مريضات السرطان
مريضات السرطان


مبادرة «كن جميلا».. تمنح الأمل لمريضات السرطان.. تفاصيل

آخر ساعة

الخميس، 20 أكتوبر 2022 - 08:13 م

كتبت: علا نافع

وجوه أنهكها المرض اللعين وأحالته إلى مجموعة من التعابير الباهتة الخالية من البهجة، سيدات من أعمار مختلفة هاجمهن مرض السرطان اللعين ففقدن جمالهن وبريقهن بعد أن تمكن منهن الداء، أمهات تعيش على كف عفريت بين أمل الحياة والخوف من فقدان حياتهن بين لحظة وضحاها، وترك أبنائهن يتجرعن مرارة الفراق.

لم يعد للمرآة وأدوات الزينة مكان فى بيوت أو حقائب مريضات السرطان، فجرعات الكيماوى القاسية سلبت منهن جمالهن، منهن من تضطر لارتداء باروكة الشعر ووضع مساحيق التجميل يوميا لإخفاء آثار المرض، وآخريات مازلن متشبثات بأمل الحياة والعلاج دون أن يفقدنه.

لكن هنادى الإمام، وجدت أن الاهتمام بالجمال الخارجى للبشرة والشعر يساعد مريضات السرطان على التعافى سريعا وتحسين حالتهن النفسية، بعد حضورها ورشة عمل فى كندا مع شقيقتها المصابة بهذا المرض، لتقرر إطلاق مبادرة اكن جميلاب لدعم مريضات السرطان وتوعيتهن بكيفية العناية بجمالهن أثناء مراحل العلاج.

وأطلقت هنادى المبادرة منذ 2013 وإلى الآن مازالت تستقبل مريضات وجدن أن فى الجمال مقاومة للمرض، وقد استعانت بالكثير من الخبراء سواء فى مجالات التجميل أو المجال الطبى حتى تكون المريضة قادرة على محاربة المرض وفهم طبيعته.

وبمرور الأيام انتشرت المبادرة بين المريضات وأصبحت المبادرة التى أطلقتها مؤسسة هدى الإمام طاقة أمل لرفع الروح المعنوية، كما استهدفت العديد من المستشفيات التى تعالج السرطان بالمجان، ليبقى اسم هدى الإمام شقيقة هنادى، خالد الذكر بعد أن توفيت بمضاعفات السرطان.

صفاء سعادة، سيدة تخطت عامها الثالث والأربعين، ونهش سرطان الثدى جسدها النحيل، وأصابها بمضاعفات فى منطقة الرئتين حتى أنها باتت تنتظر الموت فى أى وقت على حد قولها، فقد تساقط شعر رأسها بالكامل ولم يعد بإمكانها الاهتمام به كما كانت تفعل منذ عدة سنوات حتى أنها لم تكن تتخلى عن ربطة الرأس حتى داخل بيتها، لكن تبدلت أحوالها تماماً بعد أن تعرفت إلى مبادرة اكن جميلاب أثناء زيارتها الشهرية لمستشفى بهية لعلاج السرطان، لتقرر فوراً خلع عباءة الإحباط وتناسى ألمها والاهتمام بجمالها مجددًا.

تقول صفاء: أصبت بالسرطان منذ ثلاث سنوات ولم أكن أعلم بإصابتى، وقتها شعرت بالإحباط واليأس وتحولت الحياة إلى اللون الأسود، واعتزلت صديقاتى وأسرتى بعد أن شعرت أن حياتى أصبحت على كف عفريت، ويوما تلو الآخر بدأت أفقد جمالى الخارجى فتساقط شعرى، وبهت لون بشرتى مما أثر فى حالتى النفسية.

تتابع: أثناء متابعتى الشهرية بمستشفى بهية انضممت لورشة عمل اكن جميلاب التى تضم خبراء تجميل وأطباء من كافة التخصصات، وسرعان ما تحولت بشرتى الشاحبة إلى وجه مضىء يشع بريقا وأملا، وأصبحت أداوم على العلاجات الطبيعية التى حددها أطباء التجميل للاهتمام ببشرة وشعر مريضات السرطان خاصة أنها لا تحتوى على أى مواد كيميائية أو اصطناعية.

وتؤكد صفاء أنها استشعرت حلاوة ومعنى اسمها بعد حضورها الورشة، ولقبتها صديقاتها بـاصاحبة السعادةب خاصة بعد أن باتت تقدم دعماً معنوياً للسيدات اللواتى أصابهن المرض.

أما اسناء. مب فهى إحدى السيدات اللواتى نال منهن المرض ووصل إلى مراحله الأخيرة، لكنها مازالت تتشبث بحلاوة الدنيا وتنشر الأمل بين كافة قريناتها فى اجمعية سحر الحياةب لمريضات السرطان، لا تتوقف عن توزيع ابتساماتها بينهن، تشد من أزرهن وتهون عليهن متاعب جلسات الكيماوى، منذ انطلاق ورشة اكن جميلاب عام 2013 حتى انضمت إليها، ولم تفوِّت أى فعالية للمبادرة فكانت تركض وراء الخبراء لتعرف أفضل العلاجات الطبيعية لبشرة وشعر مريضة السرطان.

وتقول: هاجمنى السرطان منذ ثلاثة أعوام حتى اضطررت لاستئصال الثدى بالكامل مما أصابنى باليأس والاكتئاب، وأصبحت حبيسة المنزل لا أبرحه إلا فى الضرورة حتى انضممت إلى جمعية سحر الحياة لمريضات السرطان بعد إلحاح من إحدى صديقاتى، وأثناء زيارة الجمعية لمستشفى بهية حضرنا ورشة عمل اكن جميلاب، وهناك دبت الحياة بداخلى مرة أخرى واستشعرت بأنوثتى التى استأصلها مشرط الأطباء، فقررت الاهتمام بجمالى والمداومة على استخدام الزيوت الطبيعية لاستنبات شعر الرأس والحاجبين.

وترى سناء أنه بعد تعميم المبادرة فى العديد من مستشفيات السرطان كان له أثر كبير فى توعية السيدات بضرورة الاهتمام بجمالهن لأن ذلك يحسن من حالتهن النفسية ويساعد على العلاج السريع إذ ترتفع مناعة الجسم ويصبح للعلاج الكيماوى فاعلية كبيرة.

تقول هنادى الإمام، صاحبة مبادرة اكن جميلاب: تبلورت فكرة المبادرة عندما كنت فى كندا مع شقيقتى هدى فى رحلة علاجها من السرطان، وحضرنا ورشة عن كيفية اهتمام مريضات السرطان بالبشرة والشعر بطرق طبيعية، وبعد الانتهاء من الورشة وجدت أن حالتها النفسية تغيرت للأفضل وأصبحت تتلقى العلاج بصدر رحب ودون أى شكاوى، فقررت تطبيق الفكرة فى مصر وبعد وفاة هدى أطلقت هذه المؤسسة الخاصة بهذه المبادرة.

وتضيف: يعتقد الكثيرون أن اهتمام مريضة السرطان بمظهرها الخارجى رفاهية لكنه يعد أحد الأمور التى تسرِّع من شفائها وتجعلها تتقبل نفسها بشكل كبير، وهذا يرفع من كفاءة الجهاز المناعى، مؤكدة أنه مع انطلاق الورشة أصبحت المريضات ينتظرنها على أحر من الجمر، وهناك من داومن على الحضور بها حتى بعد الشفاء من السرطان.

وعن الحالات الصعبة التى قابلتها تقول: كانت لواحدة من المريضات إذ كانت مضطرة لإخفاء سر إصابتها بالسرطان عن والدتها وابنها، فكانت تستيقظ قبلهما لتضع الماكياج الكامل وترتدى الباروكة حتى لا يشعرا بأى تغيير فى شكلها والمؤسف أنها كانت تنام على تلك الحالة أيضا، حالة أخرى كانت لمريضة حضرت الورشة بعد اصطحاب زوجها لها كشكل من أشكال الدعم النفسى لها مما رفع من معنوياتها.

تعطى هنادى بعض النصائح للمريضات فتقول: على المريضة أن تهتم بتغذية بشرتها بالزيوت الطبيعية كزيت الزيتون، اللوز الحلو فلهما أثر عظيم فى تحفيز إفراز الكولاجين الذى يعطى البشرة رونقا وحيوية دائمة، كذلك زيت الجرجير للشعر فيحفز أيضا من استنبات الشعر بشكل سريع.

أما محسن محجوب، رئيس مجلس أمناء المؤسسة، فيقول: تهدف المبادرة لرفع الروح المعنوية للمريضات وتحسين الحالة النفسية عن طريق حضور ورش حول كيفية الاهتمام بالجمال الخارجى فضلا عن أطباء يقدمون نصائح طبية لرفع مناعة الجسم وتم تطبيق التجربة بعد نجاحها فى الامارات ولبنان عام 2012.

أقرأ أيضأ : بمناسبة «أكـتوبر الوردى» «الدواء الذكـي».. أحدث علاج لسرطان الثدى


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة