صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


تمر السنين والسر مصري..

حصاد 2022 | المصريون تحدوا الأزمات.. وحبهم للوطن صمام الأمان

لمياء متولي- أميرة شعبان

السبت، 31 ديسمبر 2022 - 08:53 م

تشهد العصور والأزمنة أن المواطن المصري على مر التاريخ لم يستطع أى شىء أن يكسر عزيمته أو ينال من إرادته وإصراره، بل على العكس تماما فلطالما زادته المحن والشدائد قوة وصلابة، وكلما مر بأزمة خرج منها أقوى من ذى قبل..هذا هو حال المصرى الذى خاض معارك منذ قديم الأزل ليصبح على مر العصور ومهما مر به من تحديات غزوات وحروب وهو «قاهر الأزمات ».
«الأخبار» ناقشت الخبراء حول كيف واجه المصريون التحديات والصعاب التى مروا بها خلال هذا العام و كيف أصبحت المواجهة وتجاوز الأزمات واحدة من صفات المواطن المصرى.

فى البداية تقول الكاتبة والروائية د.سكينة فؤاد إن تاريخ مصر الطويل شاهد على العديد من التحديات التى واجهها المصرى منذ بداية التاريخ فقد وقف أمام الغزاة والطامعين فى هذا الوطن واستأسد فى حربه ضد الاحتلال والمستعمرين.

وخلال مروره بكل هذا لم يستطع أحد أن يكسر إرادته أو ينال من عزيمته، بل فى كل مرة كانت تزيده المواجهة قوة وإصرار على مجابهة المواقف والصعاب، فالبداية ليست وليدة اللحظة ولكنها تاريخ يشهده العالم بأجمعه.


وتضيف أن المواطن المصرى من أجل وطنه يستطيع أن يحتمل ما هو فوق طاقة البشر وأن يقدم من التضحيات أضعاف وأضعاف فتاريخه فى النضال لا يمكن ان ينكره أحد، فالعالم شاهد على هذا التاريخ.

والرؤية الواضحة والوعى والتقدير هو ما يدفع أى مواطن مصرى إلى تجاوز أو تحدى الظروف والعقبات التى يمر بها لأن ذلك يشعره بأنه شريك رئيسى فى هذا الوطن و بأحواله.


ويؤكد المؤرخ والباحث فى علم المصريات الدكتور وسيم السيسى أن قديماً وجدنا أن الصعوبات تخلق جينات التحدى باستمرار وهذا يزيد أيضاً من معدل الذكاء لدى الإنسان ويخلق لديه حسن التصرف فى المواقف والأزمات.


ويضيف أن الهشاشة فى المعاملة او السهولة الزائدة أمر غير مقبول خاصة فى تربية الأبناء فبعض الصعاب والتحديات ضرورية من اجل ان يتأقلموا على معايشة بعض الأمور فى الواقع، وهذا ما نجده دائمًا فى جينات المواطن المصرى.


ويضيف أن التجربة العملية أثبتت أن الشعب المصرى عانى قديماً 2500 سنة من الرومان واليونان والفرس والفاطميين والمماليك وغيرها من الفترات الصعبة التى عاشها المصرى والتى خلقت بداخله فطرياً حالة من التحدى بداخل جينات فهو الوحيد القادر على عبور الأزمات بل و خلق حلول فى ذروة الأزمة أيضا، ومن جيل إلى جيل استطعنا أن يمتد هذا الجين حتى الآن وسيظل متوارثا لدى أبنائنا.


ويقول إن ذلك يظهر بالفعل فى المواقف الصعبة، فكل محنة تظهر المعدن الأصيل للمواطن المصرى الذى يستخدم كافة أدواته وحلوله للخروج من المأزق، وهذا يؤكد ان مصر دولة غنية بثرواتها وبأبنائها.


ويقول الدكتور وليد هندى، استشارى الصحة النفسية، أن كل شعب من شعوب العالم يحمل بصمة نفسية تجعله متفرداً عن سائر الشعوب الأخرى فى سلوكياته العامة وأيضا فى مجابهة المشكلات ومواجهة الضغوط والأزمات وكيفية التعامل مع أنشطة الحياة اليومية، موضحاً أن هذه البصمة النفسية هذه تكون موروثا ثقافيا عبر عصور وأجيال يسلمها جيل لجيل لدرجة أنها من الممكن أن تصبح مع الوقت جزءا لا يتجزأ من جيناته الوراثية.


ومن جانب آخر أشار إلى أن الروافد الجديدة فى القنوات الفضائيات المتخصصة مثل قناة القاهرة الإخبارية، وبعض قنوات الدراما والحملات على السوشيال ميديا، كل ذلك جعلت للمواطن وقتاً للتثقيف وبالتالى قدرة أكبر على تحمل ومواجهة الأزمات.


ومن جانبها أكدت د. هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع السياسى والعسكرى أن الشعب المصرى أثبت بجدارة قدرته على تحدى الصعاب والخروج من الأزمات بروح عالية و طامحة فى الأفضل، موضحة أن ذلك يعود إلى أنه منذ بداية التاريخ كان للمصريين قدرة عالية على ترويض الخطر.

 

وواجه العديد من التحديات والصعوبات من أكثر من 40 أمة حاولت احتلالهم وفرض سيطرتها، وكذلك روضوا نهر النيل الذى كان يأتى وقتا بفيضانات ووقتا بجفاف، فأقاموا الترع والسدود وغيرها، ومن هنا فإن الشخصية المصرية تتسم بالقوة الفكرية والمعرفية والثقافية نتيجة التجارب الكثيرة التى مرت بها على مر الزمان.


وأضافت أن المصرى بطبعه لا يجزع للمصائب بل يرد قائلا « ياما دقت على الراس طبول» وذلك لأنه واجه أصعب وأحلك اللحظات واستطاع التغلب عليها بعبقرية نادرة، فما تحمله المصرى خلال الأعوام الماضية لا تستطيع شعوب اخرى تحمله بل كانت ستنهار وتسقط.


وتؤكد د.هدى أن الجيل الحالى عليه أن يتعلم من جديد كيف يتكيف مع الحياة وصعوباتها وكيف يتعلم أن يعيش حياة بسيطة بعيدا عن نمط الحياة الاستهلاكى الذى أصبحت تعيشه بعض الأسر الآن.
ويؤكد الدكتور ثروت الخرباوى الباحث فى شئون الجماعات الإرهابية أن الشعب المصرى غريب إلى حد الدهشة فلا تظهر قوته الإ عند التحدى ولذلك فى أى ظرف أو محنة يمر تظهر عبقرية الشعب وقوته وإرادته الحقيقية، فالمصري دائما يصمد أمام الأزمات.


و يضيف ان التاريخ سيكتب أن ثراء الإنسان المصرى هو القوة البشرية الحقيقية التى جعلت مصر رقما فاعلا ومؤثرا فى السياسة العالمية رغم الأزمة الاقتصادية، فهذا الشعب خلال الأعوام الماضية قاوم العديد من ألازمات والمواقف وله العديد من المواقف الحقيقية التى استطاعت مصر من خلالها استعادة ريادتها.

اقرأ ايضًا| د.وسيم السيسي: هناك من عرض على قطعة أثرية غامضة يصل ثمنها لـ100 مليون دولار


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة