رشا سلامة
رشا سلامة


رشا سلامة تكتب.. العقاب لغادة والي 

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 07 يوليه 2022 - 12:03 ص

منذ شهور أهدانا اجدادنا قدماء المصريين درسا في التسويق والعمل الجاد وكيف تسدد سهمك فتصيب الهدف في وقته، حينما اشيع في العالم بان ابو الهول اغمض عينيه فباتت مصر حديث الصحف العالمية واصبح الجميع لديه شغف في متابعة الحدث بل ووصل الامر للبعض بان ياتي ليرى بنفسه ابو الهول.

جاءت رسامة سارقة وامسكت بفرشاة مغمسة باللون الاسود لتغطي على هذه الضجة بفضيحة، نعم فضيحة وفضيحة لسمعة بلد باكمله ولتاريخه، هي غادة والي ومن قدمها من المسئولين الى الساحة دون ان يعطوا اي اهمية لقيمة مناصبهم وخطورة قرارتهم، فكانت النتيجة انها انطلقت بمصر الى العالمية بسرقة رسام روسي يدعى جورج كوارسوف، وبمنتهى الثقة وضعت الغنيمة في مشروع قومي هي محطة مترو كلية البنات على اعتبار ان احنا فييييين وروسيا فين، ذكرتني بمقولة عبد الفتاح القصري وهند رستم  "شوفت الاباحة يا با لا يا عزيزة ده جهل بعيد عنك".
وعندما علم الرسام الروسي بالامر قدم بالدليل للصحافة العالمية ان مصر سرقت رسمته، واصبح حديث الصحف العالمية من جديد مصر التي لا تحترم حقوق الملكية الفكرية. 
ولا يتوقف الامر عند هذا الحد فنحن وبعد اعتذار هيئة مترو الانفاق عن الامر وقراها برفع الجدارية من المحطة سننتقل بالمشكلة لمستوى اقتصادي، خاصة بعد ان قرر الرسام الروسي مقاضاتنا  وتعاقد مع مكتب محامين في مصر بالفعل، سنضطر لدفع تعويض له بالعملة الصعبة في ظل ظروف وازمة اقتصادية نمر بها، بالاضافة الى ان ازالة الجدارية ووضع اخرى بديلة سيكون له تكلفة مادية ايضا، كما ان هذه الكارثة تحتاج منا حملة لتصحيح صورة مصر دوليا وهذا سيتكلف منا ملايين الدولارات ايضا، وهذا كله يعد اهدار للمال العام فنحن جميعا سندفع تكلفة جريمة لم نرتكبها. 
هذه الكارثة هذا الفساد او الجهل بوضع واحوال مصر التاريخية والاقتصادية، سيكلفنا العمل على الدخول في معركة  الدفاع عن انتمائنا لاجدادنا المصريين القدماء امام اصوات دولية خاصة من السودان تسعى منذ فترة لنسب الحضارة المصرية القديمة لها، بالتشكيك فينا ووصفنا نحن المصريون الحاليون باننا لسنا احفاد القدماء المصريين بل ننتمي للقبائل العربية فقط، بعد ان اعطت غادة والي الرسامة السارقة حجة لهم بان اجدادنا ذوات البشرة السمراء القاتمة، لانها غيرت في الوان بشرتهم في الجدارية المسروقة. 
تلك الرسامة النكرة التي صعدت في ظروف غامضة في احداث قومية تهم البلد في غياب وتجاهل متعمد لفنانين شباب من خريجي كلية الفنون الجميلة وفي غياب وعي مسئولين بحجم التحديات الاقتصادية والتاريخية التي تمر بها البلاد، يتطلب هذا ان لا تقف واقعة فضيحة غادة والي عند حد الاعتذار بل يجب التحقيق معها ومع كافة المسئولين عن تلك الفضيحة ونشر التحقيقات في الصحف العالمية، ليعلم الجميع ان مصر تحترم حقوق الملكية الفكرية وملتزمة بالاتفاقيات الدولية التي وقعتها، وانها دولة منظمة وليست عبثية، وحتى يعلم كل مسئول انه يدير وقت ومال الشعب لا يدير مشروعه الخاص وعليه يجب ان يدقق جيدا مع من يتعاون واذا كان لا يعلم امرا فنيا فليبحث ويستعن بذوي الخبرة، ويتاكد ان من يدير مصالحه الشخصية في عمل عام سيفقد في مقابلها وظيفته ثمنا لتهوره.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة