سيدة الأدب الفرنسى الروائية آنى إرنو
سيدة الأدب الفرنسى الروائية آنى إرنو


بعد عمر طويل.. «نوبل» تطرق باب ابنة الفقراء

الأخبار

الأحد، 09 أكتوبر 2022 - 05:37 م

بقلم : مروى حسن حسين

نظرا لشجاعتها وبراعتها التى كشفت بها جذور الاغتراب والقيود الجماعية للذاكرة الشخصية، منحت الأكاديمية السويدية، جائزة نوبل للآداب لعام 2022، لسيدة الأدب الفرنسى الروائية آنى إرنو، عما وصفته لجنة الجائزة «بأعمال غير مهادنة» أنجزتها على مدى 50 عاماً، صورت فيها حياة تشوبها الفوارق الكبرى فى اللغة والجنس والطبقة.

تبلغ قيمة الجائزة 10 ملايين كرونة سويدية أى ما يوازى 807 آلاف جنيه إسترليني. أصبحت «إرنو» بذلك المرأة الـ17 من بين 119 فائزا فى تاريخ الجائزة الأشهر فى تاريخ الأدب العالمى، منذ أن انطلقت فى عام 1901.

وحتى عام 2022. كما أنها أصبحت الفائز الفرنسى السادس عشر فى تاريخ نوبل. وستتسلم الروائية الفرنسية جائزة نوبل من الملك كارل السادس عشر جوستاف خلال احتفال رسمى يقام فى ستوكهولم فى 10 ديسمبر تزامنا مع الذكرى السنوية لوفاة العالم «ألفرِد نوبل» عام 1896 الذى أنشأ الجوائز فى وصيته الأخيرة.

ويرى البروفيسور كارل هنريك هلدن، رئيس لجنة منح الجائزة هذا العام، إن عمل الأديبة التى تبلغ من العمر 82 عاماً «مثير للإعجاب ومتين»،وأضاف أنها استخدمت «الشجاعة والحدة»، لسرد تجارب شبه ذاتية، والكشف عن «تناقضات التجربة الاجتماعية، وتصويرها مشاعر العار والذل والغيرة وعدم القدرة على معرفة كنه الذات»، تؤمن «آنى إرنو» بوضوح بالكتابة كقوة محررة.

أعمالها لا تهادن ولا تتوخى الحلول الوسط، وهى مكتوبة بلغة مباشرة ودقيقة إلى حد جارح.من بين كتب إرنو، «المكان» (الحائز على جائزة رينودو الأدبية عام 1984)، و«امرأة»، الذى يعدّ من كلاسيكيات الأدب المعاصر فى فرنسا. تستمد أعمال إرنو الكثير من سيرة حياتها الشخصية.

ولدت إرنو فى منطقة النورماندى عام 1940، حيث كانت حياتها المبكرة «فقيرة ولكن طموحة»، كان والداها يديران مقهى ودكاناً، وحين التقت بفتيات من الطبقة الوسطى، شعرت للمرة الأولى «بالعار من بيئتها ومن انتماء أهلها إلى الطبقة العاملة».

واستطاع والديها انتشال أنفسهما من الحياة البروليتارية إلى الحياة البرجوازية، وهو ما عبرت عنه كثيرا فى أعمالها التى اهتمت بفروق الطبقات المجتمعية، لم تكن «آنى إرنو» أديبة مجهولة على الأقل بين قومها، وإلا لما لقبوها بـ سيدة الأدب الفرنسي، وما اهتمت وسائل الإعلام الفرنسية منذ سنوات بنشر صورها منذ طفولتها.

وهى فى سن التاسعة من عمرها، تقول سيرتها الرسمية إن الموضوعات الأساسية لعملها هى «الجسد والجنسانية، العلاقات الحميمة، التفاوت الاجتماعي، واختبار الترقى الطبقى من خلال التعليم، الوقت والذاكرة، والسؤال الشامل حول كيفية الكتابة عن هذه التجارب الحياتية.


درست إرنو الأدب، وعملت كمربية فى لندن، ثم تزوجت وأنجبت طفلين، وعلمت الروائية الفرنسية فى مدرسة ثانوية، ونشر كتابها الأول «الخزائن الفارغة» عام 1974. الكتاب هو نقل روائى متخيل لمرورها بتجربة الخضوع لعملية إجهاض غير قانونية عام 1964، الأمر الذى أبقته سراً عن عائلتها.

وقد استعادت تلك التجربة الصادمة بعد 25 عاماً، فى روايتها «الحدث» (2000)، والتى تقلب فيها ذكرياتها ودفاتر يومياتها العائدة لتلك الفترة. نقلت الرواية إلى الشاشة فى فيلم يحمل العنوان ذاته، حاز على جائزة الأسد الذهبى فى مهرجان البندقية العام الماضي.

ولإرنو رواية بعنوان «السنين»، حازت على جائزيتى «رينودو» فى فرنسا عام 2008، و»بريميو ستريغا» فى إيطاليا عام 2016. كما تلقت «إرنو» عام 2017 جائزة مارجريت يورسينار عن مجمل أعمالها. فى عام 2019، وصلت «السنين» إلى اللائحة القصية لجائزة مان بوكر الدولية»، ووصفتها لجنة التحكيم فى حينها بأنها «تحفة تتجاوز حدود النوع الأدبي».

وقالت جائزة «بوكر» فى حينها، أن العمل «يعطى السيرة شكلاً جديداً، ذاتيا وغير شخصي، خاصا وعاما، فى آن واحد». تجدر الإشارة إلى أن عدداً من روايات «إرنو» مترجمة إلى الغة العربية.


ومن بين الروائيين الآخرين الفائزين بالجائزة: آرنست هيمنجواي، وجابرييل جارسيا ماركيز، وتونى موريسون، ونجيب محفوظ، ومن الشعراء: لويز جلوك، وبابلو نيرودا، وجوزيف برودسكي، وطاغور، ومن الكتاب المسرحيين فاز هارولد بنتر ويوجين أونيل.


إقرأ ايضا | بعد فوزها بجائزة نوبل l آنى إرنو.. «كاتبة مننا»


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة