الإثنين، 19 سبتمبر 2022 - 12:31 م

ذهب محمود باشا النقراشي رئيس الوزراء الأسبق إلى الملك فاروق، وحدثت بينهما مشادة كلامية عنيفة بسبب لعب الملك للقمار.

حينها توجه النقراشي باشا إلى الملك فاروق ليلا موجها إليه عتاب على مكوثه في نادي السيارات لوقت طويل ولعبه القمار مع اليهود.

وقد شعر الملك فاروق بغضب عارم عندما سمع عتاب النقراشى واتهاماته له وقد انفردت جريدة أخبار اليوم بسرد تفاصيل الحوار على متن صفحاتها في 27 من شهر سبتمبر عام 1952.

وقال الملك فاروق للنقراشي: 

(اسمع يا نقراشى أنا لا يهمني العرش، وإذا كان هذا العرش سيتحكم في تصرفاتي الشخصية فإني لا أبالي به، وإذا كان كل شىء أفعله يثير النقد من حولي فأنا لا أكترث لأحد، وإذا كنتم تتدخلون في حياتي الخاصة وتدسون أنوفكم في علاقاتي بالأشخاص فأنا لا أريد عرشكم هذا).

وهنا أحس النقراشي باشا بغضب الملك وعصبيته حتى ظن أن الملك سيهجم عليه ليضربه وقال له مداعبا لتهدئة الموقف:

-هل ستضربني يا مولاي

- فقال الملك فاروق: حتى الآن لم أضرب رؤساء الوزارات وإن كنت في بعض الأحيان أشعر بأنني أريد أن أضربهم.

وتأكد يا نقراشي أنني أحترمك شخصيا وأحبك ولكني لا أفهم مطلقا أن تحضر في ذلك الوقت المتأخر وتخبرني بما يقال في الشوارع.

- فقال النقراشي: من هذه الشوارع يا مولاي تتألف الأمة وما الأمة إلا مجموعة من الشوارع والأزقة والحواري وأنت ملك على هؤلاء جميعا.

وإذا تخلى عنك هؤلاء لا يبقى معك أحد فلهذا أنا حريص على ألا تغضب الشارع بتصرفاتك الشخصية والذي يحدثك الآن هو رئيس وزرائك الذي يخاف على صورتك أمام الشعب ولا يرضى بأن يقال عليك أي كلمه سوء فإذا لم انصحك فمن الذي ينصحك.

- فقال الملك فاروق: أنت تعلم أن كل كبار البلد يلعبون القمار ووالدي المرحوم الملك فؤاد كان يلعب القمار

قال النقراشى: الملك فؤاد كان يلعب القمار فى قصره مع أصدقائه المقربين أمثال أحمد مدحت يكن باشا وكان الشعب لا يعلم ذلك.

- الملك فاروق: وكيف عرفتم أن الملك فؤاد يلعب القمار وأنت تقول إن الأمر مقصور على أصدقائه فقط وداخل القصر.
 
- النقراشى: كان أحد فراشي قصر عابدين له شقيق فى بيت الأمة وأخبره أن السلطان يلعب القمار فأخبرنا فراش بيت الأمة بذلك.

يا جلالة الملك إنني أخشى عليك من القمار فذلك حتى ليس الوقت المناسب الذي تقامر فيه بكل شىء وأنت أشعر منك في كلامك بأنه لا يهمك أي شىء وهذه نتيجة طبيعية للعب القمار وإذا كان ملك البلاد غير حريص على الشعب فما بك بالشعب نفسه.

ولا تنسى يا مولاى ان هذا العرش ليس ملك لك هو أمانة فى عنقك تسلمتها من أجدادك ويجب أن تسلمها لمن يأتي بعدك.

- فقال فاروق: لمن أسلمها .. وأنا ليس لي ولد وليس لي وريث .. أنا لا يهمني من يأتي بعدي.

- فقال النقراشى : يجب أن تفكر فى بلدك يا مولاي .. وأن تفكر طويلا في شعبك حتى يقتدوا بك.

وفي نهاية الحوار اقتنع الملك فاروق بنصائح النقراشي باشا وامتنع عن لعب القمار نهائيا.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

اقرأ أيضا |صقر والجندي وأبو حباجة.. أول فريق لكرة القدم من الجنس الناعم