أخبار الادب
أخبار الادب


عبدالمنعم محمد يكتب :مرثية إلى العمة نادية

أخبار الأدب

الأحد، 31 يوليه 2022 - 03:34 م

يا عمة 
سنزرع ما اتفقنا عليه من ورد 
سأجوب الحديقة بمنديلٍ ورقى 
أمسح دموع الأشجار 
وعيدان الذرة
التى 
أحنى ظهورها الفقد 
يا عمة 
لن أنسى 
القُبلة على خدى الأيمن
أول يومٍ خرجت 
من معهدنا الأزهرى 
لن أنسى 
صوتك الدافئ 
يوم قلتِ: 
« عبيدة هيحفظ القرآن 
وهياخد عالمية الأزهر»
لن أنسى 
صدرك العامر كبيتك 
الطيب كجروٍ أليف 
الكريم كشتاء يناير 
القوى كحائط صد 
أتذكرين يا عمة 
يوم بكى قلبى 
يوم استراح رأسى 
على رجلك الشريفة
ونمتُ وحلمتُ وألهمنى 
حنانك القصائد والقصائد 
يوم أفقت من نومى 
على رائحة النعناع 
فى شايك المضبوط 
يوم رهنك خاتمك الذهبى 
لأجلنا عند بائع السجاد 
لا يا عمة 
أنت هنا 
لم ترحلى 
ستقصين على كل يومٍ
ما تيسر من الحكاية 
ما تيسر من الجمال 
ما تيسر من البقر 
وضرعه الخاشع بين يديك 
يا عمة 
الأوغاد فى جحورهم 
المتربصون ما زالوا 
مقيدين فى سلاسلهم
وسور الحديقة 
فى سؤال دائم: 
أين العمة يا ولد؟
العمة ارتدت جلبابها 
تلفعت وشاحها 
خرجت من البيت 
لأداء فرائضها 
هى راجعة 
راجعة أيها السور الحائر 
راجعة أيتها المصطبة العريضة 
راجعة أيها الباب الكئيب 
راجعة أيها الحقل الغائم 
راجعة أيها الشارع الصاحى 
يا نادية 
النُّون فيكِ ندى 
الألف فيكِ زهو 
الدال فيكِ دواء
الياء فيكِ بطة 
التاء فيك أنوثة 
العمة الآن 
ستأتى بعدما 
تشيع آلامها.

اقرأ أيضا | يحيى خليفة يكتب :بازل


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة