إبراهيم المنيسي
إبراهيم المنيسي


أما قبل

إبراهيم المنيسي يكتب: حتى لو تسعة !

إبراهيم المنيسي

الأربعاء، 15 مارس 2023 - 06:54 م

تخيلوا .. الأهلى نادى القرن فى أفريقيا ومتصدر أندية القارة بتفوق كبير وصاحب  الألقاب العشرة فى دورى الأبطال  يجد صعوبة فى التأهل حاليا عن مجموعته بعد أن  استبد بلاعبيه الإجهاد فنالوا هزيمة قاسية من صن داونز  ليجد نفسه فى معافرة كروية مع القطن والهلال ..!!

والزمالك ثانى أندية القارة بعد شقيقه الأهلى فى الحصول على لقب الأبطال يترنح هو الآخر فى مجموعته بعد أن خسر بملعبه من شباب بلوزداد  وسافر ليواجهه فى الجزائر راجيا الفوز والستر فى بطولة غاب الأبيض عن تاجها منذ مايزيد على عشرين عاما .. وخرج مدربه يشكو الإرهاق ..ولسة !!

أوضاعنا الكروية فوق مستوى التخيل ، لكن لماذا نستغرب  وضع  أنديتنا الأندية المصرية .. والمنتخبات الوطنية.. كبيرها وصغيرها فى وهن شديد وتراجع قارى مخيف .. ماالحال من بعضه !!

وأعجب ممن يستعجب هذا الإفراز الكروى العام على هذا السطح المزرى  والمنتخب الأول منذ فشله فى كأس الأمم على أرضه هنا فى العام٢٠١٩ وهو يواصل تراجعه فى البطولة ذاتها وتصفيات كأس العالم ولم تقف بقية المنتخبات بعيدا عن دائرة الفشل والترنح فسقط  منتخب الناشئين فى مجرد التأهل لتصفيات أفريقيا المؤهلة لاحقا  لكأس العالم تحت ١٧ سنة وأكمل منتخب الشباب ثلاثية الإخفاق فى تصفيات كأس العالم هنا .. على أرضنا .. وخرج مبكرا بخفى حنين ؛ بينما تأهل حتى النهائى منتخب جامبيا .. أى والله .. جامبيا  الدولة الصغيرة ذات الشريط الضيق المحشور داخل السنغال والتى يسكنها فقط مليونا نسمة تأهلت للنهائى وأحرجت فهود  السنغال لكن الأخيرة نالت اللقب مكملة سلسلة تفوق كبير نتيجة نظام كروى منضبط ومحكم عندها كفل لها التتويج بكأس الأمم والتأهل أيضا على حساب منتخب مصر لكأس العالم والتألق فيه ومثلما توج السنغاليون بكأس الأمم للكبار والشباب فازوا أيضا ببطولة القارة للمحليين والكرة الشاطئية والنسائية أيضا .. الفهود طايحة فى الكل .. واحنا قاعدين !!

والأغرب من كل هذا ، حالة المقاوحة من جانب مسئولى الرياضة عامة والكرة خاصة فى محاولة لإخفاء آثار هذا الانهيار الكروى الشامل والناتج ليس  عن سوء تنظيم المنظومة الكروية. بل انعدام التنظيم من أصله.. فى الضياع !

والغريب  ؛ أنه عندما صدرت بالأمس قرارات الاتحاد الدولى  من خلال اجتماع كونجرس الفيفا المنعقد فى رواندا ( لاحظ استضافة رواندا هذه الدولة الأفريقية الصغيرة ذات الألف تل  اجتماعات الكونجرس الدولى التى لم يسبق عقدها مرة واحدة بالقاهرة!) وتغيير الفيفا نظام كأس العالم للدول ابتداء من الدورة المقبلة ٢٠٢٦ فى كندا وأمريكا والمكسيك لتشارك فى النهائيات منتخبات ٤٨ دولة بدلا من ٣٢ ومنح أفريقيا  ٩ بطاقات للمشاركة فى المونديال ، وجدنا من يتحدث بالاطمئنان على نيل مصر فرصة التأهل لكأس العالم القادمة .. على أساس ؟!

نظرة سريعة على المنتخبات الأفريقية الأكثر جاهزية وقوة وحضورا من  منتخب مصر ، نجد أن المغرب وتونس والجزائر فى الشمال والسنغال والكاميرون ونيجيريا وغانا وكوت ديفوار والكونغو الديمقراطية وجنوب أفريقيا فى غرب ووسط وجنوب القارة  تتمتع بقوة وجاهزية وحضور قارى أفضل للأسف الشديد من واقع وحال الفراعنة ، ناهيك عن القوى الأفريقية الجديدة مثل جامبيا والرأس الأخضر وزامبيا وزيمبابوى وغيرها من القوى الناشئة والعائدة وكلها باتت أفضل تنظيما وتطورا فى نظامها الكروى عن ما هو عليه الحال هنا .. للأسف الشديد ..

ومن دون تدخل فوقى حاسم لفرض نظام جديد وجاد للمسابقات الكروية وإعادة هيكلة النظام الكروى فعليا وتجربة الاحتراف المهترئة واللوائح المنتهكة  وإقرار وضع احترافى حقيقى ومنضبط   وليس كما هو حاصل الآن  ، فلا أمل فى تتويجات قارية للأندية ولا للمنتخبات كبيرها وصغيرها ولا فرصة فى التأهل للمونديال .. حتى لو تسعة شاركوا من أفريقيا !!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة