إبراهيم المنيسي
إبراهيم المنيسي


إبراهيم المنيسي يكتب: افرحوا بفريقكم

إبراهيم المنيسي

الأربعاء، 28 سبتمبر 2022 - 05:36 م

لاحظ البرتغالى روى فيتوريا تجهم وجوه الصحفيين الشبان حضور مؤتمره الصحفى بعد مباراة المنتخب الودية الثانية مع ليبيريا. فوز المنتخب الوطنى بثلاثية نظيفة مكررة بعد التغلب على النيجر بنفس عدد الأهداف لم تظهر نتيجته على وجوه الصحفيين كما لاحظ المدير الفنى الجديد الذى لم يكد يسمع السؤال الانتقادى الأول حتى رد بدهشة ظاهرة: لماذا أنتم غير سعداء.. افرحوا بفريقكم.. رغم قصر فترة المعسكر الأول لنا استطعنا فعل الكثير واستوعب اللاعبون سريعا وبدرجة أعلى من توفعاتنا لما طلبناه منهم وكانت هناك مكاسب كثيرة فى الاستيعاب التكتيكى وانصهار اللاعبين.. الفوز كبير والأداء جيد جدا.. افرحوا بفريقكم ..

واضح أن المدرب البرتغالى سعيد بالتجربة لكن تساؤله الاستنكارى بدهشته واستغرابه يعيد من جديد طرح السؤال القديم الذى سبق أن أشرنا لطرح د.عبد المنعم عمارة له منذ ثلاثة عقود تقريبا إبان توليه رئاسة المجلس الأعلى للشباب والرياضة وكتب يومها: لماذا نحن لا نفرح بأى  نتيجة رياضية؟.. لماذا لا نعيش جو البهجة والسعادة لأى تفوق  ونخرج منه وربما فى حينه بالانتقادات والتوقف عند أى جزء فارغ من الكوب؟. من الآخر: احنا شعب نكدى أوى كده ليه؟!

الأمر ربما يكون أبعد من الرياضة وتفسيرات ساحتها فهو ربما يتعلق بطبيعة الثقافة الجنائزية التى يستوقفها حدث المصائب.
 قطعا فوز المنتخب وديا على منتخبات مغمورة كرويا مثل النيجر وليبيريا ليس إنجازا ولا يحزنون ولكن ما قصده فيتوريا فى ظنى هو التوقف عند المكاسب والإيجابيات التى كشف عنها معسكره الأول مع الفريق.. ظواهر إيجابية تستحق البناء عليها. وحقيقة لا أدرى كيف يكون العمود الفقرى للفريق الوطنى متكئا على لاعب ينافس على جائزة الأفضل فى العالم ولا يحتفى به أو تسعد به وتثق فيه الجماهير..

محمد صلاح عندنا.. ولا نفرح بفريقنا؟!
فى رأيى؛ كثيرة هى مكاسب المعسكر الأول للمنتخب وكلما لاحظت فى شقه الهجومى لاعبين بقيمة صلاح وتريزيجيه ومرموش وزيزو ويمكن أن يضاف إليهم لاحقا غيرهم وكذلك فى الوسط بالإضافة للمدافعين الكثر والأطراف الحية والحراسة الآمنة؛ تزداد ثقتى فى قدرة هذا الفريق على إنجاز الكثير. 
بناء الفرق وتحقيق الإنجازات لا تتحقق بمعزل عن مناخ إيجابى مواتٍ.. علينا الاهتمام بصناعة المناخ الإيجابى. وقد يرى البعض الأزمة فقط فى السوشيال ميديا ومسئوليتها عن صناعة مناخ سلبى لكنها فى تقديرنا تبدأ من فلسفة النقد الرياضى العشوائى فى كثير من جوانبه والذى يعتقد فيه البعض أن لفت الانتباه والشطارة فى إبراز ما يعتبره سلبيا ومشاكل وانقسامات حتى لو كانت مصطنعة ومفبركة.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة