اسقاط مسيرة فى اوكرانيا
اسقاط مسيرة فى اوكرانيا


«كاميكازى» تقلب موازين الحرب الأوكرانية.. تفاصيل

آخر ساعة

الخميس، 27 أكتوبر 2022 - 05:35 م

كتب: خالد حمزة

«كاميكازى» تعنى الإله، وبكازىب تعنى رياح، وبكاميكازىب كلمة يابانية تترجم عادة بالرياح المقدسة أو الرياح الإلهية، وهى كلمة تستخدم للإشارة إلى إعصار، يقال إنه أنقذ اليابان من غزو أسطول مغولى بقيادة الإمبراطور المغولى قوبلاى خان فى عام 1281، وفى اللغات الأخرى تستخدم الكلمة للإشارة إلى هجمات انتحارية، قام بها الطيارون اليابانيون ضد سفن الحلفاء فى الجزء الأخير من حملة المحيط الهادى فى الحرب العالمية الثانية، حيث كان الطيارون الانتحاريون االكاميكازىب يصطدمون بسفن الحلفاء عمداً بطائراتهم المحملة بالمتفجرات والطوربيدات وخزانات الوقود المملوءة لتفجيرها، ومع مرور الزمن أصبحت الكلمة تدل على كل العمليات التى يضحى فيها منفذها بنفسه.

ومؤخراً، هاجمت روسيا وسط العاصمة الأوكرانية، وعددا كبيرا من المدن بطائرات مسيرة، وبين ابيرقدارب التركية ذات النسخ المتعددة، واشاهدب وامهاجرب الإيرانيتين ذات السلالة التى وصلت حلقاتها إلى السادسة، تلتهب السماء الأوكرانية، وهذه الطائرات المسيرة هى من طراز اكاميكازىب، ويصفها الخبراء بـاالطائرة الانتحاريةب، هى طائرات إيرانية الصنع يطلق عليها أيضاً اسم اشاهد - 136ب، وتحوم فوق الهدف قبل مهاجمته، حيث تكون محملة بمتفجرات تنفجر عند الارتطام ما يؤدى لتدمير الطائرة بالكامل، ويبلغ طول جناحى الطائرة 2.5 متر، وتحلق على ارتفاع منخفض، ويصعب رصدها باستخدام الرادار، وقالت الولايات المتحدة، إن إيران خططت لإرسال المئات من هذه الطائرات إلى روسيا بتكلفة 20 ألف دولار للطائرة الواحدة.

ومثّل دخول المسيرات التركية إلى جانب الطرف الأوكرانى، تحولا مهما فى مسار الحرب فى أشهرها الأولى، وفى الأسابيع الماضية كانت المسيرات الإيرانية ترسم واقعا جديدا فى مسار الحرب لمصلحة الروس، ويعتمد الروس على مسيرات إيرانية من نوعيات مختلفة حسب ما تؤكده المصادر الأوكرانية والغربية وينفيه الإيرانيون.

وخلافاً لما عليه الحال بين روسيا ومسيرات إيران، فإن علاقة أوكرانيا بالمسيرات التركية ليست وليدة الحرب، بل تعود إلى ما قبل ذلك، وحسب صحيفة الجارديان البريطانية، فقد كانت الشركة المصنعة للطائرة المسيرة التركية بيرقدار، تبنى مصنعا فى أوكرانيا قبل الحرب، كما أن الشركات الأوكرانية هى المنتجة لمحركات اتى بى2ب المستخدمة فى تلك الطائرات، إضافة إلى أن تركيا باعت عدداً من مسيراتها إلى كييف على مدار عامين، وهو ما جعل مراقبين يعتقدون أن مخزون أوكرانيا من المسيرات التركية أكبر بكثير من العدد المتوقع. 

أما لجوء الروس إلى المسيرات الإيرانية، فيعود إلى يوليو الماضى فقط، حينما بدأت التهم الأمريكية تحلق فوق طهران بشأن نيتها تزويد حليفتها روسيا بمسيرات حربية، فقد أعلن البيت الأبيض أن معلوماته الاستخبارية تفيد بأن إيران ستزود روسيا بمئات الطائرات المسيرة لمساعدة قواتها فى مواجهة مقاومة الجيش الأوكرانى فى شرق البلاد، وحسب صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، فقد أرسلت أول شحنة من طائراتها المسيرة إلى روسيا بالفعل لاستخدامها فى أوكرانيا لكن بعضها ظهرت به عيوب، وهو ما استوجب استدعاء بعض الخبراء الإيرانيين لروسيا لإصلاح تلك العيوب، ونسبت الصحيفة لوكالات تجسس أمريكية قولها إن تلك الشحنة شملت على الأقل نوعين من الطائرات المسيرة ذات القدرة على حمل ذخائر للهجمات على الرادارات والمدفعية والأهداف العسكرية الأخرى.

فى الأيام الأخيرة، كثفت الدول الغربية تصريحاتها وتحركاتها المناوئة لاستخدام المسيرات الإيرانية فى الحرب الأوكرانية، وقال دبلوماسيون إن هناك تحركا من جانب الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا فى مجلس الأمن الدولى لبحث استخدام الجيش الروسى طائرات مسيرة فى أوكرانيا يُعتقد أنها إيرانية الصنع، لكن الحكومة الإيرانية نفت تزويدها الجيش الروسى بطائرات مسيرة، كما قال الكرملين إنه ليست لديه معلومات بشأن الحديث عن شراء روسيا طائرات مسيرة انتحارية من إيران، ورغم النفى الإيرانى والروسى فإن أوكرانيا ظلت تعلن باستمرار إسقاط مسيرات إيرانية على أراضيها، مؤكدة أنها دمرت 223 طائرة مسيرة إيرانية الصنع، وكانت قد أعلنت فى سبتمبر الماضى، أنها تمكنت للمرة الأولى من إسقاط طائرة مسيرة إيرانية الصنع، تستخدمها القوات الروسية، كما عرضت صورا من الطائرات المسيرة، التى تؤكد أنها إيرانية، وطالبت العالم بالضغط على طهران لمنعها من الاستمرار فى تزويد روسيا بمسيراتها.

ورغم أنه من الصعب معرفة مستوى التأثير الفعلى لأىٍ من مسيرات إيران وتركيا فى الحرب إلا أن التنافس بينهما واضح، خاصة أن مسيرة امهاجر-6ب الإيرانية، تشبه من حيث الوظيفة والحجم مسيرة بيرقدار التركية، وكلاهما تحلق على علو متوسط، وتمتاز بقدرة كبيرة على التحمل، وهى فاعلة جدا حين لا يملك الخصم وسائل لحماية نفسه منها أو الرد عليها.

وفيما يتعلق بالمقارنة عموماً بين المسيرات الإيرانية والتركية، تقول صحيفة التايمز البريطانية، إن المسيرات التركية تحل فى المرتبة الثالثة عالمياً متفوقة على المسيرات الإيرانية التى لا تتصف بدقة كبيرة، ورغم ذلك فإن لإيران زبائن لهذه المسيرات فى الشرق الأوسط، لكن العقوبات الأمريكية تحد بشكل كبير من عدد الراغبين فى التزود بها، وبالمقابل لا تفرض السلطات التركية قيوداً أو شروطاً سابقة على من يطلبون هذه الطائرات.

وبينما ظلت التقييمات العسكرية الغربية، تقلل من قيمة الطائرات المسيرة الإيرانية وتأثيرها المتوقع فى مسار الحرب، عاد الغربيون فى الأيام الأخيرة إلى التحذير من خطرها، ودعت 3 دول هى الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا مجلس الأمن الدولى لبحث استخدام الجيش الروسى طائرات مسيرة فى أوكرانيا يُعتقد أنها إيرانية، وبالمقابل يتحدث الأوكرانيون عن الأثر المدمر الذى تخلفه المسيرات، كما ظهر قلق إسرائيلى متصاعد منها خشية تأثيرها فى أى حرب محتملة بين الطرفين، والأثر الذى تحدثه مسيرات الدولتين فى ساحات الحروب أصبح يدفع عدداً من الدول إلى طلب الحصول عليها، فقد كشف المدير العام لشركة ابيرقدارب التركية المصنعة للطائرات بدون طيار، أن شركته صدّرت منتجاتها من ابيرقدارب للعديد من دول العالم، كما ذكر مستشار المرشد الإيرانى للشئون العسكرية، يحيى رحیم صفوى، أن 22 دولة تريد شراء الطائرات المسيرة الإيرانية.

ويمكن استخدام صواريخ مضادة للطائرات لاعتراض طائرات كاميكازى، وهو ما فعلته فرق الدفاع الجوى الأوكرانية بالفعل، فقد أطلقت القوات الأوكرانية صاروخاً بريطانياً متطوراً ضد طائرة روسية مسيرة فى أول استخدام له فى أوكرانيا، ونجح فى تحطيمها بكفاءة عالية، وحسب صـحيفة التايـمـــز البريطـانيــة، فالصــاروخ يسـمى مــارتلى، وهـو صــاروخ خـفيف الوزن متعدد المهام موجه بالليزر، أرسلته بريطانيا ســـرا إلى أوكـــرانيا، وصـــواريخ مارتلـــيت تم تسليمها ضمن حزمة الدفاع الجوى البريطانية، وهى الأفضل بالنسبة للطائرات المسيرة، وامارتليتب سلاح صغير الحجم وأكثر إحكاما وعالى الدقة، ومصمم لإخراج الأهداف سريعة الحركة، وهو الأفضل ضد الطائرات النفاثة والمروحيات، ومن الممكن إطــلاقـه ضـــد القــوارب والطـائرات بـــدون طيار.

أقرأ أيضأ : جوتيريش: الهجمات على محطات الطاقة النووية أعمال انتحارية


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة