إبراهيم محمد عامر يكتب : زوجة العم آكلة الطماطم
إبراهيم محمد عامر يكتب : زوجة العم آكلة الطماطم


إبراهيم محمد عامر يكتب: زوجة العم آكلة الطماطم

أخبار الأدب

الأحد، 03 يوليه 2022 - 03:55 م

حين داهمنى الموت وخطف والدى، وصرت مثل كل ما كان لهما إليه قضيت الوقت كله فى انتظار. أن يأتى اليوم الذى أكون فيه مثل الفحل كى أطالب بما لى ..
ولم يمض وقت طويل حتى علمت أن عمى مثل كل الرجال لا حول له ولا سلطان فى بيته. وأن الأمر كله بيد زوجته العوراء ..ومضت السنوات على كالكابوس الذى لا ينقطع. وأذكر دائما أبناء عمى الذين كانوا يكرهونى بلا سبب. وامرأة عمى التى تتلذذ دائما بسبابى وبأكل حبات الطماطم على عتبة البيت عند كل غروب ..


وكثيرا ما كنت أراها وهى تهزقه وتفرج عليه أولاده والجيران وهو صامت مندهش ككلب أمام النار ..ولما كبرت أكثر وصار العرق يلون ثيابى الداخلية بعد أن أرتديها بيوم، صارت تتأفف أكثر من وجودى ..


وأسمعه يقول لها:والناس تقول إيه؟!فتسبه وتسب الناس. وتسبنى بطبيعة الحال ..حتى كان يوما ...استيقظت فيه قرب الفجر لقضاء حاجة. وتوجهت نحو حمام البيت. كان نصف مفتوح. والنور يرتعش فى الطريق المؤدى إليه ..


رأيت ابنة عمى واقفة ترش جسدها العارى الضخم بالمياه. ما أن لمحتنى حتى ابتسمت. ولكن ما أن لمحت أمها خلفى حتى علا صراخها ..هجمت على كاللبؤة. وأرادت أن تخلع ما فى قدميها لتضربنى به. لكننى أمسكت بيدها فى صرامة، فأمسكت بخناقى. وبصقت فى وجهى وكثر سبابها. فدفعتها دفعا قويا إلى الحائط
وقبل أن يخرج عمى من غرفته كنت أسمع صوت حشرجة يصدر منها ..وسمعت ابنة عمى تصرخ فأيقنت بالكارثة ..فهربت بجلدى ..لكن الكارثة لم تأت كما ظننت. فقد علمت بعد أن قبض على أنها قد فقدت النطق. وأن الدفعة القوية أثرت على عقلها ..ولم تفلح صفعات المخبرين أن تجعلنى أعترف بالجرم كاملا مضافا إليه أتهام عمى بالسرقة ..وشهد الجيران فى صفى بحكم معرفتهم بى، وبما عانيت فى بيت عمى ..ومرت بضع سنوات ..وحى رجعت إلى البيت مجددا لأحضر عزاءه. أخذتنى قدماى إلى الداخل..


رأيتها وحيدة جالسة على كرسى ورأسها مطرقة. وحين دققت النظر رأيت إحدى عينيها مفتوحة والأخرى مغمضة. وسيل لعاب طويل لا يتوقف عن الخروج من بين شفتيها ..وحين سمعت صوتى أحسست بأنها تريد أن ترفع رأسها ..لكنها لم تستطع.

اقرأ ايضا

 محمد سليم شوشة يكتب : 30 يونيو... قبلة الحياة للأدب والثقافة فى مصر والمنطقة

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة