نزار السيسي
نزار السيسي


نزار السيسي يكتب: بين يسر وعسر

أخبار الحوادث

الأربعاء، 29 مارس 2023 - 03:55 م

بقلم: نزار السيسي

عقولنا مشغولة بشكل دائم، تبحث هنا وهناك وتسأل وتتسائل ، وتقارن وتقلق ، وتفتش عن مشاكل وتحاول حلها ، وتحلل الوضع القائم وتستكشف المستقبل. لذلك معظم الناس تستقر أجسادهم وتهدأ لكن عقولهم في شغل دائم،كي تهدأ فعلاً لا بد أن تروّض عقلك وهذا ليس مستحيل لكنه يبدأ بالتوقف عن اطلاق الأحكام 

الدنيا حالها بين يُسرٍ و عُسر، والمؤمنُ في كلا الحاليْنِ في خير وإلى خير .إن كان في يسرٍ يكون الشّكر .. وسيجزي اللهُ الشّاكرين .وان كان في عسرٍ يكون الصّبر، وإنّما يُوفّى الصّابرون أجرهم بغيرِ حساب .

عندما تشعر بثقل هذه الدنيا وكأنها محمولة على عاتقك.. عندما يضيق بك الكون باتساعه.. عندما تشعر بأن الحياة قد سُلبت منك وأنت حي.. فاعلم أن الله وحده القادر على تخليصك من ذلك كله، ومهما تعاظم همُّ الفؤاد فاللهُ أعظم..

فبالله صبرٌ، وبالله يسر، وبالله عون، وبالله قوة .
فالحديث عن عوض الله لم يكن مواساة للمتعثرين أو طبطبة على قلوب المنكسرين..

لا وربي.. بل حقيقة أبصرتها مرارًا، فما تأخر أمر أو تعسر إلا وبعده يسر وعوض جميل، وما تُرك شيء لأجل الله إلا ورزق المرء بأعظم مما ترك، وما تأخر عوض الله إلا ليأتيك بصورة أجمل وأكمل.

تأمل في الحياةِ ترى أموراً، ستعجبُ إن بدى لك كيف كانت!.. فكم مِن كُربةٍ أبكتْ عيوناً فهوّنها الكريمُ لنا فهانت

وكم مِن حاجةٍ كانت سراباً أرادَ اللهُ لُقياها فحانت، وكم ذُقنا المرارة مِن ظروفٍ برغمِ قساوةِ الأيامِ لانت...هي الدنيا لنا فيها شؤونٌ، فإن زيّنتِها بالصبرِ زانت.
رَضي الله عن كل من خفّف عنا في الأزمات،وهوّن علينا المصائب والملمّات.

رضي الله عن كل من أقال العثرات،ومن شاركنا لذة الأفراح ودفء الابتسامات،ومن كانت له أيادٍ بيضاء في أيامنا وحياتنا،ومن أحبنا لأجل الله، لا لمصلحة دنيوية،ومن ظلَّ ثابتًا معنا على الرغم من تقلّباتنا وضعفنا وأخطائنا…

‏رضي الله عن كلِّ من تمسّك بنا مع أنّه أبصر هشاشتنا
ومن دافع عنا دون علمنا.

رضي الله عنهم رضًا لا يعقبه سخط وبارك فيهم وبخطاهم أينما توجّهوا، ورزقهم من عنده سعادة ورضًا تغنيهم في الدنيا والآخرة... لله ثم لهم منّا دومًا وأبدًا كل الإمتنان والشكر والعرفان،وجودهم في حياتنا وبجانبنا.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة