كالفينو
كالفينو


أحمد الزناتى يكتب: إيتالو كالفينو.. عن العالم المكتوب والعالم غير المكتوب

أخبار الأدب

السبت، 04 فبراير 2023 - 01:45 م

يلفت نظر القاريء هنا سعة فضول كالفينو المعرفي، وهى السمة الجوهرية لأى كاتب فى ظنى.

بحسب مقدمة الكتاب التى كتبتها المترجمة «أن جولدستاين» يقدّم إلينا هذا العمل الفريد نظرة ثاقبة حول رؤية كالفينو للأدب، القراءة وتفسير الأعمال الأدبية، كما يقدّم إلينا إطلالة واسعة على ثقافة كالفينو واستبصاراته العميقة للأدب والفن والحياة. العمل مُقسّم إلى مقالات ومقابلات ورسائل ومحاضرات، لعل أكثرها إسهابًا هى النصوص المتعلقة بالقراءة والكتابة والترجمة، وثمة مقالات عن عالم النشر والعلم والأنثروبولوجيا.

والحقيقة أنى أرى كتابات كالفينو غير القصصية (غير السردية) لا تقل جمالًا وقوة عن أعماله القصصية. شخصيًا لم ألتزم قراءة فصول الكتاب بحسب ترتيبها، وإنما تجوّلتُ بين الصفحات بحسب ما يقودنى هواي؛ لذا سأحاول إضاءة بعضِ أفكاره فى السطور التالية وتقديم فقرات لفتت انتباهي، لما قد تحمله من فائدة للمهتمين بالكتابة الإبداعية. 


وفى فصل يحمل عنوان إجابات عن تسعة أسئلة حول فن الرواية، يقول كالفينو عن كُتّابه المفضّلين وسبب تفضيله إياهم: «أوثِر ستندال على الجميع، لأنه الوحيد الذى تجد عنده التوتر الأخلاقى الفردى والتوتر التاريخى وقوة الحياة فى لُحمة واحدة.

وتجدَ عنده توترًا روائيًا خطيًا. وأحب بوشكين لأنه يجسد الوضوح والسخرية والجدية. وأحب تشيخوف لأنه لا يذهب أبعد مما قرر الذهاب إليه [ملاحظة عجيبة!]. وأحب كونراد لأنه يبحر فى الهاوية ولا يغوص فيها.

وأحب تولستوى لأنى أحيانًا أكون على وشك فهم ما يفعله، لكنى لا أفهم. وأحب دوستويفسكى لأنه يشوّه مظهر الأشياء تشويهًا متماسكًا، مفعمًا بالغضب، خاليًا من روح الاعتدال. وأحب تشيستيرتون لأنه أراد أن يكون فولتير الكاثوليكي.

وأردتُ أنا أن أكون تشيستيرتون الشيوعي. وأحب جين أوستن لأنى لم أقرأ لها شيئًا قط، لكنى سعيد بوجودها. وأحب مانسفيلد «كاترين» لأنها ذكية. وأحب فيتزجيرالد لأنه غير راضٍ. وأحب كافكا لأنه كاتب واقعى أسأل: هل هو من القلائل الذين فطنوا إلى هذا الجانب الأصيل عند كافكا؟».


ويلفت نظر القاريء هنا سعة فضول كالفينو المعرفي، وهى السمة الجوهرية لأى كاتب فى ظني. حيث لا يكتفى الرجل بقراءة الروايات والقصص وحسب، أو التعريف بروايات «أصحابه على القهوة» فقط، فتراه ينبش فى أعمال كلود ليفى شتراوس فى الأنثروبولوجيا تارة.

 

 

 

وينتقل ليتكلم عن كتب علمية وتاريخية تارة، ويعرج على أساطير الملك آرثر تارة ثالثة، ثم يقارب فكرة علاقة المجتمعات الصناعية بعالم الأدب والحضارة وكأنه مؤرخ حضاري، وكل ذلك فى عبارات قصيرة وفقرات مكثفة تنمّ عن ثقافة رفيعة، الكتاب صادر للتوّ، ولا أحب إفساد متعة القاريء المُتطلع إلى قراءته كاملًا أو المهتم بترجمته، لذا سأترجم فقرات قصيرة وقع عليها اختياري، لا بترتيب ورودها، ولكن وَفق ذوقى الشخصي. 


وفى فصل بعنوان مصائر الرواية يقول كالفينو:
«لا يمكننا استعمال مصطلحات متقابلة لوصف وضع الأدب الخيالى مثلما يمكننا أن نفعل مع طرائق التعبير الأخرى. فنتكلّم عن الراوى الموضوعى والراوى الذاتي، ونتكلم عن الراوى المُنقّب عميقًا والراوى المتوسل بالرموز شطحَ ذهنى وفكّرتُ فى ترجمة هذين المصطلحين بكاتب العبارة وكاتب الإشارة استلهامًا من ابن عربي!.

والراوى المنقاد وراء فطرته والراوى المُدقّق فى كل كلمة، إلا أن هذه المصطلحات لا تعرِّف شيئًا ولا أحدًا. إذ لا يمكن تصنيف الكُتاب البارعين داخل فئة بعينها، وإنما داخل منطقة بينية تضم فئتين على الأقل. لكل عمل طـريقه.

والمدارس الأدبية لا وجود لها إلا على الهوامش المُتوهمة. ذلك أن الأدب الخيالى هو أكثر طرائق التعبير مرورًا بالأزمات مرات عديدة، وكان كذلك منذ أمد بعيد، كما أن الأنفاس تـدبّ فى جسده أكثر من أية وسيلة تعبير أخرى.

وبالتالى يمكنه العيش إلى أجل غير مسمى. قلنا فى وقت من الأوقات: لا، فالأدب الخيالى ليس فى أزمة وسنـثـبت لك ذلك. كان هذا فى فترة ما بعد الحرب، وبدا لنا كما لو أنَّ ثمة محركا دائرا فى داخلنا. صحيح أننا رأينا مسببات أزمة الأدب الخيالي.

ولكنا اعتقدنا أنها لا تعنينا فى شيء. بل إننى زعمت أن الرواية لن تموت، لكنى كنت عاجزًا عن بلورة موقف متماسك. وكان كل ذلك صحيحًا بما فى ذلك ارتكاب الأخطاء، وأسفر هذا الموقف عن أشياء عديدة جيدة، لكنها لم تخلق حضارة أدبية جديدة.

أما اليوم، ونحن نريد إقناع أنفسنا بقدرة الرواية على البقاء أبـد الدهر، نحتاج إلى قراءة لوكاتش «جورج»، لنترك أنفسنا للاستغراق فى غمرة الإيمان التقليدى بالأجناس الأدبية، وبحسّه الواضح بفن الملحمة.

ولأننا غادرنا القرن التاسع عـشر فإننا نجد مُثله الجمالية العليا مُـغـبشّة بطبقة رقيقة من الصدأ؛ إذ لا نرى فيه أثرًا من الفوران والعَجَلة التى تموج بها حياتنا. بل الأحرى، أن ردّ الفعل أو المعيار المثالى لتقييم ملحمة العصر الحديث ليست الرواية المتطوّرة، بل الأسلوب الغنائى المُمِّيز للرواية القصيرة.

أو النوفيلا الخام ذات الطابع الصحافي على النحو الذى برع فيها هيمنجواي. سيعترض أحدهم قائلًا: ولكن هناك توماس مان. نعم. صحيح أنه فهم كل شيء عن العالم أو كاد، لكنه كان متكئًا على الدرابزين الأخيرة للقرن التاسع عشر.

وأما نحن فننظر إلى العالم بينما نسقط فى بئر السُلّم.كان علينا كتابة قصص من نوعية قصة فوكنر «الشيخ»، وهى قصة محكوم عليه بالسجن فى أثناء الفيضان الذى ضرب ولاية ميسيسيبي. كُتبت هذه القصة سنة 1939 فيما أعتقد.

لكنى لم أقرؤها إلا هذه السنة بعد ظهور ترجمتها إلى الإيطالية (بترجمة عذبة أنجزها أحد أصدقائي)، ومذ قرأتها أدركت أننا إما أن نكتبُ مثل هذه الكتابة أو ستتحول الكتابة الخيالية إلى فن ثانوي». 


ومن ورقة بحثية ألقيت فى معهد العلوم الإنسانية فى 30 مارس 1983 يتكلم كالفينو عن الفرق بين العالم المكتوب والعالم غير المكتوب بقوله:
«أنتمى إلى ذلك الجزء من البشر – وهم إن كانوا أقلية على مستوى الكوكب، لكنهم أغلبية بين جمهوري- الذى يقضى قسطًا كبيرًا من ساعات اليقظة فى عالم خاص، فى عالم مكون من خطوط أفقية حيث تتبع الكلمات بعضها البعض، كلمة تلو الأخرى.

وحيث تشغل كل جملة وكل فقرة مكانها المحدد، عالم شديد الثراء، بل ربما يكون أشدَّ ثراء من العالم غير المكتوب، لكنه يستلزم منى التكيّفُ لأموضع نفسى داخله. وعندما أغادر العالم المكتوب لأجد محلّى فى العالم الآخر.

والذى نُطلق عليه فى العادة العالَم المكوّن من ثلاثة أبعاد وخمس حواسٍ، والمسكون بمليارات الأفراد من بنى جنسنا، أقول حالما أغادره أتلقى فى كل مرة صدمةً لا تقل عن صدمة الولادة، مهمة الكاتب هى إلباس مجموعة من الأحاسيس المشوّشة رداء الواقع المعقول، واختيار استراتيجية لمواجهة ما هو غير متوقّع من دون أن نخضع للدمار.


وأعتقد أن الأمور سارت فى شبابى على هذا النحو. لكنى حينذاك كنت مسكونًا بوهم أنَّ العالمَ المكتوب ينير العالم غير المكتوب والعكس بالعكس، وأن تجارب الحياة تتكامل مع تجارب القراءة بشكل أو بآخر، وأنّ كل خطوة أخطوها إلى الأمام فى مجال متوافقة مع خطوة فى المجال الأخر.

وفى مقدورى اليوم القول إنى أعرف عن العالم المكتوب أكثر مما كنت أعرفه من قبل. صحيح أن التجربة ممكنة دائمًا داخل عالم الكتب، لكن نطاقها لا يتجاوز الهامش الفارغ للصفحة. بدلًا من ذلك فإن ما يحدث فى العالم لا يتوقف أبدًا عن إدهاشي، ولا يتوقف عن إفزاعى وإرباكي.

طرأت على حياتى عديد من التغييرات، على مستوى العالم الواسع وعلى مستوى المجتمع وعلى الصعيد الشخصي، لكنى برغم ذلك غير قادر على التنبؤ بأى شيء، سواء بالنسبة لنفسى أو لمن أعرفهم، ناهيك بشيء متصل بمستقبل الجنس البشري».

.
«أستريح لفكرة أن الأدب طالما كان موضع فهم أكثر من غيره من الفروع الأخرى، لكن هذا يذكرنى بأن القدماء وجدوا فى فنون الأدب مدرسة للحكمة، بيد أنى أدرك أن كل فكرة عن الحكمة إنما هى فكرة بعيدة المنال فى عالم اليوم.

ربما يراودكَ سؤال ها هنا: ما دمتَ تقول بأن عالمك الحقيقى هو عالم الصفحة المكتوبة، وما دمتَ تجد راحتكَ فى هذا العالم وحده، فلماذا تريد تركـه إذن؟ ولماذا تُــقْدِم على خوض غمار هذا العالم الشاسع الذى تعجز عن إحكام السيطرة عليه؟ الجواب بسيط: لكى أكتب. لأننى كاتب.

ويُنتظر منى أن أجيل النظر فيما حولي، وأن ألتقط الصور السريعة لما يجري، ثم أعود لأنكفىء فوق مكتبى وأستأنف العمل؛ فكيما أعيد تشغيل مصنع الكلمات الذى أديره، ينبغى لى الحصول على وقود جديد من آبار العالم غير المكتوب». 

ومن بين الفقرات التى استرعت انتباهى فصل قصير عن الشخوص الروائية وطرائق الكُتاب فى اختيار الأسماء، وهى مسـألة طالما شغلتنى وأنا أكتب، بل ربما أسفرت عن توقّف أعمال سردية بسبب فشلى فى الوقوع على اسم موحٍ ودال عن طبيعة الشخصية.

قرأت مرة عند كاتب (أميركي..بريطاني؟ لا أذكر) أن دليل التليفون أفضل مصدر لاختيار الأسماء. طبعًا لا وجود لدليل التليفونات الآن، حتى أسماء المواليد اليوم صارت نسخًا كربونية من باب التقليد الاجتماعي، فقررت تأمل يافطات الأطباء القدَامى المغمورة بالتراب.

والتى تغص بها عمارات الأطباء فى باب اللوق ومصر الجديدة. لِبعض الأسماء طاقات متفجرة، وكأنها مسكونة بقدرة على خلق رواية كاملة. 
منذ سنوات وأنا أحاول كتابة عمل سردي، احترت من أين أبدأ؟ قلت فى نفسي: لنفرض أنّ اسمه تيتوريللى والاسم هنا لا علاقة له برسام مغمور. ولنفرض أيضاً أنه قاريء جيّد لكيسنجر وحسنين هيكل، وأنه مُغرم بسماع عايدة الشاعر ونصر الدين طوبار والتهام المشبك الدمياطى وزيارة بورديلات هامبورج.

وأن قلبه يذوب لرؤية أفخاذ البيضاوات الريانات الثخينة المصبوبة، وأنه مدمن اقتناء سيارات الـ «أودي» فى أسطول مهيب يطوّق القاهرة الكبرى، وأنه يطعم قطط الزمالك سوشى فاخر وزبادى يونانى مكتفياً لنفسه بكسرة خبز يابس، وأنه يبكى ليلًا وهو يقرأ من سورة النجم (وَأَنَّ عليه النشأة الأخرى)، طامعًا أن يكون رجلًا آخر فى النشأة الأخرى، وهو تأويل مفرط.


وأخفَى مما يخفى الليل، وفى لغة العرب شيطان الحَـماط وداهية الغَبر، لكن قعدته حلوة ودمه خفيف ابن القديمة. يـجتـر الشـر لتسلية أصدقائه وتزجية الأوقات وتيسير مرور الزمن. حنا آرندت كانت ترى أن الشر ينبع من عجز الإنسان عن التفكير بشكل سليم ومن افتقاره إلى الضمير والوعي.

فقالت: تفاهة الشر. وهو تفسير متواضع من أكاديمية درجة أولى وفيلسوفة درجة ثانية. عمّك يونج بيقول: لا تحكم على ما لا تعلم، فإن كنت تعرف ما تفعل فطوبى لك، وإن لم تكن تعرف ما تفعل فأنت ملعون. هناك أشياء كثيرة بين السماء والأرض يا حاجة تفوق حُلم فلسفتك.

وكان تيتوريللى يعرف جيداً ما يفعل. Sine qua non. ينفّذ إرادة السماء. مُلك ومنظمه صاحبه. لكن تيتوريللي، الذى هو واحد ولا أحد بعينه ومئة ألف بعينهم، يجوز ترويضه لو استُـدرج إلى قـلب متاهة روائية.

فلو نجح فى الخروج فهذا مكر ثعلب عضّه الدهر، ولو فشل فى الخروج فدليل على أن دماغه أهون شـراً ممن استدرجه إلى الدخول. «لأّن الانسان أيضًا لا يعرف وقته كالاسماك التى تؤخذ بشبكة مهلكة و كالعصافير التى تؤخذ بالشرك كذلك تقتنص بنو البشر فى وقت شر إذ يقع عليهم بغتة» (سفر جامعة 12:9). 


وساعدتنى فقرة فى كتاب كالفينو على اختيار اسم دالٍ بما فيه الكفاية، بل ربما يغنى عن كتابة العمل أصلًا، حيث يقول كالفينو عن الشخوص الروائية وأسمائها:
«من وجهة نظرى تحتل أسماء الشخوص الروائية أهمية قصوى. فعندما أشرع فى الكتابة وأقترب من تمهيد الطريق أمام شخصية روائية، وفى ذهنى فكرة واضحة عن شكل هذه الشخصية، أتوقّف عن الكتابة لأبدأ فى عملية البحث، حتى ولو لنصف ساعة.

ولا أستطيع مواصلة الكتابة حتى أعثر على اسم يناسبها ويليق بوصف الشخصية، الاسم الوحيد اللائق بوصف الشخصية. وهكذا يُمكن كتابة تاريخ الأدب (أو على الأقل تاريخ الذوق الأدبي) تأسيسًا على أسماء الشخوص الروائية.

ولو اقتصرنا على الكُتاب الإيطاليين المعاصرين لأمكننا التمييز بين اتجاهين رئيسين: أما الاتجاه الأول فأسماء تحمل أقلّ قدر من الحمولة الدلالية قدر الإمكان على نحو لا تخلق فيه أى عائق بينها وبين القاريء؛ أسماء شائعة، أسماء معمودية قابلة للتبديل مثلها كمثل أرقامٍ وظيفتها التمييز بين شخصية روائية وأخرى.

وأما الاتجاه الثانى فأسماء تنطوى على قوة إيحائية حتى وإن لم يكن لها معنى محدد، نوع من التعريف الصوتى لملامح شخوصها الروائية.

وبمجرد إلحاق الاسم بالشخصية، يتعذّر فصل الاثنين عن بعضهما فيصيران ماءً واحدًا. من السهولة بمكان تصنيف السواد الأعظم من كُتابنا المعاصرين فى إحدى الفئتين أو فى نظام جامع بين هذا وذاك. أما عني.

وعلى نحو بسيط للغاية، فأرانى من أنصار الاتجاه الثاني؛ صحيح أننى على معرفة تامة بأن الأمر لا يخلو من خطورة دائمة من الوقوع فى فخ الحذلقة والذوق الرديء والجروتيسكية الآلية، لكن الأسماء عنصر لا يختلف عن غيره من العناصر التى درَجْنا على تسميتها «أسلوب» السـرد، ولا يجب اختيارها بمعزل عن بقية العناصر ولا تقييمها بعيدًا عن نجاح بقية العناصر.

ربّ معترض يقول: ولكن أسماء البشر تُختار عشوائيًا، ومن ثم ينبغى أن تُختار أسماء شخوص الروايات اختيارًا عشوائيًا كيما تنسجم مع الواقع. لكن فى ظنى أن الأسماء غير المشحونة بشحنة حماسية تبقى أسماء مجردة؛ ذلك أن المرء على أرض الواقع دائمًا ما يصادف علاقة غامضة، غير ملموسة.

وفى بعض الأحيان يصادف علاقة متناقضة بين الاسم وحامله، على نحو يكون فيه جوهر الإنسان مكونًا من ذاته مضافًا إليها اسمه، وهو اسم يكون المرء بلا قيمة من دونه، بينما يكتسب المرء قيمة خاصة ما دام مرتبطًا بهذا الاسم. وهذه هى العلاقة التى ينبغى للكاتب أن يخلقها فى شخوصه الروائية».


يبدو أنّ العقل المُبدع مجبول دائمًا على الوصول إلى نهايات واحدة. وجدت مرة عند جمال الغيطانى جُملة فى دفاتر التدوين (ج 6- إشارات الرنّ) تقول: من لا اسم له، لا حضور له. وعند خوسيه ساراماجو فى رواية كل الأسماء يبدو أن أرشيف المحفوظات الذى يضمّ أسماء الناس وملفاتهم هو مركز الكون.

لا يستحيى كافكا أن يسمّى كا ويوزيف كا، لأن كل ما يكتبه واقعى كما أدرك كالفينو بذكاء، حتى وإن حاول الإيحاء بالعكس.
 

اقرأ ايضاً | بين توجُّه الحكومة وغياب النقد الموضوعى.. الفن التشكيلى الأردنى خلال عقدين


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة