الباحث مع لجنة الاشراف والحكم بعد المناقشة
الباحث مع لجنة الاشراف والحكم بعد المناقشة


أطروحة أكاديمية عن تاريخ «سخا» في العصر الإسلامي

أخبار الأدب

السبت، 20 أغسطس 2022 - 08:36 م

منى نور

 قدم الباحث «أشرف صابر محمد على» دراسة تاريخية حضارية للدرس العلمى وهى بعنوان (مدينة سخا من الفتح الإسلامى لمصر إلى نهاية العصر المملوكى (21 هـ 923 هـ/ 641م - 1517م)، حصل عنها على درجة الماجستير بتقدير امتياز، وتمت مناقشتها بقسم التاريخ الإسلامى، بكلية دار العلوم، جامعة القاهرة، بإشراف د. طاهر  راغب حسين.


 فى البداية استعرض الباحث تاريخ مدينة سخا السياسى، فأوضح ان مدينة سخا من المدن المصرية المشهورة فى التاريخ الإسلامى، وقبل الاسلام، كما كانت - قديما- مسرحا للأحداث الكبيرة، وهى تعد عاصمة الإقليم السادس من أقاليم الوجه البحرى، وجعلتها الأسرة الرابعة عشرة عاصمتها (خاسُوت)، وكان ذلك  في القرن الثامن عشر قبل الميلاد. قبل وأثناء غزو الهكسوس لمصر، وتذكر البرديات القديمة قائمة طويلة بأسماء ملوك هذه الأسرة، تضم عددا ضخما لهؤلاء الملوك، وسميت (اكسويس) فى العصور اليونانية والرومانية.


 وأوضح  أن سخا، كانت مركزا متميزا- أيضا- بعد دخول المسيحية مصر، نظرًا لاقامة العائلة المقدسة بها فى اثناء هروبها إلي أرض  مصر، وسميت (بيخا ايسوس)، أى قدم يسوع باللغة القبطية .


 وكذلك شغلت سخا حيزا معتبرا فى تاريخ مصر الإسلامية، فقد قاومت حاميتها جيش عمرو بن العاص، أثناء الفتح، بل خرجت عنها قوات تحمى الاسكندرية ضد الفاتحين
 وكانت سخا موطنا للعديد من القبائل العربية والبربرية ومقرا لرئاسة بعضها.
 مشيرا إلي أنه ينتسب لمدينة سخا العديد من العلماء أشهرهم السخاوى، المؤرخ المشهور، المتوفى سنة اثنين وتسعمائة هجرية.
 وحول اسم (سخا) أوضح الباحث أنها كانت تسمى فى عصر الفراعنة (خاسوت)، وفى العصرين اليونانى والروماني (اكسويس) و (سخوى) عند القبط.
 وتقع مدينة سخا بين فرعى النيل بالدلتا علي ارتفاع سبعة أمتار عن سطح البحر، وتبلغ مساحتها ستا وأربعين وتسعمائة وألف فدان.
 وتعد مدينة سخا بندر كفر الشيخ، بمحافظة كفر الشيخ، وتقع على بعد 2 كم جنوب مدينة كفر الشيخ.


 وتعد مدينة سخا من أكبر مدن مصر، ورد ذكرها فى كتب الفتوح، وكتب الرحلات، والمسالك والممالك، وكتب التاريخ، وذكرت فى كتب الأنساب، وذكرت  فى كتب التفسير وورد ذكر الكثير من رجالها في كتب الطبقات.


استخدم الباحث فى دراسته المنهج التاريخى الوصفي المقارن، وجاءت الدراسة فى تمهيد ، قدم نية الباحث جغرافية مدينة سخا ونشأتها وأهم آثارها.
لم تخل الحياة فى سخا من الأدب بأنواعه المختلفة، وشارك فيه العلماء في التخصصات المختلفة، منهم الشاعر ابن حسنون (564- 636هـ) وشرف الدين ابن جبارة السخاوى (554-632 هـ / 1159 - 1235م)، له كتاب نظم الدر فى نقد الشعر، قصره علي مؤاخذات ابن سناء الملك.
ابن أبي العيد السخاوى (819 - 859 هـ / 1416- 1455م) نظم الشعر وامتدح به الأكابر وارتفق به فى معيشته، بدر الدين الأنصارى (810 - 869 هـ/ 1407- 1465م)، والأرميونى، له أشعار، منها قصيدة امتدح بها عليباى بن برقوق الظاهرى، نائب الشام كتبها له بخطه أولها:
من قصده كنز العلوم ليهتدى.


بالوفق والتوفيق والتعويف
وأظهرت الدراسة أهمية مدينة سخا، أكد فيها الباحث التاريخ العريق للمدينة، حيث كانت عاصمة اقليم من أقاليم مصر الفرعونية، وكانت عاصمة- الحكم للأسرة الرابعة عشرة الفرعونية، قبل وأثناء احتلال الهكسوس لأجزاء من مصر، وتغير اسمها أيام الرومان والبطالمة والبيزنطيين.
وقد احتلت مدينة سخا موقعا متميزا فى التاريخ المسيحى، حيث مرت بها العائلة- المقدسة، وبها «حجر» عليه أثر قدم السيد المسيح وبها كنيسة ودير باسم السيدة العذراء، وكانت سخا مقر أسقفية كبيرة، تدير (الكثير من الكنائس، والأديرة فى المدن المجاورة، وذكر فيها العديد من رجال الدين المسيحى.
كما كان لمدينة سخا أهمية كبيرة فى العصر الإسلامى، حيث كان بها والٍ وحامية، واشتركت فى بعض الثورات، وكان لها دور مهم فى أحداث عمت القطر المصرى بأكمله، واضطر الخليفة العباسى (المأمون) للقدوم إلى مصر ومكث بها فترة طويلة، لإخماد الثورة بها.
 وتعد مدينة سخا من أكبر مدن مصر، لأنها كانت ذات حمامات وأسواق، وعمل واسع، واقليم جليل له عامل وعسكر وجند.
 ولفت الباحث إلي أنه لم يذكر القدماء ثبتا بولاة سخا وقضاتها وعمالها، وعلمائها وأدبائها ، مما أدى إلى البحث عنهم فى كتب الطبقات والتراجم للعلماء، وغيرها من المصادر.


 وقال إنه كان لسخا على مر العصور دور اقتصادى مهم، وكانت بها أسواق كبيرة، وكانت لها شهرة بالقمح الكثير والكتان والعنب، ذكر ذلك الرحالة الذين رأوها.
 وفى معرض نتائج بحثه توصل الباحث إلي أن مدينة سخا أخرجت لنا الكثير من علماء الدين الإسلامى ، الذين اشتغلوا بالعلوم الدينية المختلفة، وشغلوا مناصب القضاء ونيابة الحكم والتدريس والخطابة فى سخا وغيرها من مدن مصر والشام، ومنهم من جاور  ودرس بمكة - والمدينة.
وما وصلنا منهم أحد عشر عالما من علماء القرآن والتفسير والقراءات وأربعة وعشرين عالما من الحديث وعلومه، وسبعة وعشرون من علماء الفقه وأصوله والفرائض، وتسعة عشر عالما من علماء العربية، والنحو  وخمسة علماء فى العلوم العقلية: (الفلسفة والمنطق، وثمانية في العلوم التطبيقية» الفلك والرياضيات، وغيرهم من العلماء الذين لم يذكر تخصصهم.


 ومن هؤلاء علماء موسوعيون اشتركوا فى العديد من العلوم كالسخاوى شمس الدين، المؤرخ المشهور (ت 902 هـ)، وقد عمل بالحديث والتاريخ واللغة والفقه، وغيرها.
 وفى ختام دراسته أوصى الباحث بتشجيع الباحثين على البحث في التأريخ للمدن مع تكوين لجان بحثية متخصصة فى التأرخ للمدن، تقوم بجمع ما ألف فيها.
 وما لم يتم التأريخ له ويعرض إنتاج هذه اللجنة على الباحثين لاختيار ما يناسبهم للعمل عليه.


وحذر الباحث من: أولا: خطأ النقل- وخاصة عن المؤلفين الأجانب- بدون نقد وتمحيص، لأن البعض ينقل بدون تمحيص، والبعض قد يعلل بدون دليل.
 وأكد أن بعض المؤرخين والجغرافيين وردت عنهم أخطاء، مثل المقريزى فى ذكر خليج سخا، باسم خليج منجا، وقد كان ذلك خطأ في أول طبعة ورثته بقية الطبعات، لكن مخطوطات الكتاب فيها اسم سخا.


 وأشار إلى أن المؤرخين اختلفوا، بداية من ابن لهيعة، ويزيد بن أبى حبيب فالبلاذرى، ثم ابن عبدالبر، والذهبى، والكلاعي وغيرهم.
تمت مناقشة الرسالة بكلية دار العلوم، جامعة القاهرة، وتكونت لجنة المناقشة من د. طاهر راغب، أستاذ التاريخ والحضارة، الإسلامية بالكلية، د. محمد على دبور. أستاذ التاريخ والحضارة، بالكلية،  د. إبراهيم فرغلى، أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بكلية دار العلوم، جامعة الفيوم.

اقرأ أيضا| مصمم أغلفة كتب «غسان كنفانى»: حاولت استحضار روح الأديب المغتال!

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة