الأربعاء، 22 فبراير 2023 - 09:08 م

الأفلام الوثائقية أصبحت تشكل ثقافة المشاهد، ولدينا من الإمكانيات ما يؤهلنا لأن نساهم مساهمة إيجابية فى تلبية احتياج المشاهد وتعميق ثقافته..

لا يكفى أن نشكو وأن نندد بالغزو الثقافى، بل علينا أن نؤسس لمنبرنا المستقل وقد فعلنا بحمد الله ونجحنا، لكن الاستمرار على القمة قد يكون أصعب من الوصول إليها.

لذلك فإن التميز الذى نسعى إليه يجب أن يعتمد على كوادرنا الفنية والثقافية والتاريخية، وقدراتنا الذاتية، فليس غير المصداقية عونا لنا، اذ أن زمن الأخبار والمعلومات الموجهة قد انقضى.

والمنافسة شديدة تحتم علينا أن نهتم بالمعايير المهنية وأن نجعل لها الأولوية فى عملنا.
علينا أن نعتمد على قاعدة واسعة من المعلقين والخبراء الذين يساعدون المشاهد فى فك ألغاز وتعقيدات الأحداث والوقائع التى تجرى على المشهد العالمى والإقليمى والوطنى.

قناة الوثائقية التى انطلقت بنجاح واضح ومؤكد لديها رصيد ضخم من وثائق الاحداث التاريخية تستطيع أن تغذى بها عقل وفكر المشاهد وأن تقدم له متعة ثقافية تمتد عمقا من التاريخ الفرعونى إلى الفترة البطلمية ثم التاريخ الإسلامى وصولا إلى مصر الجديدة بكل كفاحها من أجل تأسيس أول دستور فى العالم العربى وهو دستور ١٩٢٣ الذى تحل ذكراه المئوية، هذا العام والذى تمثل ولادته دراما تاريخية..

لكل ذلك كان حرص الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية وخبرائها أن تخرج قناة الوثائقية بهذا الشكل والمضمون الذى يحقق وعيا حقيقيا مستنيرا للمواطن والمشاهد على السواء.

اتمنى من القناة الوثائقية ان تنقب وأن تنبش فيما لدينا من صناع التاريخ ولدينا كوكبة من العلماء والباحثين ولدينا رواد ممن اسهموا بقوة فى تشكيل العقل العربى عموما والمصرى خصوصا.

لذلك أتمنى أن تسرع الوثائقية فى إنعاش الذاكرة القومية فى تقديم الوجه الحضارى لمصر، وأنا أعلم أن تلك مهمة قد تكون ثقيلة ولكن ثقتى فى القائمين على أمر القناة عالية. متمنيا لهم جميعا دوام التوفيق والنجاح فى مهمتهم الحضارية.