عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


عبدالقادر شهيب يكتب: حماية المقاتلين

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 06 أكتوبر 2022 - 05:24 م

عندما قبل عبدالناصر الاستجابة لمطلب الجماهير بالبقاء بمنصبه رئيسا للجمهورية يوم العاشر من يونيو ٦٧ كان يدرك أن أمامه مهمة كبيرة وشاقة، وهى مهمة إعادة بناء الجيش مجددا ليكون جيشا محترفا لا يشغله شىء عن الاستعداد لحرب استعادة الكرامة والأرض المحتلة، وأن يكون مقاتلوه قادرين على استيعاب أحدث الأسلحة ولديهم روح معنوية عالية .. ولذلك كان أهم قرارين اتخذهما الفريق فوزى القائد العام للقوات المسلحة هما تجنيد الشباب من خريجى الجامعات، وتلاه بعدها بعامين قرار إعداد مجموعة من الضباط الاحتياط المتخصصين فى شئون التوجيه المعنوى، ونشرهم فى وحدات الجيش المتواجدة على جبهة القتال، حيث كان هناك فى البداية ضابط توجيه معنوى فى قيادة كل لواء، وفيما بعد جرى التوسع ليكون هناك ضابط توجيه معنوى فى قيادة كل كتيبة  بالجبهة. 

فإذا كان القرار الأول أتاح للجيش انضمام مقاتلين قادرين على استيعاب الأسلحة الحديثة، وفى المقدمةَ منها قواعد صواريخ الدفاع الجوى، فإن القرار الثانى أتاح الحفاظ على الروح المعنوية للمقاتلين مرتفعة، رغم استهدافها من قبل العدو من خلال الدعايات التى أطلقوها حول قسوة جنودهم وامتلاكهم أحدث وأخطر الأسلحة، وأيضاً رغم قسوة الحياة فى الخنادق لسنوات طويلة حافلة بخطر الموت فى أى وقت، نظرا لأن الاشتباك مع العدو الاسرائيلى بدأ مبكرا جدا بعد وقف القتال، وتحول إلى حرب استنزاف قوية خضناها ببسالة وقوة، ولذلك كانت من أولى مهام المقاتلين بالجبهة هى حفر الخنادق لحماية أنفسهم، وكان شعارهم الشائع وقتها هو: (الحفر أو الموت) .. وهذه حياة كانت تتناقض مع الحياة العادية الطبيعية التى كان يعيشها عموم المصريين والتى كانت تصدم المقاتلين عندما ينزلون من الجبهة فى الإجازات ! .. لذلك كانت الروح المعنوية للمقاتلين تحتاج عناية خاصة واهتماما بالغا للحفاظ عليها، خاصة فى ظل انتظار للحرب طال لسنوات، وكان سببا لحالة قلق أصابت الشباب من غير المقاتلين فما بالنا بالمقاتلين الذين كان حلمهم الأول هو نشوب هذه الحرب .. وهنا يتبين أهميةَ قرار نشر ضباط متخصصين للتوجيه المعنوى فى جبهة القتال الذى اتخذه الفريق محمد فوزى، والذى اهتم بتقليد أول دفعة من هؤلاء الضباط رتبهم العسكرية وكنت واحدا منهم  بعد أن انتهوا من دورة مكثفة للتوجيه المعنوى وأخرى للإعداد كضباط احتياط .

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة