الإثنين، 27 فبراير 2023 - 06:24 م

ما كان لاجتماع «العقبة» أول أمس أن ينعقد إلا لإدراك كل الأطراف المسئولة أن حكومة إسرائيل تقود المنطقة إلى انفجار هائل، وإلا بوجود الولايات المتحدة كطرف يضمن تنفيذ إسرائيل لالتزاماتها، ويتحمل المسئولية إذا استمرت إسرائيل فى إفشال كل جهود التهدئة وقطع الطريق على كل فرص السلام! وما حدث فى نفس اليوم يضع الولايات المتحدة وحكومات العالم كلها أمام مسئوليتها قبل انفجار الأوضاع بصورة تفوق توقعات المتشائمين!!.. مع الاعلان عن اتفاق على عدم اتخاذ اجراءات أحادية من الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، لم يتأخر نتنياهو فى التأكيد على أن الاستيطان مستمر ولا أحد يملك إيقافه!! بينما أهم وزرائه «بن غفير»، يعلن إن ما اتفقوا عليه فى الأردن سيبقى فى الأردن!!

وفى نفس الوقت كان المستوطنون يهاجمون القرى الفلسطينية قرب نابلس، يحرقون المنازل ويدمرون الممتلكات ويقتلون شابا ويصيبون المئات فى مشهد وصفه زعيم المعارضة «لابيد» بأن الميليشيات الإرهابية التابعة لوزير المالية تقطع الطريق على أى اتفاق فى الأردن!!.. والحقيقة إنها ليست ميليشيات وزير واحد وإنما هى نهج الحكومة التى جاءت لتدفن أى فرصة لقيام الدولة الفلسطينية، ولتستبيح كل الأرض الفلسطينية وتزرعها بالمستوطنات، ولتمضى فى تهويد القدس وانتهاك المقدسات الإسلامية والمسيحية.. متوهمة أنها ستظل للأبد خارج المحاسبة على كل ما ترتكب من جرائم!!

والسؤال الذى يتكرر بلا إجابة: ماذا ستفعل الولايات المتحدة؟
وإلى متى سيستمر صمت العالم على ما تفعله إسرائيل؟ وهل تستمر الدول التى تقول إنها تحارب فى أوكرانيا من أجل حرية الشعوب وحقوق الإنسان فى تجاهل ما تفعله إسرائيل وفى بذل كل الجهد لمنع محاسبتها على جرائمها؟

ستخسر أمريكا كثيرا إذا لم تتحمل مسئوليتها وتوقف العدوان الإسرائيلي، وسيكون على العالم أن ينتظر الأسوأ مادامت المعايير المزدوجة تمنع معاقبة إسرائيل. وسيكون على الإسرائيليين الذين يتظاهرون بمئات الألوف أن ينقذوا دولتهم قبل أن تأخذها عصابات الإرهاب الحاكمة إلى الكارثة!