للفنان: إسماعيل شموط
للفنان: إسماعيل شموط


أشرف قاسم يكتب: يطل على ربوع القدس سندسها «إلى روح الشهيدة شيرين أبو عاقلة»

أخبار الأدب

الأحد، 17 يوليه 2022 - 03:27 م

بُوحِى بحزنِكِ يا وحيدةَ بُوحِى
الصوت صوتك بالصدى المجروح
بوحى بحزن الروح يا دمع الندى
يا شمعدانًا ضاء عتْمةَ رُوحِى

يسافرُ صوتُها قد كانَ
عَبْرَ معابرِ التفتيشِ
يرسم صورةَ الوطنِ السجينِ
وكان يبُثُّ أحلامَ الصغارِ
دموعَ أحزانِ الثكالى،
حمرةَ الشفقِ،
الوداعَ،
حروفَ آخرِ جملةٍ قيلتْ قُبيْل الموتِ،
صوتَ رصاصةِ الغدرِ الأثيمةِ،
ضوءَ آخر نجمة فى الأفقِ
تؤنس وحدةَ القلبِ الحزينِ
يطلُّ على ربوع القدس سندسها،
تضيء بنوره الوديانُ،
يستهديه مقدسُها،
وزهرة سوسن يرنو إليها فى رثاء الموت غارسُها
وحارسُها،
كأن يديه تختصران تاريخًا
لمأساةِ الفلسطينى
هنا الأقصى
هنا الشهداءُ،
والعربان قد شبعوا على أشلائهم رقْصَا،
وأمْر الغاصب المحتل لا يُعْصَى
وإخوةُ يوسف باعوه
لم يطْرفْ لهم جفنٌ
ولم يعصف بهم حزنٌ
رموه هناك فى أسْر الزنازينِ!
رأينا القدس جرحًا غائرًا،
ومدى لأحلامٍ تموت بليل مولدِها،
سمعنا عبْر صوت الحقِّ
أصوات الذين مضوا لكى نحْيا
فماذا بعد قد يبقى إذا متنا كأغرابٍ
بلا وطنٍ؟
أموت لكى يعيشَ
يعيش كى يحيا
ويحيينى!
أيا شيرين كيف نعيش فى وطنٍ
تحاصرنا به الأحزانُ،
أصواتُ اندلاع النارِ،
أبواقُ ابتداء الغارةِ،
الصفارةُ الحمقاءُ،
تلك الظلمة الرعناء،
قبحُ مجنزراتِ الموتِ،
أصواتُ استغاثاتِ
 المساجين؟
وكيف نَفِرُّ من درب الهلاكِ؟
نَمُرُّ من سمِّ الخياطِ؟
نصرُّ أن نحيا «كرامًا طيلة الزمن»؟
الشعارات التى التصقت بجوف القلبِ تضحكنى
وتبكيني!!
لنا وطنٌ!!
لنا هذا الصقيع هناك فى ليل المخيَّمِ،
لا تسامرنا النجومُ،
نخاف من ضوْء السماءِ،
نخاف من شمس النهارِ،
نخاف من خوفٍ تملَّكنا،
حكايتُنا هناك تموتُ
فى صمْتِ الميادينِ!!
سترسم صورةَ الوطنِ الحزينِ؟
_ رسمتُها وحدى،
اكتويتُ بنارها،
سالتْ دموعى فوق وجْهِ الصفحةِ السوْداءِ
ألوانى استشاطتْ من وجِيبِ أضالِعى
«بالِتَّةُ» الألوانِ تعلن فى المدى
عصيانَها،
ما دلَّهم إلا سوادُ اللونِ
آساد العرينِ!!
تخاصمنا الدروبُ الآنَ
تنكرنا المسافاتُ التى طالتْ بلا جدوى
نسير على صراطِ الموتِ،
لا مَنٌّ ولا سلوى،
فقد صار البقاء الآن للأقوى،
ولا أطفالنا فرحوا بثوب العيدِ،
أين العيد فى الأرض التى ما جفَّ دمعُ عيونِها؟
والموت يخطف فرحةَ الأعراسِ
يقطف كلَّ زهْرِ
الياسمينِ!!
كسيدة مبجلة
مضيْتِ هناك فى فردوسِك الأعلَى
أضاءتِ  دروبَنا،
ومضيتِ نحْو الرفقةِ الأحْلَى
تراكِ قصَصْتِ قصتَنا أمام الله؟
يا الله!!
هذا المسجد الأقصى بقايا شمعةٍ تبكى،
وتلك القبة العصماء كلّ جراحِنا تحكى،
حكايتنا التى كُتِبَتْ
بأوجاعِ المساكينِ!
سنبقى رغم هذا الليل
نحلم بالصباح الحُرِّ،
بالنورِ الذى ينسابُ
من ليلِ الزنازينِ!!

اقرأ ايضا

تعليق صور لشيرين أبو عاقلة قبالة كنيسة المهد قبيل زيارة بايدن لها

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة