الإثنين، 13 مارس 2023 - 06:40 م

طبيعى أن تهتز كل أسواق المال والاقتصاد مع الإعلان عن إفلاس بنك أمريكي. يحدث هذا فى الأوقات العادية، فكيف يكون الوضع فى ظل أجواء  مريبة وشكوك تحيط بأوضاع الاقتصاد العالمى، وجهود تبذل لمواجهة خطر التضخم المالى والركود الاقتصادى الذى يهدد كل اقتصادات العالم؟!

الأربعاء الماضى أعلنت المجموعة المالكة لبنك «وادى السيليكون» الأمريكى أو «سيليكون ڤالى» أن البنك كبدها خسائر بلغت ١٫٨ مليار دولار وأنها ستبيع محفظتها المالية من السندات، وعلى الفور انخفض سهم المجموعة بأكثر من ٦٠٪، وبدأت بنوك أخرى كبيرة تفقد بعض قيمتها فى سوق الأسهم، ومع إعلان البنك عجزه عن تلبية مطالب عملائه بسحب مدخراتهم، سيطر شبح أزمة ٢٠٠٨ على الجميع، وكان لابد من التدخل الفورى من جانب البنك الفيدرالى والادارة الامريكية لوقف الذعر الذى اجتاح الأسواق، وانتقل بسرعة إلى أوروبا حيث فروع البنك الأمريكى والتأثير الكبير لما يحدث فى بورصة نيويورك وبنوك أمريكا على أوروبا وعلى العالم.

الرئيس بايدن أعلن بسرعة أن المودعين سيصلون لأموالهم مع بداية الأسبوع أمس الإثنين، وأن المسئولين عن البنك وبنك آخر صغير لقى نفس المصير سيحاسبون بصرامة، وأن تدابير مشددة ستُتخذ فوراً لضمان ألا تنتقل الأزمة لباقى الجهاز المصرفى، أو تترك آثارها الوخيمة على اقتصاد أمريكا الذى يعانى من آثار «كورونا» والحرب، ويواجه تحديات صعبة فى ظل المخاوف من شبح الركود، ومتطلبات المنافسة الصعبة مع الصين.

بنفس السرعة تحرك رئيس الحكومة البريطانية «سوناك» بخبرته المالية، وتم بيع فرع البنك فى إنجلترا للبنك الأكبر هناك بقيمة اسمية قدرها جنيه استرلينى واحد، وبدأت مواجهة آثار الأزمة الطارئة على باقى البنوك وفى البورصة.. وتبقى الخطورة البالغة لما حدث، خاصة أن البنك الأمريكى كان اهتمامه الأساسى هو تمويل المشروعات التكنولوجية التى ستتأثر حتماً رغم الدعم الكبير الذى تناله من إدارة ترامب فى ظل المنافسة مع الصين.. وتبقى المخاوف من أن تكون هذه هى البداية لأزمة أعنف. وتبقى الاتهامات إلى أن سبب ماحدث هو السرعة الشديدة فى رفع سعر الفائدة لمواجهة التضخم!

وفى كل الأحوال يظل إفلاس البنك الأمريكى جرس إنذار لا يمكن لأحد فى العالم أن يتجاهله حتى لو تجاوزته أمريكا مؤقتاً بإجراءات استثنائية لا تلغى أن هناك أزمة، وأن على الجميع أن يكون مستعداً للمواجهة!!