د. أحمد بلبولة اثناء حواره مع محرر «الأخبار»
د. أحمد بلبولة اثناء حواره مع محرر «الأخبار»


الدين ضرورة حتمية لقيام الدول وتماسكها بفهم عصرى ووسطى

عميد دار علوم القاهرة: افتتاح «مسجد مصر» يرسخ منهجية الأفكار الوسطية

عبدالهادي عباس

السبت، 08 أبريل 2023 - 07:48 م

تنطلق مبادئ كلية دار العلوم جامعة القاهرة من أفكار الأصالة والمعاصرة؛ حيث بدأت منها انطلاقة كبيرة فى دعم وسطية الأزهر الشريف بالعديد من العلماء والفقهاء والمفكرين الذين ملأوا العالم العربى والإسلامى بالأفكار الإسلامية الوسطية.. وكان هذا الحوار الرمضانى مع د. أحمد بلبولة، عميد الكلية بالقاهرة:

يؤكد د. بلبولة أن افتتاح المساجد الكبرى ومراكز الثقافة الإسلامية، مثل مسجد مصر الذى افتتحه الرئيس مؤخرًا، مع إعادة ترميم مساجد آل البيت والمساجد الأثرية يمثل حالة مصرية فريدة تدعم أفكار وسطية الوطن، وتواجه فى الوقت نفسه الأفكار الضالة والمنحرفة بإظهار الحق وكبح الباطل وإقصائه عن مسيرة الوطن.

كما أن هذه الفتوحات المعمارية تستلهم منجزات القادة العظام فى بناء الدول؛ لأن الدين هو أساس جوهرى فى نهوض الأمم، والتحدى الكبير الذى يواجهه الوطن هو وحدة الفكر والالتفاف حول طموح واحد وحقيقي، وهو البناء؛ والدولة تتبنى المنجزات العلمية العالمية فى العمارة، لأنها تؤمن أن الدين ضرورة حتمية لقيام الدول وتماسكها بفهم عصرى ووسطي، وهو ما يجب أن تسلط عليه وسائل الإعلام الضوء بحيث يصل إلى الجمهور بشكل مبسط.

سماحة الدين

ويضيف عميد دار العلوم أن هذا التوجه قد انعكس على المجالات المختلفة، من خلال عرض الدراما الدينية، مثل الإمام الشافعي، لتوضيح سماحة الدين واستجابته لتغييرات الزمان والمكان، وإبراز دور الفاعل وإسهاماتها منذ القرون الأولى فى نشر رسالة الإسلام وتعميق الفهم الصحيح لها.

ورأينا كيف تابع الناس الإمام الشافعى وهو يبحث عن فقه الإمام الليث بن سعد، فقيه أهل مصر؛ وهو ما يقول كيف أن مصر كانت مؤثرة فى الجانب الدينى بالأمة الإسلامية كلها منذ بواكير الدعوة الإسلامية وحتى الآن، بل وحتى قيام الساعة.

وتابع د. أحمد بلبولة أن الإحصائيات تقول إن سوق القراءة ليست كاسدة، لكن السؤال هو: ماذا يُقدم للقارئ وكيف يُقدم.. هذه هى المشكلة؛ ولذلك فإن دار العلوم بصدد عقد مؤتمر دولى كبير بمناسبة مرور مئة وخمسين عامًا على إنشائها، تستضيف فيه القامات الإسلامية الرائدة فى العالمين العربى والإسلامي، باعتبارها مؤسسة مصرية كبيرة فى مجال التعليم.

ومع إبراز دور علماء الكلية فى نشر الفكر الوسطى طوال تاريخها المديد؛ ممن ارتبطوا بواقعهم وبحثوا فى مشاكله وحلولها؛ لأن من شروط المفكر أن يكون متصلا بواقعه وإلا فهو ليس مفكرًا حقيقيًّا؛ لأن شرط الفكر الأساسى الاتصال بالواقع والعصر الذى تحيا فيه؛ والمفكر غير المُدرك لهذه العلاقة يكون خارج الزمان والمكان.

مستقبل الوطن

ويوضح عميد دار العلوم أنه لا تزال أعظم خدمة تعليمية تُقدم هى التى تُقدمها جامعات الدولة، وقد قمتُ بالتدريس فى عدة جامعات خاصة وقارنت بين الطلاب هنا وهناك، ووجدت أن طلابنا هم الذين يحظون بخدمات تعليمية رفيعة، ولا تزال الجامعة بخير فى هذا الجانب، وعلينا ألا تفلت منا هذه القيم العظيمة.

وعند محاولتنا تطوير التعليم أو إيجاد حلول لمشكلاته، إذ لا يمكن التخلى عن فكرة دعم الدولة للتعليم لأنه مستقبل الوطن؛ كما أن التعدد ظاهرة صحية، ولكن المُفتقد هو وجود الصلة بين هذا التعدد، بحيث لا تُصبح هذه الأنواع دوائر منعزلة عن بعضها؛ وأن ينشأ الحوار من خلال فكرة الدراسات البينية، ولا مانع أبدًا من الدخول فى مُناقشات مُثمرة بالجامعات وندوات معرض الكتاب للوصول إلى صورة متكاملة لتطوير التعليم.

اقرأ ايضاً| عميد دار علوم القاهرة: مبادرة لتدريب أعضاء البرلمان على التحدث بالفصحى l حوار

مركز التدريب

ويقول د. بلبولة: لدينا بالفعل مركز للتدريب اللغوى بالكلية يُقدم هذه الخدمات، ونحن بصدد عقد بروتوكول لتدريب أعضاء البرلمان من خلال الجهد الكبير الذى تقوم به النائبة «صبورة السيد»، وهى عضو أيضًا بمجلس الكلية وصاحبة هذه المبادرة، ونحن لا نتأخر عن أى مؤسسة لتقديم هذه الخدمة القومية؛ كما أننا بصدد تفعيل مركز الدراسات الإسلامية بالكلية الذى من خلاله سنتيح فرصة للتعاون مع وزارة الأوقاف لتدريب الأئمة، ونشترك مع الأزهر فى الكثير من المؤتمرات خلال الفترة المقبلة.

وإضافة إلى أنه تم بالفعل تطوير الخطة البحثية بالكلية وفق الإستراتيجية القومية للدولة ورؤية مصر 2030م، ولدينا الآن موضوعات بحثية تناقش «فقه الفضاء» و»الاستنساخ» و»أثر الاكتشافات الحديثة فى تعديل الآراء الفقهية»، وفى فترة كورونا نوقشت عدة رسائل عن فقه النوازل، وغيرها من الرسائل التى تهتم بالمشاكل المُستجدة.

برنامج تأهيلى

ويتابع د. بلبولة أننا نعمل على زيادة الأفكار الوسطية عند الطلاب بطريقتين: الأولى مع الطلاب الذين تخرّجوا أو وصلوا إلى الفرقتين الثالثة والرابعة، وليس أمامنا سوى الترميم مع هؤلاء، فأنشأنا البرنامج التأهيلى الذى يُحاضر به كبار الأساتذة بالمجان.

وقمنا بتدريب سبعمائة طالب حتى الآن، مع خطوات مهمة لإصلاح أسلوب التدريس عامة بالكلية؛ ونحن بصدد تعديل اللائحة إلى نظام الساعات المعتمدة، وهذا سيفتح لنا الباب لتدريس مقررات جديدة، مثل: علم اللغة الحاسوبى والسيناريو والفن التشكيلي، وغيرها من المقررات التى تُخرج طالبًا مثقفًا.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة