الإثنين، 20 فبراير 2023 - 06:39 م

حتى الآن.. كانت الصين تتخذ موقفاً حذراً فى حرب أوكرانيا.. ورغم العلاقات الودية بينها وبين روسيا ورفضها الالتزام بالعقوبات التى فرضتها  دول الغرب على روسيا، إلا أنها كانت حريصة على عدم الانجرار فى الصراع والابقاء على علاقاتها (خاصة الاقتصادية) مع الغرب.

وحتى بعد تصنيف أمريكا للصين فى استراتيجيتها المعلن عنها بأنها الخطر الرئيسى عليها، وسير الأوربيين - بضغط أمريكا - فى نفس الاتجاه.. فإن الصين حافظت على المسافة بين موقفها والموقف الروسى، وسعت للإبقاء على علاقاتها الاقتصادية الواسعة مع الغرب. وفى كل تحركاتها كانت الصين تبدو كأكبر المستفيدين من عدم التورط فى الحرب. تضاعفت وارداتها من النفظ والغاز من روسيا بأسعار تفضيلية وكان ذلك تعويضاً عن توقف استيراد أوروبا للغاز الروسي، ورغم العقوبات فى العلاقات مع أمريكا خلال العام الماضي فقد بقيت بكين متمسكة بموقفها البراجماتى لحد كبير.

الآن ، وبشكل مفاجئ يصبح موقف الصين من الحرب موضع جدل خطير. وزير الخارجية الأمريكى «بلينكن» التقى نظيره الصينى «وانج چى» على هامش مؤتمر ميونخ للأمن، وخرج ليدلى بعدة تصريحات تركز على أن «الصين تدرس الآن توفير دعم فتاك لموسكو يراوح بين الذخيرة والأسلحة» وأنه حذر نظيره الصينى من عواقب ذلك. وتبع ذلك تحذير آخر من مسئول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى «بوريل» من أن تزويد الصين لروسيا بالأسلحة هو خط أحمر بالنسبة لأوروبا.

ولم يتأخر رد الخارجية الصينية التى قالت «إن الولايات المتحدة هى التى ترسل الأسلحة بلا توقف وليست الصين التى تلعب دوراً بناء من أجل السلام وتعزيز الحوار».. ويبقى التساؤل: هل هو مجرد خطوة استباقية لقطع الطريق على أى خطوة فى هذا الاتجاه؟ وهل يستند ذلك إلى أى معلومات عن طلب روسى تبحثه بكين، أو عن صفقات فى هذا الصدد بين روسيا ودول ترتبط بعلاقات وثيقة مع الصين؟

المؤكد أن الصين لا تريد أن تكون شريكاً فى هذه الحرب لكنها حريصة على علاقاتها بروسيا. والمؤكد أيضا أن استراتيجية أمريكا مازالت تستند إلى تفادى مواجهة روسيا والصين معاً.
يبدو أن الجميع يستعد لربيع أوكرانى حاسم. الكل يحشد أوراقه وأسلحته، ويريد أن يطمئن إلى أن الأوضاع ستكون تحت السيطرة.. وهو أمر صعب فى حرب يعرف الكل أن أحداً لن ينتصر فيها، وأن الجميع خاسرون!!