صلاح جاهين
صلاح جاهين


محمد شعير يكتب : حكايات من أرشيفه.. زيارة جديدة إلى «صلاح جاهين»

أخبار الأدب

السبت، 14 يناير 2023 - 02:15 م

ترك صلاح جاهين (1930-1986) مئات الأوراق: مسودات أعمال شعرية مكتملة وغير مكتملة، سيناريوهات ومعالجات درامية وسينمائية، مقالات، وأغنيات، ورسومات، وتخطيطات لرسوم كاريكاتيرية، وشخبطات...وغيرها الكثير. أرشيف مكتمل، ربما تسرب قراءاته والابحار فيه بعض الضوء على جوانب مجهولة من مبدع ملأ الدنيا وشغل الناس، كما قيل عن المتنبى من قبل. هنا اقتراب أول من هذه الأوراق.

الحكاية الأولى: دونكيشوت أم سانشو؟
ولد صلاح جاهين فى 25 ديسمبر، فى يوم ميلاد السيد المسيح، لذا استبدل الاحتفال بعيد ميلاده بالاحتفال بالسيد المسيح لأن ذلك «أرخص وغير مكلف» حسب تعبيره. عندما بدأ العمل فى الصحافة نشر كتاباته باسمه الحقيقى محمد صلاح الدين حلمى، ثم اختصر الاسم إلى «صلاح حلمى».

ولكن أصدقاءه نصحوه بأن يغير الاسم لأنه غير قابل للشهرة، فكر فى أن يسمى نفسه نادية .. وبعد تفكير وبحث فى أصل الجدود استقر على أن يسمى نفسه «صلاح جاهين» وعلى وزن مارلين مونرو. ولأن جاهين يعنى فى اللغة الصقر فقد سئل صاحب الرباعيات عن الأشياء التى ورثها من الصقر فأجاب: «حب اللحوم».


وفى أوراقه الشخصية كان مولعا برسم ذاته، ليس ولعا بالذات، وإنما سخرية منها. على مظروف خطاب أصفر متهالك رسم جاهين دونكيشوت، الذى يحارب طواحين الهواء، فى الصورة كان جاهين هو سانشو بانثا، رفيق دونكيشوت، وحامل درعه. 


وترى فى أى شىء كان يفكر جاهين وهو يرسم هذه اللوحة؟ ومن هو دونكيشوت؟ هل كان كان يقصد شيئا سياسيا؟ 
عندما أصدر صلاح جاهين ديوانه الأول « كلمة سلام» (1955) كتب الروائى فتحى غانم فى بابه الأسبوعى « أدب وقلة أدب» بمجلة آخر ساعة عن الديوان مقالا عنوانه « شاعر مولود منذ 25 عاما وعمره خمسة آلاف عام».

وبعدها استدعاه رئيس تحرير المجلة محمد حسنين هيكل وسأله: لماذا تكتب عن الشيوعيين؟ اندهش غانم من السؤال: تقصد من؟ سأل. أجاب هيكل: صلاح جاهين.. أخبرنى جمال عبد الناصر أنه شيوعى وأجهزة الأمن تراقبه! كان مدهشا إذن أن يتحول جاهين إلى النقيض من «شيوعى مشبوة» من قبل ثوار يوليو  إلى منشد الثورة ومغنيها الأقرب والأصدق أيضاً.


ما الذى جرى إذن؟
وكان جاهين يرى أن السياسة «مهلكة» إلا أنّ حلمه بالمدينة الفاضلة التى تمناها تقاطع فى لحظة مع حلم النهضة لدى عبد الناصر، فاندفع بصدق ليغنى للثورة ويبشر بأحلامها.


فى حوار سابق سألت الشاعر بهاء جاهين: هل ترى أن جاهين كان كما يقول البعض شاعر سلطة؟ 

أجاب: القيادة السياسية ـ فى وقته ـ كانت تتبنى مشروعاً اشتراكياً يحاول أن يحقق المعادلة بين الناس، فصادف زعيم النظام هوى فى قلب صلاح جاهين، بهذا المعنى لم يكن صلاح شاعر سلطة، كان يحب زعيماً وطنياً قادراً أن يحقق رؤيته الإنسانية فى الواقع المعيش.. وبالمناسبة كل القصائد التى كتبها جاهين فى جمال عبد الناصر كتبها بعد أن رحل».

 

فى أغنياته الثورية قدم جاهين لغة مختلفة، لغة شقية فى مقابل اللغة الرصينة، لكن المضمون لم يكن مختلفا عما هو سائد، أى باختصار كان هناك تمرد فى اللغة، مع مضمون غير ثورى، كنا أمام لغة تسير فى نسق كلاسيكى تماما.

وقبل أيام من هزيمة 1967 كان يتوقع أن تتطور الأغنية الثورية تطوراً كبيراً كتب وقتها فى مجلة « صباح الخير» تحت عنوان «وسط الحديد والنار يولد الفن الجديد»  يقول: «قفزت الأغنية قفزة كبيرة بعد معركة 56.

ويبدو أن هذه المعركة ستدفع بها دفعة جديدة، وستكون الخطوة التالية هى ظهور الأغنية القصيرة جداً.. القصيرة جدا.. وسنرى».


ولكن الهزيمة لم تترك له أملا أو مقدرة على تنفيذ ما يحلم به، كانت أقسى من تصوراته .. تحول حلمه من «تماثيل رخام ع الترعة واوبرا» كما غنى عبدالحليم حافظ الى كابوس موجع... ثم جاء رحيل عبدالناصر عليه قاسيا. شعر بأن مثله الأعلى مات، وأن آخر أمل فى تحقيق حلم المدينة الفاضلة قضى عليه الموت.


وحتى إنه تراجع أمام الهجوم الشديد الذى لاقاه فى فترة السبعينيات عن كل ما كتب عن الثورة وعندما استعاد قليلاً من هدوء النفس عاد مرة أخرى ليعلن: «لست نادماً على ما كتبته من أغان للثورة .. لقد أخطأت بما قلته عنها أخيراً.. ولكن لحسن الحظ لم يصدق الناس ما قلت».


ودفاع جاهين عن نفسه أمام الهجوم القاسى عليه فى السبعينيات كان انسجاماً مع الحقيقة فهو لم يكن من ذلك النوع من المثقفين الذين تستأجرهم السلطة للدفاع عنها والإشادة بانجازاتها، بل كان صادقاً ومتوائماً مع ما كتب، وكانت هذه الاغنيات: (هى أغانى بنات بتجرى على الزراعية وليست أغانى حرب، وانما فن شعبى «المسئولية».

و«يا أهلا بالمعارك» و«صورة» لم يكن من الممكن أن توجد ما لم يحدث تزاوج بين الشعور الوطنى والاتجاهات الفنية والموقف السياسي) وهو ما اكد عليه جاهين فى أحد حواراته. ولأن ...» الإصابة جامدة مهياش حاجة صغيورة» كما قال مبررا تركه رئاسة تحرير مجلة « صباح الخير».

فقد كانت مناسبة أيضا لكى يخرج من صراعه بين تثوير اللغة مع مضمون تقليدى ، كسر جاهين كل الأطر لغة ومضمونا،  وسخر من الرموز ومما كان محل مدحه من قبل،. يكتب جاهين فى رباعياته: «يا طير يا عالى فى السما طز فيك»، وفى الأغنية الشهيرة «بانو بانو» يكتب: «وعرفنا  سيد الرجاله/ عرفنا عين الأعيان/ من بره شهامه وأصالة / تشوفه تقول أعظم إنسان/ إنما من جوه يا عينى عليه/ بياع ويبيع حتى والديه/ وأهو ده اللى اتعلمنا على ايديه/ القهر وقوة غليانه».

ومن هو سيد الرجالة الذى يقصده جاهين فى أغنيته؟ وكيف يعريه ويكشف عنه قناعه الزائف؟ وهكذا تبدو السياسة لدى جاهين فى مرحلة ما بعد الهزيمة: «شيكابيكا وبولوتيكا.. ومقالب أنتيكا ولا تزعل ولا تحزن.. أضحك برضة يا ويكا».

 


 وعندما وصل السادات  إلى رئاسة مصر وظن أنّ جاهين سيناصره، ولكنه فوجئ بأن «مفيش بينهم كيميا»، فقد كان صلاح لا يحب السادات، بل كان يعانده بكتابة قصيدة جديدة فى «الأهرام» كل عام فى ذكرى وفاة عبد الناصر «؛ مما أغضب «السادات» بشدة وجعله يرسل له واحدًا من رجال الحكم كان معروفًا بلباقته ليبلغه رسالة تقول «الرئيس بيقولك أنت مابتكتبش عنه ليه؟» وكان رد جاهين «والله أنا مش ترزي»!.


وفى تلك الفترة، بدأت حملة هجوم شديدة على عبد الناصر، ثم على جاهين. وتحت ضغط الهجوم، أعلن «ندمه» على أغنياته، لكن بعدما استعاد ثقته بنفسه، عاد ليؤكد: «لست نادماً على ما كتبته من أغانٍ للثورة. لقد أخطأت بما قلته عنها أخيراً. لكن لحسن الحظ لم يصدق الناس ما قلت».


دفاع جاهين عن نفسه أمام الهجوم القاسى عليه فى السبعينيات كان انسجاماً مع الحقيقة فهو لم يكن من ذلك النوع من المثقفين الذين تستأجرهم السلطة للدفاع عنها والإشادة بانجازاتها، بل كان صادقاً ومتوائماً مع ما كتب.

وكانت هذه الاغنيات: (هى أغانى بنات بتجرى على الزراعية وليست أغانى حرب، وانما فن شعبى «المسئولية» و«يا أهلا بالمعارك» و«صورة» لم يكن من الممكن أن توجد ما لم يحدث تزاوج بين الشعور الوطنى والاتجاهات الفنية والموقف السياسي) وهو ما أكد عليه جاهين فى أح د حواراته.


وفى أوراقه الخاصة يرسم جاهين السادات مرات عديدة، رسومات ساخرة، كما انه اختار رواية نجيب محفوظ «يوم قتل الزعيم» ليكتب بها السيناريو. فى إعداده للرواية يبدأ بجملة «كان قتل السادات ضروريا» ..كما أن بطلى السيناريو يلتقيان فى ضريح عبدالناصر.

كما يكتب نصا طويلا غير منشور وهمومه كرسام كاريكاتير. يكتب: «منذ بدأت اشتغل بالصحافة وأنا اسمى نفسى خادم سيدين أحدهما الصحفية التى أعمل بها هى والذين يسيطرون عليها تجاريا أو رقابيا. والسيد الآخر الذى اسعى الى إرضاءه وتلبية أوامره هو جمهور القراء أى الرأى اى الشعب.


وأنا لا مانع عندى من أن أخدم السلطة خصوصا إذا كانت سلطة دستورية لا مؤسسة بوليسية،وقد تحدث  أمور لا مناص فيها من أن أقرر هل أرضى السلطة فأغضب الشعب أو ارضى الشعب فأغضب السلطة؟ ثم اعود فأحمد الله على أن الباب الصحفى الذى أعمل فيه هو باب الكاريكاتيرالذى كثيرا ما يفلح فى إرضاء السيدين معا بطرق بهلوانية لا يعلمها الجن.


وسيظل هناك من يقول: إذا كنت لا ترضى عن هذا يا هذا فقدم استقالتك، ولتكن مسببة. ولهؤلاء أقول ما تصلوا بينا على النبى يا جدعان!
وهؤلاء لن يرضيهم إلا أن أمزق أوراقى وأكسر أقلامى وأكف عن الاشتغال بالفن .... أو أهاجر إلى أبعد مكان عن الشرق الأوسطَ»!
لن يهاجر جاهين ولكنه يلوذ بالفن نعبر تأسيس جزيرته الخاصة كاريكاتيريا وهى الاسم السرى لجزيرة نيوزيلاند التى أحلم بالهجرة إليه!      . 
الحكاية الثانية: 
سيناريو «يوم قتل الزعيم»

صورة وحيدة تجمع بين نجيب محفوظ وصلاح جاهين، أو هذا ما أمكن العثور عليه، ورغم ذلك فقد كانا صديقين لا يفترقان، كلاهما ينتمى إلى جماعة الحرافيش، ما يعنى أن هناك لقاء ثابتاً يلتقيان فيه كل خميس، كما جمعهما العمل المشرك فى السينما أو الإذاعة أو فى جريدة الأهرام. 


وكان جاهين بالنسبة لمحفوظ هو «النجم الثاقب»، وأحيانا « صاحب الألف موهبة وموهبة»، وأحيانا أخرى «الفنان الملهم». هذا ما تقوله الاهداءات التى كتبها صاحب نوبل على رواياته لجاهين، واحتفظت بها سامية جاهين فى صندوق خاص فى غرفة المكتبة.

اهداءات تتجاوز مجرد التعبير عن «التقدير والاحترام». كما كان محفوظ بالنسبة لجاهين هو «الأخ الأكبر والصديق الحبيب» كما كتب يهديه ديوانه « الرباعيات» وقت صدوره. 


وعلى روايته «الحرافيش» كتب محفوظ إلى جاهين: «تحيات مباركات بعدد مواهبك المتنوعة»... وقد كرر محفوظ الإهداء أيضا بتصرف بسيط على مجموعة» الحب فوق هضبة الهرم»: « تحيات بعدد مواهبه المتعددة».


وكان جاهين واحدا من شلة الحرافيش بل من المؤسسين الأوائل، اصطحبه توفيق صالح معه ذات مرة، ومن يومها أصبح عضوا مؤسسا.. وحسب نجيب محفوظ: «منذ تلك الليلة دخل قلوبنا مباشرة، لدرجة تصورت معها أننى أعرفه قبل ان أعرفه شخصيا، كان فى ذلك الوقت يضج بالمرح والحيوية».

وعندما تحولت الحرافيش إلى مسلسل إذاعى من إخراج فتح الله الصفتى. كتب صلاح جاهين أغنيات المسلسل التى لحنها وغناها سيد مكاوى. ويمكن اعتبار كلماته تلخيصاً للرؤية العامة التى انشغل بها نجيب محفوظ فى معظم رواياته..البشر صنفين: فتوات وحرافيش. كتب جاهين: 
الخلق صنفين/ وتالتهم يا حسرة مافيش
صنف ابن شياطين/ فتوة يعيش بالتهبيش
وصنف غلبان يا عينى/ وماشى جنب الحيط
وهما دول اللى بيسموهم الحرافيش
الكورال: الحرافيش شغالة/ الحرافيش عتالة/ الحرافيش رجالة 
ربك خلقنا ملوك/ وخلق لنا الحرافيش
لم تكن كتابة الأغنيات هى الشىء الوحيد الذى أسهم به جاهين فى أعمال مأخوذة عن محفوظ، بل امتدت التقاطعات بينهم لمجالات فنية متنوعة، شارك جاهين فى التمثيل بدور محدود فى «اللص والكلاب» لمحفوظ، كما اختار إحدى قصص «المرايا» لتحويلها إلى فيلم سينمائى بعنوان «أميرة حبى أنا» حقق نجاحا باهرا عند عرضه.

وقد أهدى محفوظ «المرايا» إلى جاهين باعتباره: «الأخ المحبوب الفنان الكبير». وتتعدد الاهداءات وتتوالى. يكتب محفوظ على «أفراح القبة»: «الفنان العبقرى صلاح جاهين حبا وإعجابا بالنجم الثاقب»، وعلى «دنيا الله» يكتب: «إلى الفنان الملهم صلاح جاهين.. رمز مودة وإعجاب ومودة».. وعلى «الشيطان يعظ»: أخى الفنان صلاح جاهين..مع حبى العميق وإعجابى القديم المتجدد أبدا».على «حضرة المحترم»: « الفنان صلاح جاهين، حبا وإعجابا بلا حدود». 


ويكتب على «الكرنك»: «إلى صلاح جاهين.. ألف تحية وتحية لألف موهبة وموهبة».. وللكرنك أيضا حكاية.، فقد نشرت الصحافة وقتها أن صلاح جاهين عمل مستشارا فنيا للفيلم الذى كتب السيناريو له ممدوح الليثى.

ولكن منذ عدة سنوات فجر مخرج الفيلم على بدرخان المفاجأة بأن كاتب السيناريو الحقيقى للفيلم هو صلاح جاهين، وان الليثى لا علاقة له بالفيلم. وقد حكت جانجاه أن شقيقتها سعاد حسنى رفضت المشاركة فى الفيلم بعد أن قرأت السيناريو الذى أعده الليثى، بسبب ما به من ثغرات.

وأصرت أن يذهب السيناريو إلى صلاح جاهين ليعيد مُعالجته وتلافى الثغرات به، فأعاد كتابته كلية، ورفض أن يضع اسمه عليه، رغم إلحاح سعاد عليه فى ذلك. لم يتبرأ جاهين من الفيلم الذى كان أعنف وثيقة سينمائية تنتقد عصر عبدالناصر.


وعندما قرأ محفوظ تفاصيل الرحيل المأساوى لجاهين، قرر أن يكتب عنه فى روايته «قشتمر». ولم يكن طاهر عبيد الرملاوى أحد أبطال الرواية سوى جاهين نفسه مع تصرف فنى بالطبع: « من بين أفراد مجموعتنا الفانية يبزغ طاهر عبيد الرملاوى كالقمر فى تألقه.

وينطلق فى طريق النجاح كالشهاب، وعى من أول يوم إلى المشاركة فى تحرير مجلة الثورة، وبهزيمة 67 يحزن أكثر مما يحزن الزعيم نفسه، ولما مات الزعيم حزن طاهر عليه أكثر مما حزن الزعيم على نفسه».

يقول محفوظ أنه حاول أن يخفى ملامحه الشخصية: «توصلت فى النهاية إلى أن أكتب رواية عن شخصية صلاح جاهين، على أن أعدل وأغير فى ملامحها حتى لا يتعرف عليها القراء، وعبرت فيها عن مأساة هذا الرجل».


ويشترك محفوظ وجاهين فى كونهما يحبان اللعب الحر، اللعب بالمفهوم الفني،وعندما تولى فتحى غانم رئاسة تحرير مجلة «صباح الخير» خلفا لأحمد بهاء الدين، طلب منه جاهين مساحة حرة، محررة ينشر من خلالها مجلة خاصة به، هو رئيس تحريرها، ومحررها الأوحد.

وافق غانم فنشر جاهين مجلة «الأفكار» من ثمانى صفحات.. مجلة لا علاقة لها بصباح الخير، وإن كانت توزع معها، وحسب وصفه لها جريدة عادية هدفها الإعلانات..ولها خمسة قراء.. ذكر الحروف الأولى من أسمائهم، وجميعهم من «المعذبين».


فى عام 1961 أسس جاهين مجلة أخرى من مجلات العدد الواحد، اختار لها هذه المرة اسم «الجنون»، المجلة فنية نصف قرنية، جاهين هو رئيس التخريف لها...ومع كل عدد ثمة هدية «فطير مشلتت» يطلب من البائع.

ولم يستمر جاهين طويلا فى صباح الخير انتقل فى عام 1963 إلى الأهرام، ليمارس بعض ألعابه هناك.. ولكن استمر تقليد المجلة المحررة...فى عام 1965 صدرت مجلة «الزفة» بمناسبة فصل الربيع، مجلة جريئة تصدر مرة كل عام.. ورئيس التحرير «واحد بياخد 100 جنيه.

ويحصل مدير تحريرها على أقل من رئيس التحرير»، شارك فى رسم المجلة عدة رسامين من بينهم إيهاب شاكر، ورءوف، وشارك فى تحرير المجلة عدة محررين.. واستعانت المجلة بكتاب من الخارج كان من بينهم نجيب محفوظ، وهو أيضا عاشق للعب الحر، لم يتخل عنه منذ بدأ الكتابة، كتب فى «الزفة» قصة قصيرة بعنوان «السمان والخريف والربيع».


القصة غريبة عن عوالم محفوظ، بطلاها الفقيران يتصارعان على عقب سجاير، يذهب فى النهاية الى الشويش عوكل. لا تخلو القصة على بساطتها من أسئلة محفوظ الفلسفية حول الوجود والإرادة. وفى الأوراق الخاصة لجاهين نعثر على مخطط تحويل رواية يوم قتل الزعيم الى فيلم سينمائي، لكن لم يتم تنفيذه.

اقرأ ايضًا | صلاح جاهين.. أوراق قديمة منسية

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة