يحيى وجدي
يحيى وجدي


التجريب فى أغلفة « نجيب » !

أخبار النجوم

الخميس، 11 أغسطس 2022 - 02:30 م

و”نجيب” المقصود في العنوان هو نجيب محفوظ، ولن أفرط في استخدام الألقاب التي يستحقها، وهي كثيرة جدا، كثيرة وعالمية، لكنه نجيب محفوظ وكفى..

ولأنه نجيب محفوظ - وكفاه ذلك وسيظل - فإن الاستثمار بالمعنى التجاري في أعماله وتراثه يعد استثمارا محفوفا بالمخاطر كما يقول الاقتصاديون، فمَن باستطاعته أن يُعلي على التاريخ الكبير الذي خلفه الرجل وراءه، سواء في أعماله الروائية أو السينمائية أو تاريخه الشخصي، وهو الذي عاش عمرا مديدا، وكانت حياته في حد ذاتها عملا فنيا له عالمه وفلسفته وحكمته.

مؤخرا، اشترت دار نشر “ديوان” حق طباعة ونشر وتوزيع أعمال نجيب محفوظ، وهو الحق الذي انتقل إليها من دار “الشروق” بعد انتهاء العقد الذي وقعته الأخيرة مع محفوظ في حياته، وقد حصلت “الشروق” على حق نشر روايات الكاتب الكبير بعد “مكتبة مصر” التي نشرت أعمال نجيب محفوظ لما يزيد عن نصف قرن.

ولكل عقد من العقود الثلاثة حكاية وتفاصيل وخلفيات، لكن الدار الأحدث في امتياز نشر أعمال الرجل – “دار ديوان” - فاجئت الجميع بأغلفة جديدة لرواياته أثارت زوبعة غضب – ولن أقول الجدل لأن الأمر محسوم - بين الجميع، ولن أقول الوسط الثقافي، لأن أمر وأعمال نجيب محفوظ تتجاوز الوسط الثقافي بمعناه النخبوي.

والغضب مستحق، فالأغلفة الجديدة لا علاقة لها بعالم ولا اسم ولا روح الروايات التي “لُطعت” عليها من قريب من بعيد، بل إنها ليست حتى أغلفة إن شئنا الدقة!، هي اسم نجيب محفوظ مكتوب على نمط “الرنك” الذي كان يضعه الخلفاء والحكام أعلى المنشأت المساجد والأسبلة في العصر المملوكي.

وهو خط غير موفق جعل الجميع يقرأون اسم الكاتب “بخيت محفوظ”!، وتحته رسما أو لوحة أو تكوينا ينتمي لفنون “الهيبز” في السبعينيات (أي والله!)، هذا إذا كنا مجاملين لهذه التهويمات أصلا!


صحيح أن الأذواق مختلفة ومتنوعة، وأن الفن وجهة نظر، لكن هناك حقا خيط رفيع – وعذرا للأكليشيه - بين التجريب و”الهرتلة”، وأرجو أن يتوقف هذا العبث فعلا، وأن يتعقل القائمون على أمر ما حصلوا عليه من كنز اسمه نجيب محفوظ، وأن يكفوا عن تجريب لعبتهم التسويقية الجديدة لروايات لو كتبوا فقط اسم صاحبها عليها وباعوها بسعر معقول لحققوا ما يريدون وأكثر!

اقرأ ايضا | لا تعكس قيمة نجيب محفوظ.. «فقر الأغلفة» يثير استياء جمهور «أديب نوبل»

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة