الأربعاء، 17 أغسطس 2022 - 01:19 م

يمر نهر النيل عبر العديد من البلدان، ويمدها بالمياه والري وغير ذلك، لذلك كان لدى المصريين القدماء احترام عميق لقوة النيل وكرسوا أنفسهم للحفاظ عليها، وتم ذلك بمساعدة مقياس النيل.

تعرف على المزيد حول كيفية تأثير مقياس النيل على مصر القديمة.

كان قدماء المصريين يبجلون النيل:

اشتهر المؤرخ اليوناني هيرودوت بأن "مصر كانت هدية النيل"، في زمن قدماء المصريين، كان النيل يفيض سنويًا ، مما ساعد على تسميد الأراضي المحيطة بها وزرعوا العديد من المحاصيل ، مثل القمح والبردي ومحاصيل أخرى حول النيل.

كان النيل مهمًا أيضًا للحياة الروحية في مصر القديمة. كانوا يعبدون ، حابي ، إله الفيضانات السنوية ، وكانوا يعتقدون أن حابي والفرعون فقط هم القادرون على السيطرة على الفيضان.

كان يُنظر إلى الضفة الشرقية لنهر النيل على أنها مكان الولادة ، واعتبر الضفة الغربية مكان الوفاة. لذلك تم وضع جميع القبور على الضفة الغربية لنهر النيل ، لاعتقاد المصريين بضرورة دخولهم إلى الآخرة.

أصبح النيل أيضًا أساس التقويم القديم وفقًا لدورات النيل الثلاث، على الرغم من أن فكرة مقاييس النيل بدأت في مصر القديمة ، إلا أنها استمرت في استخدامها من قبل الحضارات اللاحقة.

على الرغم من توقف فيضان النيل بعد بناء سد أسوان ، إلا أنه لا يزال يلعب دورًا مهمًا في مصر كمصدر للحياة.

لقطة لقارب على نهر النيل :

تم بناء مقياس النيل وفقًا للطراز المعماري الإسلامي، وهي مقسمة إلى ثلاثة أقسام: دائرة ، ثم مربع أكبر من الدائرة ، ثم مربع أكبر. (مصدر الصورة: فنسنت فورنو)

مقياس النيل :

يعد مقياس النيل أحد أكثر الهياكل إثارة للاهتمام في مصر اليوم والتي تثبت مدى أهمية النيل للمصريين. هيكل تم بناؤه لقياس منسوب مياه النيل ووضوحها خلال موسم الفيضان.

مقياس النيل هذا هو أقدم بناء إسلامي قائم على الماء وثاني أقدم موقع تاريخي إسلامي بعد مسجد عمرو بن العاص. بناها الخليفة المتوكل على الله العباسي عام 861 م. تم إضافة الجدران والسقف بواسطة الظاهر بابرس. يمكن العثور عليها بجوار قصر Manasterly في جزيرة الروضة في القاهرة .

كان على المصريين القدماء مراقبة مستويات المياه ، لأنه إذا كان منخفضًا ، سيكون هناك نقص في الغذاء ، وإذا كان مرتفعًا جدًا ، فسيؤدي ذلك إلى تدمير المحاصيل. كانت لديهم علامة محددة تشير إلى مدى ارتفاع المياه إذا أريد للحقول الحصول على تربة جيدة.

عادة ما يحدث فيضان النيل بين شهري يوليو ونوفمبر ، حيث غطت المياه الأراضي المجاورة ، ثم تنحسر في حوالي سبتمبر أو أكتوبر ، تاركة وراءها تربة خصبة لزراعة المحاصيل. كان آخيت ، أو موسم الطوفان ، أحد الفصول الثلاثة التي قسم فيها المصريون القدماء سنتهم.

تم استخدام جودة فيضان العام أيضًا لتحديد مستويات الضرائب التي يجب دفعها ، لذلك لعب مقياس النيل أيضًا دورًا كبيرًا في اقتصاد البلاد.

تصميم فريد لمقياس النيل:

تم بناء مقياس النيل وفقًا للطراز المعماري الإسلامي. وهي مقسمة إلى ثلاثة أقسام: دائرة ، ثم مربع أكبر من الدائرة ، ثم مربع أكبر. الأحجار أعلاه أصغر من الأحجار الموجودة في الأسفل بحيث يمكن للمبنى أن يتحمل القوة الصاعدة للمياه.

نظرًا لأنه تم تجديده بانتظام بمرور الوقت ، فإن مقياس النيل المرئي اليوم يعود إلى عام 861 ، عندما أمر الخليفة العباسي المتوكل ببنائه ، تحت إشراف عالم الفلك الفراجانوس.

يتألف التصميم من مجموعة من السلالم المؤدية إلى أسفل الماء ، مع علامات تدل على العمق على طول الجدران.

على مر التاريخ ، كانت مقاييس النيل مهمة جدًا لدرجة أن الكهنة والحكام فقط ، سواء في مصر القديمة أو فيما بعد في العصر الروماني أو العربي ، سُمح لهم بمراقبة مقياس النيل.

هذا النصب الفريد يستحق الزيارة بالتأكيد إذا وجدت نفسك في وسط القاهرة ، ويجب عليك أيضًا زيارة قصر مانسترلي الذي يعد مثالًا رائعًا آخر للمعالم المصرية العظيمة.