د. فاطمة قنديل
د. فاطمة قنديل


«فاطمة قنديل» بعد فوزها بجائزته: لا يزال «نجيب محفوظ» فتى أحلامي!

سمر نور

الأحد، 18 ديسمبر 2022 - 06:54 م

تكتب الشاعرة والروائية والأكاديمية د. فاطمة قنديل مثلما تتحدث، تنطلق الأفكار من رأسها ببساطة وعفوية، بلا حسابات أو خوف من أى أحكام قد يصدرها الآخرون، صدق مع لطف ومحبة تغمر بها من يحاورها، مثلما تغمر بها قارئها، من هنا تبدو كتابتها حميمية وجارحة فى آن واحد، وفى حوارنا معها بعد حصول روايتها «أقفاص فارغة.

ما لم تكتبه فاطمة قنديل»، الصادرة عن دار كتب خان، على جائزة نجيب محفوظ للأدب من الجامعة الأمريكية فى القاهرة، تتحدث عن أدب الاعتراف وعلاقتها بفتى أحلامها وشقيقة روحها وتواصل رحلة اللعب مع خبرتها الشخصية التى بدأتها منذ كتابتها الشعر فى ثمانينات القرن الماضى بشعر العامية، قبل أن تجرب المسرح.

وثم تتجه إلى قصيدة النثر فى التسعينات لتمنحنا أربعة دواوين من الجمال الخالص إلى جانب عملها كأستاذ متفرغ للأدب الحديث فى جامعة حلوان، قبل صدور أول أعمالها الروائية عام 2021 والتى توجت بواحدة من الجوائز الكبرى فى مصر والعالم العربي.


وفى الكلمة التى ألقتها د. فاطمة قنديل بمناسبة حصولها على الجائزة الحاملة لاسم نجيب محفوظ، أشارت إلى كونه فتى أحلام مراهقتها فى بداية السبعينات، فى وقت كان حسين فهمى هو فتى أحلام المراهقات.

وهو ما توضحه قائلة: «كنت منذ طفولتى أنتظر أعمال نجيب محفوظ ويحيى حقى ويوسف إدريس، وعشقى له كبير حتى هذه اللحظة، وكان هناك أدباء مشهورون، ولكنهم ليسوا كتابى المفضلين، ربما كنت أقدر طرح إحسان عبد القدوس المغامر، لكنى لم أكن من قرائه المنتظمين.

كنت أكثر ميلا إلى محفوظ، وكان ذلك نابعا من اهتمام أسرتى بأدبه، المناخ العام حولى كان ثقافيا بشكل كبير. بطلة روايتى تشبه شخصية «نفيسة» فى روايته «بداية ونهاية»، حيث سقوط أسرة «بداية ونهاية» من طبقة لطبقة هو ذاته سقوط الأسرة فى «أقفاص فارغة» من الطبقة المتوسطة.

لكن بطلتى أقرب إلى شخصية «زهرة» فى روايته «ميرامار»، فإن كانت «نفيسة» سقطت فى إثر السقوط الطبقي، فأن بطلتى أميل إلى «زهرة»، لأنها كافحت لتصلح من حياتها، لم يكن لديها تطلع مادي، لكن لديها تطلع فى التعلم.

من جهة أخرى أجد أن «نجيب محفوظ» كتب قصيدة النثر فى «أصداء السيرة الذاتية» ونحن شعراء قصيدة النثر كنا مازلنا نجرب وننظر لها»


أدب الاعتراف والتاريخ الموازى!
تضع الأديبة عنوانا فرعيا للرواية «ما لم تكتبه فاطمة قنديل» مما يضع القارىء منذ بداية العمل فى إطار سيرة ذاتية، وإن وضع على الغلاف تصنيف «رواية»، وهو ما تعبر عنه قنديل قائلة: ما لم أكتبه لأن ليس هناك ما يؤكد أن هذا حدث بالفعل، هذه قراءتى أنا للذاكرة.

ومن المؤكد أن الشخصيات الأخرى لهم قراءة أخرى، إلى جانب مد خيوط شخصيات وأحداث بشكل مختلف عن وعى بواقعها فى الأساس. التعامل مع وسيط اللغة حتى مع السير الذاتية يستدعى الخيال بالضرورة». ترصد الرواية تجربة شخصية لا تخشى الأديبة من وضوح ذلك من بداية العمل حيث تنظر سيدة «ستينية».

وإلى حياتها السابقة منذ الطفولة، ولدت البطلة فى السويس، وهى نفس المحافظة التى ولدت فيها «فاطمة» لتستمر اعترافات البطلة- الراوية- المؤلفة فى تدفق سردى يطيح بفكرة النوع الأدبى، ويلغى سلطته وهو ما تعلق عليه قنديل قائلة: ليس جديدا بالنسبة إلي.

وحتى مجموعاتى الشعرية تحتوى مقاطع سردية فأنا ضد تحديد النوع بشكل صارم، فلنسميها سردية أو أى شىء آخر، من ينتقد الرواية السيرية غير منتبه إلى أهمية اللغة ورؤية العالم وتشكيل الذات، لدينا جميعا ما هو مسكوت عنه، لكن ما ينظم ذلك سيطرة الوسيط عليك، فالنص ليس مجرد اعتراف مجتزأ.

والموضوع جزء ولكن اللغة هو الوسيط الأهم.».. ومن يهتم بالتصنيف وهو يستمتع بسردية تجرب فى الوسيط اللغوي، كما تشير الأديبة لتقدم لغة عارية تعتمد على جمل مسنونة، وإطار من المفارقة والسخرية رغم مرارة التجربة.

وهو ما تعبر عنه «فاطمة» قائلة: «لأنى لم أكتب ما هو مختلف عن الشعر، كنت أصفى اللغة بقصدية، كلما وجدت نفسى أنجرف نحو لغة شعرية، كنت أنتبه بوعى كامل.


ونسألها فى النهاية: أثار دهشتى كونها المرة الأولى التى تحصلين فيها على جائزة رغم تاريخك الشعري؟
الشاعر أكثر تواريا من الروائي، وجيل النجوم فى الشعر انتهى، والنجومية ارتبطت بقضايا كبرى فمثلا «صلاح عبد الصبور» الشاعر الأقرب إلى روحى لم يحصل على جوائز. ولا أشعر بالمظلومية إلا فى الأوقات التى لا أكتب فيها.

وأعرف حينئذ أننى خائبة، ولا أكتب، فتنتهى أى مظلومية فى لحظة الكتابة، ولا يصبح إى أمر آخر أهمية. ثم إننى لم أتقدم إلى جوائز شعر، ولا ألتزم بقواعد الجوائز الشعرية. بل أننى بين من يسيرون ضد التيار، وحسمت الأمر مع نفسي، وأخذت قرارا بألا تشغلنى هذه الأمور، فأنا شخص محظوظ بتقدير الناس ومحبتهم، والقارىء يهمنى أكثر من أى شىء آخر.

اقرأ ايضًا | الفائز بجائزة شعر العامية: تأثرت بالإرث الشعرى لشعراء العامية السابقين

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة