الأديبة الفرنسية آنى إرنو
الأديبة الفرنسية آنى إرنو


النقاد: جائزة لنصيرة العرب تتويج سيدة المواقف الجريئة

أخبار الأدب

الأحد، 09 أكتوبر 2022 - 05:11 م

خصت الأديبة والناقدة د.غراء مهنا أستاذ اللغة والأدب الفرنسى بآداب القاهرة «الأخبار» بهذا المقال القيم الذي حاولت خلاله اختزال عالم الأديبة الفرنسية «آنى إرنو» -المتوجة بجائزة نوبل للآداب منذ أيام - فى هذا النص المكثف. 

حصلت الأديبة الفرنسية آنى إرنو» على جائزة نوبل فى الأدب بعد رحلة إبداعية حافلة ووقائع حياتية حاشدة مؤثرة .وصرحت «إرنو» أن حصولها على الجائزة كان مفاجأة لها، وهو بالفعل أمر غير متوقع للكثيرين من قرائها، ليس لأنها لا تستحقها ولا لأنها كاتبة السيرالذاتية ورواياتها تتناول حياتها الخاصة، وتجاربها وعائلتها، ولكن لأنها أديبة يسارية تدافع عن الطبقات المهمشة وعن الحقوق الفلسطينية وتدين الممارسات الإسرائيلية .

نقرأ فى حيثيات فوزها بالجائزة ما يلى: «للشجاعة والبراعة التى اكتشفت بها الجذور والاغتراب والقيود الجماعية للذاكرة الشخصية». وهى بالفعل أديبة ملتزمة بمعنى الكلمة لها مواقف سياسية في الدفاع عن المهاجرين، وتنادي بالمساواة بين المرأة والرجل وتدافع عن حرية المرأة، ولكن رواياتها تدخل فى نطاق السيرة الذاتية: تحكي في أول رواياتها (الخزائن الفارغة) عام 1974 عن عملية إجهاض سرية قامت بها في غرفتها بالمدينة الجامعية.

وتناولت نفس الموضوع مرة أخرى في (الحدث) وفي (السيدة المتجمدة) تحكى عن زواجها وتدين ما يفرض على المرأة من قيود والتي تناولتها الشاشة في فيلم يحمل نفس الاسم وحصل على جائزة الأسد الذهبى فى مهرجان البندقية وفى ( العاطفة البسيطة ) تحكى عن حب مؤلم عاشته، وتحكى عن مرض «إلزهايمر».

وسرطان الثدى وعلاقاتها العاطفية وعن أمها فى (إمرأة) . و(المكان) من أشهر رواياتها السير الذاتية، ولقد ترجمتها أمينة رشيد وسيد البحراوى عام 1994 (دار شرقيات) وحصلت ( المكان على جائزة «رينو دو» الأدبية عام 1984، وجوائز أخرى . وتقول «إرنو» عنها إنه كتاب يسمح للآخرين بأن يعيدوا اكتشاف أشياء مدفونة موجعة ومعاشة فى الخجل والوحدة.

وأن يفهموها، «وتعطى البطولة لوالدها فى هذه الرواية حيث تحكى عن وفاته، وقد ترجمت هذه الرواية إلى 14 لغة . و»إرنو» مهتمة بالشأن العائلى، وتجارب الماضى والحياة اليومية، تحكى فى رواياتها عن دراستها وعائلتها وزواجها وتكتب عن جسد المرأة وعن إنتمائها إلى الطبقة الشعبية.

وتقول عن كتاباتها : «هذه ليست سيرة ذاتية ولا رواية ولكن شيء ما بين الأدب وعلم الإجتماع والتاريخ «،  ويلعب التاريخ دورا ثانويا فى هذه الروايات واهتمامها أكبر بالطبقات الإجتماعية والفوارق بينها، ونستطيع أن نلخص الهدف من كتاباتها فى ما يلى : عرض وتحليل الوضع الاجتماعى والحياة العائلية والزوجية والتجارب المعيشية والعلاقات الاجتماعية والمشاعر المتبادلة، ورغم كونها شيوعية إلا أنها توجه نقدا إلى اليسار، وتدافع عن البسطاء والمهمشين، ويجمع عملها بين التجارب التاريخية والفردية والمزج بينها، وصورت الفوارق الإجتماعية والطبقية فى اللغة والجنس، والكتابة بالنسبة لإرنو قوة محررة من الفقر حيث تنتمى عائلتها إلى الطبقة العاملة.

وكانت تشعر بالخجل من بيئتها ويشغلها التفاوت الاجتماعى بين الطبقات، وتؤكد أنه بالدراسة وبعملها كأستاذة لغة فرنسية ترقت بالتعليم إلى الطبقة البرجوازية، وتؤكد «إرنو» أن الكتابة تحرر ليس فى ذاتها، ولكن فى مشاركة القراء فى تجربة مشتركة.

وتعد كتابات «أنى إرنو» واقعية، ذاتية فى لغة واضحة وبسيطة وسهلة فالكتابة عن حياتها وتجاربها لا تحتاج إلى بلاغة. هى كتابة تعتمد على الذاكرة ويلعب كل من الوصف والتفاصيل دورا مهما فيها.


حصلت «إرنو» على عدة جوائز من قبل، وتوجت بجائزة نوبل هذا العام بعد أن أثبتت أن السيرة الذاتية كنوع أدبى من الممكن أن يجمع بين الخاص والعام ، بين ذاتية الفرد والجماعة.

اقرأ ايضا | من هي  آني إرنو الفرنسية التي فازت  بجائزة نوبل في الآداب ؟ 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة