الأديبة نهلة عبد السلام
الأديبة نهلة عبد السلام


الأديبة ابنة «الحوامدية»: تربيت على حواديت «أبلة» فضيلة!

سمر نور

الأحد، 23 أكتوبر 2022 - 05:44 م

لا تتوقف الأديبة نهلة عبد السلام فى روايتها «بعد التخلي» عند ما عانته «شهد» بعد تخلى والديها عنها، بل تتبعت إرثًا عائليًا مبنيًا على الخذلان. شجرة عائلة شهد منذ جدودها من الأب والأم، التى نمت فى حى المناصرة الشعبي، عبر عقود من العاطفة والحب والغيرة والإيذاء، الروائية تهوى التفاصيل وتتكئ على التراث ممثلا فى الأمثال والطقطوقات والابتهالات.

ولا تنكر ازدحام الشخصيات فى نصها أو ما تطلق عليه «البطولة الجماعية كمردود لثقافة الونس وأجواء المشاركة فى الأحياء الشعبية». كما تلجأ إلى طبيعة علاقات متشابكة، وكاسرة للمتوقع أحيانا بشأن طبيعة مشاعر الغيرة بين النساء والرجال على سبيل المثال، الرواية صدرت عن الهيئة المصرية العامة للكتاب بعد تجربتين: «عين عابد 2018، وكنا يوما 2020».

ومجموعة قصصية، ويبدو أن مشروع نهلة الروائى ينتصر لرواية الأجيال، وهو ما قد يراه البعض متعارضًا مع التعظيم من حضور الفرد فى فن الرواية منذ التسعينيات، تشتبك نهلة مع ذلك قائلة: «تعنينى بصمة الزمن على البشر والأماكن، لا أتصور فهم شخصية دون معرفة خلفياتها التى أدت إلى ما هى عليه، كثيراً ما نكون صنيعة  قرارات آخرين.

ونتاج اختياراتهم، بل وربما نسدد فواتيرهم نيابة عنهم، ميراث ينتقل إلينا بالإجبار، لذلك كل رواياتى مشفوعة بشجرة للشخصيات والروابط بينها، وأعتقد أن استعراض أكثر من جيل والتلاعب بالمساحة الممنوحة لكل شخصية داعم لفكرة استقلالية الفرد، فنحن أمام جيل متحسس من كل أنواع الوصاية.

ورافض لها حتى إن اقترنت بتقديم تسهيلات، ثم إن الكتابة الكلاسيكية مازالت مقروءة وبذات الشغف والإعجاب، وإلا لما تُعاد تسويقها، فى طبعات جديدة وتتماشى مع جيل «الأيفون».


أثرت «الحواميدية»، تلك المدينة الصناعية المحاطة بالقرى فى محافظة الجيزة، على كتابة نهلة، فهو المكان الذى ولدت ومازالت تعيش وتعمل فيه، والذى دارت فى أجوائه روايتها «عين عابد»، وأثرت روحه الشعبية على روايتها الأخيرة رغم أن أحداثها تدور فى قلب القاهرة.

وتقول عن ذلك: «أنا ابنة الأحياء الشعبية بألوانها المبهرجة وبهاراتها الحريفة، والأهم حواديتها المعلنة على الملأ، كأن الأسرار فيها حرام والخصوصية خطيئة، ولذلك المادة المتاحة هائلة وثرية بأدق التفاصيل». اعتمدت نهلة على لغة فصحى تطغى عليها روح العامية.

وكذلك على الحوارات العامية المطولة. وتقول عن ذلك: «الحوار المتسم بالفكاهة، كعادتنا فى التحايل على أوجاعنا ومكايدة هزائمنا، هو موضوع نصوصي. أنا من جيل تربى على حواديت أبلة فضيلة، تمرينى الأول كان محاكاة لبرنامجها الذى لم يكن له منافسًا حينها. أذكر حدوتة (بطوره) باكورة إنتاجي، التى تسببت بتطفيش ضيوفنا، فقد كان حكيها يلتهم كامل وقت الزيارة.

وكأنها بلا نهاية، ثم من بعدها ورش الحكى وبنفس الجلسة نشرع فى ارتجال النصوص التى تشترط استخدام العامية، ومع ذلك لم أنشر أى عمل مكتوب بالعامية، وإن حرصت على الحوار عامى اعتقاداً بأنه أكثر حيوية، ويتيح مساحة لسخرية تمنح النص شيء من خفة الدم.


تشير نهلة إلى أن الكتابة كانت ملاذا لها من صعوبة دراستها فى هندسة الاتصالات، إلا أنها تربط بين مجال دراستها وعملها وبين الكتابة قائلة: «جزء من دراستنا قائم على التخيل والاستنتاج، والتخطيط أساسى لإنجاز أى مشروع، وهو بالضبط  ما تعتمد عليه الكتابة، كارثى أن أترك الأمر للظروف أو الحالة المزاجية، لا أقصد الكتابة وفق برنامج زمني.

وإنما المداومة على ممارسة فعل الكتابة، ولو فضفضة على الورق فيما يشبه يوميات». تهدى نهلة الرواية لابنتها «نور»، التى تصفها بأنها المستمعة الأولى لمسوداتها، ولأحلامها وأمنياتها لمستقبلها الأدبي، التى تشير إليه قائلة: «لا نكف عن الجدل حول ما أحسبه تحقق، أو دليل على أنى مرئية، جزء من المشهد، على خشبة المسرح لا فى «كواليسه»، شبه اتفقنا على ثلاث.

والنشر مع جهة لها جمهور يثق بإصداراتها، وهو ما كان مع الهيئة العامة للكتاب، مسلسل مأخوذ عن واحدة من رواياتي، وقائمة تضم اسمى ولو لم أفز بالجائزة، نوع من الاقرار بجودة منتجي، وضمان للانتشار فالكل يهرع للقراءة ولو لم يسمع بالاسم قبلاً.
 

اقرأ ايضا | مهاب عبد الغفار يكتب عن تاريخ الرمز والسر في قصص أمل نصر

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة