اللوحات للفنان: مصطفى رحمه
اللوحات للفنان: مصطفى رحمه


محمد فرغلي يكتب: قصيدتان

أخبار الأدب

السبت، 25 فبراير 2023 - 12:00 م

حزن من 2005 
يتسمع فكري وخيالي كالموسيقى التصويرية 
كل موقف كنت فيه
له إيقاعه له آلاته 
إنه نوتة هتبقى لايقة ع اللى مش عايز حياته؟
قلبه صامت زى جرح بدون أنين 
زى ماضى بدون حنين 
دفنة ماشية بدون صويت 
أو جفاف الأبجدية

زى ما تكون المشاعر دانة فاسدة 
لما ردت بين ضلوعى ماتوا أطفال القضية 
لما كان لى عين بتبكي.. كنت انقّط 
زى حنفيتنا لما وشها ما لمسش ابويا
خدى لما عياطى ينشف.. زى حيط متطرطشة على جلده بوية 
والدى عاش علشانى يبقى أحسبه نال الشهادة
روحه وقعت تحت منُّه فالملايكة قوّموها ما نزعوهاش
ليه يقولوا بإن موته كان بأسبابه العادية؟
حضنه قام مـ الرقدة جوّا القبر
 لمّا.. شافنى محنى فى الجنازة بالدموع المحجرية

الزمن نقّاش ضلالى 
فى المون والمصنعية 
خدنى وش 
ولم يلقّط حفرة الحزن اللى فيّا 
عضمى طوب أحمر.. وباين إن فيه كام طوبة نيّة 
وشى كرمش.. زى عيب فى خياطة بوّظ لبس عيد الإنسانية
كان ساعتها الترزى سارح 
عِتّة واكلة قماش حياته 
والمواجع خاربة عينه المجهرية 
صبح أول يوم دراسة.. وابنه فى الحدوتة نايم
بالكفن مش بالبجامة 
بُقُّه بير مردوم 
ودمعه اتبكى فى الزمزمية 
مش هيرجع نور فى روحه الناشفة
مهما.. يرموا على وشه الهدوم المدرسية 
والعلم مبلول قماشه فى الطابور
لما بص لتحت عيّط واستحى مـ الرفرفة
كفُّه غايبة عن التحيّة 


شكلي بعدك زي صورتي في البطاقة 
مطفى كالخبر القديم 
في الجريدة الأرشيفية
زي نكتة في الوصية 
زي ترجمة مش صحيحة لفعل ميت 
في المعاجم أو في السينما الأجنبية
كنت وحدى يوم بلوغى (بدون ابويا أو عمام)
واللى كان بيشوفنى يترحم عليك
نفسى كان يغلط يقول لي: بلّغ الحج السلام
اللى صارت جملة أغرب م الحكاوى الأسطورية
قلبى بعدك لسا قاصر مهما يكبر
أرَضة واكلة الاسم كامل إلا إسمى 
ميتين شايلين لى جسمى 
يُتمى مش قادر يحمّل ضهرى ربع المسؤولية
يا ترى فصّلت حزنى ولا حزنى كان مفصّل عمرى بيّا؟
السؤال ما رحمش قلبى من وساوسه الفلسفية
زى جثة لحمها خنق الرصاصة.. الملايكة يسجلوا مين الضحية؟
أستيكة
مَسَحت جميع الأربعين معاناة
وسابت لى توأم خوفى فى المحاكاة
كان نص فولة صحيح مقسومة قدامى
لكنه نص حياة 
توهة وسراب التقوا فى ضلمة المشكاة 
الرعشة محتلة أطرافى من على بعد 
ما بقاش يحوّق فوق ذواتى الجلد 
وضلوعى حاصروا الآمنين فى القلب 
وانقلبوا ضدى غزاة 
وملامحى واخدة العزا 
من غير بكا ووفاة 
وروحى غار فى الجبل.. وما فيش نبى جواه 
فاته نزول الوحى 
والخلوة والمناجاة 
أو ربما مدنة 
غشتها لعبة حرب 
قناص يقش مؤذن 
رصاص ينادى الموت بدل الندا لصلاة 
والآه بداية كون 
لما انفجر مسجون 
شكّل حياة الناس بالقهر مش برضاه
زنزانة عايشة عمرها المساجين
بيمروا فيها كالزمن فيهم
أول سجين كان وردة من غير لون 
آخر سجين كان انفجار الكون
والموت بيعتق كل فترة حياة
متحفجى عارض ميتين بالغصب 
لامم تفاصيل كل موت إلاه 
ماسح سطور الجنتين م الوقت 
وساب (لماذا) فى الكتاب مُلغاة 
واحنا المعاول اتفعل بينا 
وأما ارتقينا صرنا عجز أداة.

اقرأ ايضاً | وليد علاء الدين يكتب: تجليات الذات الساردة

نقلا عن مجلة الأدب: 

2023-2-25

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة