خالد محمود
خالد محمود


خالد محمود يكتب : عيد وفتحى وهالة.. وجوه أصيلة للإبداع

أخبار النجوم

الخميس، 06 أبريل 2023 - 09:32 ص

كثير من الموهوبين قد توقفهم عثرة لبعض الوقت نتيجة متغيرات السوق ومفردات العرض والطلب التي يتذبذب مؤشرها من حين لآخر، لكنهم لم يستسلموا ولم ييأسوا، فهم يدركون حجم الحلم بداخلهم، ويؤمنون بأنفسهم أشد الإيمان، فقط ينتظرون اللحظة المناسبة وينقضون عليها، لتنطلق لحظات الإبداع والتألق ويلهمنا أدائهم وكأنهم يعيشون الحياة من جديد.
شاشة دراما رمضان هذا العام كشفت عن الوجه الأصيل لعدد من هؤلاء الممثلين الموهوبين، سواء كانوا شبابا أو في منتصف العمر، أو حتى تجاوزا ذلك، من بين هؤلاء يجيئ الفنان أحمد عيد يبهرنا في “حالة نادرة” بشخصية صعبة مثلت تحول في البعد الدرامي للمسلسل، بل وانطلقت من خلاله نقطة الذروة، تحول عيد من خانة الكوميديا المبهجة أو حتى السوداء، إلى قمة التراجيديا المغموسة بإنسانية الشر، ممسكا بالشخصية وكأنها كتبت من أجله، قدم عيد بحضور طاغي متزن وملامح خاصة وبكل سلاسة دور الصعيدي “مسعود” ابن الكبير “عبدالجبار”، المتورط في قتل أخيه من أجل الميراث وحرمان زوجة المرحوم من حقها، والباحث عن نفسه وسط متاهة كبيرة من العادات، وكانت لحظة إعترافه بتلك الحقيقة عندما ذهب لـ”دميانة” إحدى نساء البلدة ليقول لها: “أنا تعبان وعايز حد يفهمني.. نفسي أفضفض”.
أيضا ينتمي لهذه الفئة الفنان فتحي عبدالوهاب، الذي يظل يبهرنا كلما ينقض على شخصية مركبة في مشاعرها وهواجسها وأحلامها المشروعة والغير مشروعة، وإنسانيتها “المتشيطنة”، هنا قدم فتحي أداء فوق العادة لشخصية “الدكتور وحيد” الذي خدع الجميع بما فيها نفسه بـ”الكتيبة 101”، وجعل خيوط الدراما تلتف حوله، جسد فتحي الشخصية بدهاء كبير يوحي بقدرات خاصة، أعتقد أنه وضع حيثياتها بنفسه لنفسه، ما هذه النظرة التي يرى بها العالم، ما هذا الإحساس الذي يوحي بخداع البشر، عشيرته، امرأته، عمه، وطنه، ما هذا العمق والجرح الكبير الذي تسرب إلى المشاهد كونه تجسيد لخطر يعيش بيننا من سيناء للقاهرة، أعتقد أن مشهد مثل خنقه عمه “الشيخ موسى” لم يخرج من الذاكرة بسهولة، وأيضا المشهد الذي جسده بروعة مدهشة لحظة توافقه مع قيادي التكفيريين.
وعلى شاشة دراما رمضان ينفجر من جديد بركان الأداء الرائع للفنانة هالة صدقي، بشخصية “الحاجة صفصف”، والدة “جعفر العمدة”، لتؤكد أن الحضور والوصول لبوصلة إعجاب الجمهور بكل شرائحه له قواعد وأصول ومفاتيح، تملكها جميعا، تلقائية  الإحساس بالحوار يبدو طبيعيا للغاية، وحركة “ريحة المعسل دي اللي بتحسسني إن هو حوالينا وشايفنا.. الله يرحمه.. آه يا عبده”، العين والجسد تخطف كل الأنظار، هي تعرف جيدا العالم الدرامي الذي تنتمي إليه، وتذوب بكل جوارحها في مفرداته، تجعله مبهجا وكأنها تضخ “هيموجلوبين” الاستمتاع لمشاهديها، صورتها وهي ممسكة دائما بـ”الشيشة” وبجوارها دائما صورة زوجها الحاج، تغازله قائلة: “ريحة المعسل ده اللي بيفكرني بالمرحوم، آه يا عبده لما كان يحط إيده على وشي كنت أشم ريحة المعسل، ريحة المعسل دي اللي بتحسسني إن هو حوالينا وشايفنا.. الله يرحمه.. آه يا عبده”.
وأيضًا طريقة حديثها مع مع زوجات ابنها.. من يريد كسب ودها لابد أن يغرقها بالكلام المعسول ويتناول الشيشة معها، أتذكر جيدا بعض كلماتها ومنها “عشان تكسبيني طبليلي”، تلك الجملة التي قالتها لـ”عايدة” الزوجة الرابعة لـ”جعفر”.. مواقف إنسانية كثيرة تلون معها أداء هالة صدقي.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة