الكاتبة الزيمبابوية نو فيوليت بولاوايو
الكاتبة الزيمبابوية نو فيوليت بولاوايو


نو فيوليت بولاوايو: استلهمت روايتي من حكايات جدتي

أخبار الأدب

السبت، 12 نوفمبر 2022 - 03:05 م

الاستبداد ليس مجرد مشكلة زيمبابويَّة. القصة تنطبق على بلدان أخرى ويمكن أن تحدث فى أى مكان.

وصلت الكاتبة الزيمبابوية نو فيوليت بولاوايو للقائمة القصيرة لجائزة البوكر لعام 2022، عن روايتها الثانية «مجد». كانت رواية بولاوايو الأولى «نحتاجُ لأسماءٍ جديدة»، قد وصلت القائمة القصيرة للبوكر فى عام 2013.

وكانت أول رواية من زيمبابوى تصل إلى القائمة القصيرة فى تاريخ الجائزة. نشأت بولاوايو فى زيمبابوى ثم انتقلت إلى كالامازو بولاية ميشيغان وهى فى الثامنة عشرة حيث أنهت دراستها الجامعية. حصلت على الماجستير فى الفنون الجميلة من جامعة كورنيل، ثم على زمالة  ستيجنر فى جامعة ستانفورد، حيث درست الأدب، وهى متفرغة الآن للكتابة.


«مجد» قصة انتفاضة، ترويها جوقة حية من أصوات الحيوانات تساعدنا على رؤية عالمنا البشرى بشكل أكثر وضوحًا. تدور أحداث الرواية فى بلد عالق فى حلقة استبداد قديمة قِدم الزمن. ومع انكشاف  الحيل اللازمة لدعم وهم السلطة المطلقة، تذكرنا الرواية بأن مجد الاستبداد يستمر فقط طالما ضحاياه على استعداد للسماح بوجوده.


هنا حوار معها منشور على الموقع الرسمى للبوكر
 ما شعورك بعد وصولك للقائمة الطويلة والقصيرة لجائزة بوكر 2022، خاصة بعد وصولك  للقائمة ذاتها فى عام 2013؟
أشعر بالتكريم. إن النظر لعملى وترشيحه مرتين يعد ثناءً عليه. لقد ازدهرت الجائزة على مدار العقد الأخير بظهور بعض الأسماء الجديدة والمشوقة فى القوائم وهذا يسعدنى بالطبع.


 كم من الوقت استغرقت كتابة «مجد»، وكيف تبدو عملية الكتابة بالنسبة لك؟ هل تكتبين على الكمبيوترأم باليد على الورق؟ هل عملتِ على مسودات متعددة أمدفقات مفاجئة من الكتابة؟ هل أمضيتِ وقتًا طويلًأ فى البحث والتخطيط قبل البدء فى الكتابة؟
استغرقت كتابة «مجد» حوالى ثلاث سنوات. كنت محظوظة بأنى أستطعت الالتزام بجدول كتابة صارم دون أى التزامات أخرى خلال كل ذلك الوقت، وإلا لاستغرق الأمر وقتًا أطول من ذلك بكثير.أقدر عملية التفكير والكتابة على الورق.

ولذا أدون مسوداتى الأولى العديدة بخط اليد. قد يصير هذا كابوسًا عندما أنتقل إلى المسودات الطويلة، لكنها طريقة تمنح العملية الوضوح والألفة التى يبدو أننى لا أبلغها أثناء الكتابة باستخدام جهاز، وهذا يجعل الأمر يستحق كل هذا العناء. أقوم بإجراء بحث كافٍ للسماح لى بمعرفة ما أكتب عنه، ثم أضعها جانبًا وأروى القصة.


 أشار النقاد لأوجه تشابه واضحة بين «مجد» و«مزرعة الحيوان» لأورويل، كما  تبرز الحيوانات بشكل كبير فى الفولكلور الأفريقي. ما مدى تأثير ذلك عليك؟ هل تأثرتِ بأى كتب أو مؤلفين آخرين أثناء تأليف الكتاب؟
أثرت قصص الفلكلور على بشكل كبير، بفضل حكايات جدتى عن الحيوانات أثناء طفولتى والتى كانت تهدف عمومًا إلى تثقيفنا وتسليتنا قبل أن نتعرف على الكتب. لقد تعرفتُ على مزرعة حيوانات أورويل بهذه الخلفية التكوينية، ومن المهم الاعتراف بأنها أثرت فيَّ بنفس القدر.إلى جانب أورويل، يعنى لى كتاب آخرون الكثير، كجابرييل جارثيا ماركيز، ونغووا تيونغو، وجونوت دياز، وباتريك شامواسو، وماريو بارجاس يوسا، وأحمدو كوروما.


 ما الذى جعلك تقررين كتابة رواية تستند إلى أحداث حقيقية فى زيمبابوى كرمز يمكن رؤيته من خلال عيون الحيوانات، لا البشر؟
منحتنى الحيوانات المسافة اللازمة من الدراما العامة التى غالبًا ما كانت تتكشف وتتغير أثناء كتابتها (أولاً كعمل غير أدبي)، وقد جذبنى ذلك لدرجة أنه أشعرنى بأنى فى منافسة غريبة مع معلقين مختلفين على الأحداث.حررتنى مملكة الحيوان بجعل القصة ملكي، أستطيع تقديمها بقواعدى الخاصة، مع قدر من الأصالة والابتكار والجنون،أو هكذا أتمنى على الأقل.

وحتى أننى تجرأت ونشرتها. كما يجب القول بأن العبثية المذهلة لسياسات زيمبابوى جعلت الاختيار مناسبًا أيضًا، وبالتأكيد وجهتنى التعليقات الساخرة للمُحبَطين من مواطنيَّ على وسائل التواصل الاجتماعى لنفس الفكرة،وأثرَّت على بعض خياراتي.


  «أبو الأمة» فى الرواية حصان،وشخصية رئيسية أخرى، القدر، من الماعز، ما الذى جعلك تختارين حيوانات بعينها لهذه الشخصيات؟
ارتكنتُ إلى الخصائص العامة للحيوانات التى اخترتها لتجسيد الشخصيات.فمثلًا، تتماشى سلطة «أبو الأمة» مع قوته الجسدية، ومن ثم، كان منطقيًا جعله حصانًا، فهو الأكبر والأقوى من بين حيوانات المزرعة. بينما المدافعون عنه غالبًا ما يتسمون بالعنف والشراسة، فجعلتهم كلابًا. لكن العديد من الخيارات كانت مدفوعة بما قد يصلح للقصة، دون إثقال كاهل شخصياتى بالحاجة إلى الالتزام بسمات حيوانية محددة أو متوقعة. وهكذا أمكننى خلق شخصيات جديدة غير متوقعة. 


 أحداث الرواية مستوحاة من سقوط موجابي، لكن إلى أى مدى ألهمت الحياة فى أمريكا كتاباتك الأخيرة، بما فى ذلك»مجد»، خاصة فى عهد ترامب ومع الانقسامات المتزايدة فى المجتمع الأمريكي؟ 
يجعلنى عملى فى محادثة متصلة مع العالم من حولي، وهذا بالطبع يشمل وطنيَّ المعقدين، زيمبابوى والولايات المتحدة. من المؤكد أن «مجد « بها قدر من ملامح أمريكا وبلدان أخرى عديدة. قد تكون الرواية مستوحاة من مكان بعينه، لكن الاستبداد ليس مجرد مشكلة زيمبابويَّة. القصة تنطبق على بلدان أخرى ويمكن أن تحدث فى أى مكان.


 الرواية هزلية للغاية، بعكس الأحداث الواقعية التى ألهمتها. لماذا اهتممتِ بالبحث عن الفكاهة فى الموقف الحرج الذى تدور حوله أحداث روايتك؟
غالبًا ما أهتم أثناء الكتابة بالمواضيع الصعبة، وألجأ إلى الفكاهة للمساعدة فى جعلها أخف وطأة، بل وممتعة. لكن في«مجد»، حرصت أيضًا على إبراز الفكاهة كقوة تخريبية، من النوع الذى يتحدى الاستبداد ويحوله إلى لا شيء. 


 ماذا يعنى الفوز  فى البوكر بالنسبة لك؟
 يقولون إنها جائزة تغير مسارك المهني، وهذا أمر مفيد لأى كاتب.


اين تكتبين؟ كيف تبدو مساحة عملك؟
أكتب أينما فى أى مكان؛ المتطلبات الوحيدة هى العزلة المطلقة ومكتب كبير وسرير كبير مريح للنوم والكتابة. عندما تسير الأمور على ما يرام، تصبح مساحة عملى فوضوية: ملصقات على كل سطح يمكن تخيله، وورق فى كل مكان، وأكوام من دفاتر الملاحظات. أتذكر فى منتصف كتابتى «مجد»، أثناء الإقامة الأدبية، عودتى إلى غرفتى لأفاجأ حين أجدها نظيفة، ومواد الكتابة مرتبة فى كومات منسقة من قبل السيدات الرائعات اللائى حافظن على نظافة المكان. مساحة عملى شديدة الفوضى.


 أى كتاب أو كتب تقرئين الآن؟
«باركوا الابنة التى كَبُرت بصوتٍ يتردد فى رأسها» لوارسان شاير، و«الرئيس والضفدع» لكارولينا دى روبرتس، و«الأبيض الأخير» لمحسن حميد.


 هل لديك رواية مفضلة حائزة على بوكر أو وصلت للقائمة القصيرة، ولماذا تفضلينها؟ 
 تتغير التفضيلات طوال الوقت، لكن»إله الأشياء الصغيرة»لأروندهاتى روى لها مكانة خاصة فى قلبي. رواية حسية، مؤرِقة وطموحة. 


 ما الكتاب الذى تتمنين لو أنكِ قد كتبتِه؟
كثير جدا. مائة عام من العزلة أحدها.


 ما المشروع الذى تعملين عليه الآن؟ 
 كانت «مجد»مرهِقة واستغرق العمل عليها وقتًا طويلًا. ما زلت أتعافى!

اقرأ أيضا | ممدوح رزق يكتب : الرجل اللامرئى: موسيقى الاختفاء

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة