنوير، والانفتاح (الأهبل) بدون ضوابط؛ حيث يجب دراسة القيم والأخلاق وثقافة الاحترام، وبيان الحلال والحرام، والذى لا يعرفه طلابنا!..

لابد من بيان مكانة النفس البشرية وحرمتها عند رب الأرض والسماء، وأن هدمها أشد حرمة من هدم الكعبة، وأن قتل النفس الواحدة كقتل الناس جميعا، وأن القاتل (جزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً)، لابد من عودة دراسة الدين السماوى للمناهج التعليمية وبقوة، و لابد من الندوات الدينية، والفكرية المفتوحة للشباب، والوقوف على مشاكلهم الأخلاقية والدينية..

لابد من عودة برامج (ندوة للرأي) لساحات العلم ومراكز الشباب، وقصور الثقافة فى بلادنا، وعلى المسئولين عن تثقيف الشباب دعوة العلماء المعتبرين، ومعهم الأساتذة المتخصصون فى التوعية وعلم النفس والاجتماع والفلسفة الخ: لمحاورة الشباب وتوعيتهم بما يبنى قيمهم ويحببهم فى قيمهم وبلادهم وحضارتهم.. لا يليق أبدا التخوف من الدين، ودراسته لشبابنا؛ فالشباب هم مستقبل بلدنا وهم عطشى قيم، ووعى صحيح؛ فلا يليق أن يتركوا نهباً لثقافات العنف الغريبة على مجتمعنا..

لابد من إعادة النظر فيما يعرض على الشاشات من البعض فى الدراما والأفلام.. لابد من تنظيف الشاشة تماما من هذه الثقافات المنحدرة والهادمة والمؤدية إلى مزالق عنيفة؛ فمصر عندنا هى حياتنا..

إن هذا البلد بأبنائه وقيمه أمانة فى أيدينا، وسنسأل عنه أمام العزيز الحكيم، وبه وبأهله رجالا ونساء وشبابا وصى النبى الكريم - عليه الصلاة وأتم التسليم - ولا يصح أن نرى سفينة القيم تغرق أمام أعيننا، ويصمت كل منا وهو يقول: «وأنا مالي» فهذه الكلمة نتائجها الندم إذا لم ننتبه، بل سيقول الواحد منا بعد ذلك (لقد أكلت يوم أن أكل الثور الأبيض). 
 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة