الكاتبة آنى إرنو
الكاتبة آنى إرنو


بعد فوزها بـ«نوبل» l «آنى إرنو» تفوز بجائزة مهرجان فينيسيا السينمائي

أخبار الأدب

السبت، 08 أكتوبر 2022 - 02:24 م

ترجمة: بسمة ناجى

فيلم «حدث» هو فيلم درامى حائز على العديد من الجوائز، ويحكى قصة مؤلمة عن سعى شابة لإجراء عملية إجهاض غير قانونية فى فرنسا فى الستينيات. تشرح المخرجة أودرى ديوان والكاتبة آنى إرنو، التى استندت فى كتابة روايتها المأخوذ عنها الفيلم إلى سيرتها الذاتية، سبب استمرار أهمية طرح الموضوع.

بمكتبة فى فرنسا، فى ستينيات القرن الماضى، كانت امرأة شابة تنظر من حولها قبل أن تفتح كتابًا دراسيًا عن جسد أنثى حامل. تُظهر سلسلة من أشكال متداخلة، الطريقة التى يتوسع بها الرحم مع نمو الجنين. يشبه الجنين حبة الفاصوليا ذات أرجل. يأتى شخص ما. توارى الشابة الكتاب عن نظره. 

تقول أودرى ديوان، مخرجة فيلم «حدث»، الذى ظهر هذا المشهد فى بدايته: «قبل أن تتمكن من طرح الأسئلة عبر  الإنترنت، كان كل ما يحدث داخل الجسد لغزًا». «شيء ما يحدث داخل جسدها، جسدها يفعل هذا، لكنها لا تفهم أى شيء عنه».

«حدث»، الذى فاز بجائزة الأسد الذهبى لأفضل فيلم فى مهرجان فينيسيا السينمائى العام الماضى، مقتبس من رواية السيرة الذاتية التى كتبتها آنى إرنو، إحدى أشهر كُتاب فرنسا. تروى فيه قصة إجهاضها غير القانونى فى عام 1963. الشابة فى المكتبة، آن، طالبة تدرس الأدب وتنتمى لعائلةمن الطبقة العاملة. يحدث الحمل غير المرغوب فيه مع اقتراب العام من نهايته وهى تذاكر استعدادًا لامتحاناتها. إنه يهدد كل شيء كانت تعمل من أجله، وبالتالى، يهدد والدين يدعمان طموحاتها غير العادية. قالت لطبيب تستشيره: «أنا حامل. أريد أن أكمل دراستى. هذا ضرورى بالنسبة لي». طردها من مكتبه، وهو يصف لها دواء «لإعادة دورتك الشهرية»، والذى تبين لاحقًا أنه يستخدم لتقوية الجنين.لم تُنطَق كلمة إجهاض مرة واحدة.

لم يتم تشريع الإجهاض قبل عام 1975؛ وجدت الشابة نفسها فى ورطة. لم ترغب فى الإنجاب وكانت خياراتها محدودة. قد يسجن أى شخص يساعدها، طبيب، أو صديق، أو أخصائى إجهاض، ويفقد الطبيب رخصته المهنية. والسجن لم يكن حتى أسوأ شيء يمكن أن يحدث لشابة أجرت إجهاض غير قانونى. فى مشهد مع الطبيب الذى أبلغ آن لأول مرة بأنها حامل، تناشده أن يتصرف.يقول: «لا يمكنك أن تطلبى منى ذلك». «أنا لستُ المشكلة، ولا أحد. القانون صارم. أى شخص يساعد يمكن أن ينتهى به المطاف فى السجن. أنت أيضاً. هذا إذا كنت بمنأى عن ما هو أسوأ. كل شهر تحاول فتاة بنفسها وتموت بألم فظيع. بالطبع لا تريدى أن تكونى تلك الفتاة».

 فى رواية إرنو، يتنقل النص بين أحداث عام 1963 والزمن المعاصر لكتابتها فى أواخر التسعينيات، حيث تروى إرنو شعورها بأنها مضطرة إلى تدوين ما حدث لها على الورق. كتبت: «أدرك أن هذه الرواية قد تثير غضب بعض القراء أو تنفرهم، لكنى أعتقد أن أى تجربة، مهما كانت طبيعتها، لها حق فى أن يتم تأريخها. لا يوجدما يسمى بحقيقة أقل أهمية. علاوة على ذلك، إذا فشلت فى تنفيذ هذاالالتزام، سأكون مذنبة بإخفاء حياة النساء والتغاضى عن عالم يحكمه نظام أبوى».

اختارت المخرجة عدم دمج هذه التأملات المعاصرة، فى تعليق صوتى على سبيل المثال. قالت: «لو قمت بتضمين صوت المؤلفة التى تتأمل الأحداث  فى مرآة، سأقصر أحداث هذا الفيلم على الماضي». وأضافت  أنه كان من المهم ألا يشعر متلقى «حدث» وكأنه يشاهد قطعة أثرية.

«سألنى الناس ، لماذا أصنع هذا الفيلم الآن، «بعدما  صار الإجهاض قانونى فى فرنسا؟ لكن ديوان تشير إلى أن «ما حدث فى فرنسا لا يزال للأسف هو الحال فى العديد من البلدان. وأثناء التجهيز لهذا الفيلم ،عرفت ما كان يحدث فى تكساس ، حيث ظهر تحدى  رو ضد وايد، ثم تغيرت ردود أفعال الناس تمامًا. بدأوا يقولون إنه من الجيد تقديم هذا الفيلم الآن ، وأنه ضرورى».

أما بالنسبة لإرنو نفسها، فقد قالت إنها «تفاجئت» بالفيلم حين  غادرت دار العرض، «لقد انغمستُ على الفور فى ذكرى تلك الأيام من انتظار دورة شهرية أشعر أنها لن تأت أبدًا، كأنها نوع من الرعب الصامت والمُقلق، تلك الأيام التى كان الإجهاض فيها ممنوعًا تمامًا، عندما كنا بالكاد نجرؤ على النطق بهذه الكلمة. كتبتُ «حدث» للحفاظ على ذكرى الوحشية التى لحقت بملايين الفتيات والنساء ووصف ما أسميه بصدمة الواقع».

وذكرت إرنو إن هذا ما أكده أداء الممثلة الرئيسية أناماريا فارتولومى. «بجسدها، بالطريقة التى تمشى بها، بنظرتها، إيماءاتها، تُجسد، بأقوى معنى للكلمة، عادية هذه المأساة: الذهاب إلى الفصل، أو إلى حفلة الطلاب، والاضطرار إلى إيجاد الحل وحدها، ثم تدبير المال، لأن الوقت يمضى بلا هوادة، والجنين ينمو داخل جسدها. لا شفقة على الذات، أو دموع. مجرد عَزم».

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة