غلاف الرواية
غلاف الرواية


صاحب رواية «باب الزوار»:احتفيت بالشاب خالد وشوارع الأبطال

الأخبار

الأحد، 17 يوليه 2022 - 11:01 م

محمد سرساوى

منذ كان يعيش فى بلد المليون شهيد، وفكرة الكتابة عنها تراوده وتلح عليه، وعلى الرغم من أن الأديب محمد إسماعيل لم يكن يكتب فى تلك الفترة، إلا أن الفكرة كانت مختمرة فى رأسه، خاصة معايشة الجزائر وأهلها فى أواخر العشرية السوداء، وبعد انحسارها كانت تجربة ثرية جدًا بالنسبة إليه، وكيف أثرت سنوات الإرهاب فى الأسر والأفراد والمؤسسات؟ وكيف استقبل الناس قانون الوئام الذى يدعو إلى نبذ العنف؟ التفاصيل الصغيرة فى حياة شعب ما إن نال استقلاله حتى دخل فى دوامة الجماعات المتطرفة والجرائم الإرهابية، وقد لفتت نظره الطبيعة المزدوجة لهذا الشعب من عرب وأمازيغ، بالإضافة إلى أزمة الهوية الخاصة بمرحلة ما بعد الاستقلال. كل تلك العوامل جعلت الوضع الجزائرى مثيرًا للتفكير والدراسة وهو الأمر الذى حاول إسماعيل استيعابه فى أحدث رواياته «باب الزوار» الصادرة عن دار العين، ويحدثنا عن تجربته فى كتابتها عبر السطور التالية:
■ ما سر اختيارك لفترة التسعينيات؟
- لأنها الأكثر صعوبة على الجيل الحالى من الجزائريين، وفى نفس الوقت الأغنى بالتفاصيل وتعتبر نقطة تحول فى حياة البلد، حصل الشمال الإفريقى على استقلاله فى حقبة قصيرة جعلت البلدان الثلاثة تنطلق من نفس نقطة البداية، ثم تأخرت الجزائر عن جيرانها بسبب تلك التسعينيات، وبالتالى كانت هى الأجدر، أيضًا الموضوع الذى أردت أن أعرضه على القارئ ونتأمله سويًا بدأ فى تلك الفترة ولا يمكن معالجته فى أخرى.


■ كيف جاء اختيارك للأغانى الجزائرية مثل أغانى الشاب خالد ورشيد طه؟
- الغناء الجزائرى من أشهر المنتجات الثقافية لهذا الشعب، وبناءً عليه أحببت تقديم بعض من تلك الألوان إلى القارئ المصرى، فنحن هنا لم نسمع إلا بالراى المنتشر فى غرب الجزائر، لا أنكر حلاوته ولكن هناك أيضًا الشعبى والمألوف والأندلسى وهى صنوف موسيقية فى منتهى الجمال. الهدف الثانوى من الرواية كان تقديم المجتمع الجزائرى إلى القارئ العربى، وأنا لا أعتقد أن هذا ممكن بدون التعرض لفنونهم الموسيقية، كما حاولت تقديم بعض من كبار مطربيهم مثل الهاشمى جروابى، ودحمان الحراشى، والطاهر فرجانى، وآخرين، ولا أخفى سعادتى عندما وجدت بعض القراء يكتشفون أغانى هؤلاء العظماء.
■ ذكرت فى الرواية أن اللغة الفرنسية غنيمة حرب، فمتى تصير اللغة غنيمة؟
- دعنا نتفق أن التبادل الثقافى هو من إيجابيات الاستعمار القليلة، وبالطبع أنا هنا لا أروج للاحتلال، لكننى لم أر بلدًا لم يتأثر ولو جزئيًا بمستعمره، وأبسط مثال على ذلك هو اللغة الثانية فى بلادنا العربية وهى لغة من كان محتله، الاستعمار الفرنسى بطبيعته استعمار ثقافى قبل أن يكون عسكريا، أو اقتصاديا، بعكس الاستعمار الإنجليزى مثلا الذى عانينا منه فى مصر. تلك المقولة الخاصة بغنيمة الحرب نقلتها عن الأديب الجزائرى «كاتب يس» الذى جاءت مؤلفاته بالفرنسية، حيث لم يكن من المتاح تعلم العربية وقت الاستعمار. وهو نفسه القائل: أكتب بالفرنسية لأقول للفرنسيين إننى لست فرنسيا.


■ تحدث أبطال الرواية عن تسمية الشوارع بأسماء الأبطال، فهل ترى ذلك تكريمًا لهم؟
- هى إحدى وسائل التكريم بالطبع، والدول تسمى شوارعها المهمة، ومطاراتها وموانيها بأسماء شخصياتهم البارزة بهدف التخليد، وكانت أسماء الشوارع الرئيسية فى الجزائر تكرم قديمًا أبطال المستعمر، حتى نالت البلاد استقلالها فحلت أسماء أبطال التحرير محل الغزاة.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة