الأربعاء، 12 أبريل 2023 - 04:37 م

بقلم: نزار السيسي

..لا يوجد أسوأ من أن يمر رمضان شهرًا باهتًا مثل باقي الشهور،لا يوجد أسوأ من أن تفقد قدرتك على الاحتفاء به كزمنٍ مختلف، هذه الرتابة في الزمن قاتلة للروح ولا شيء يُعيد ترتيب روحك فيها مثل الإيمان.. أنت بحاجة لشهر مميّز في حياتك شهرا تجدد فيه إيمانك الخاص بكل شيء، تتخلى فيه عن طيشك وتمردك!! 

‏شهرا تزيح فيه عقلك للخلف قليلًا وتدع الروح تنجز تعابيرها الخاصة في حياتك. تعيد تشكيلك بعيدا عن جفاف العقل ومنطق المادة، تصقل يقينك بالحياة وتمنحك شحنة روحية لمعاودة الحضور بشغف وكثافة أكبر..!

هناك فكرة تقول ( العقل المطلق عداء لكلّ ما هو روحي) 

‏عليك أن تدع روحك تتمدد على حساب عقلك، لن يحدث أي شيء مضر إن عطلت عقلك لمدة شهر واحد، ثم منحت روحك حرية التحكم بك..صافح الناس بشغف وكأنه آخر يوم لك بالحياة، افتح المصحف واقرأ ما استطعت بلهفة تناسى كل ما عرفته أو تعيشه في هذه الدنيا من صراعات. 

‏الإيمان بشكلٍ عام كقيمة وجودية لا غنى للانسان عنه، إيمانك بالله يمدك بالمعنى، والمعنى هو ما يعصمك من السقوط في فخ الاحباط والمعصية، تذكر جيدا حين تفقد المعنى تصيبك لعنة الخواء وتصبح نفسيتك أكثر عرضة للاختراق وتغدو أقل حصانة على مستوى الروح. 

صوموا عن كل كسر للخواطر وجرح للمشاعر وأذية في الروح وافطروا على حلاوة الحب وعذوبة الألفة وخبز الود وماء الوفاء وتهادوا كل مايبعث في النفس آمالاً جميلة وأحلاما جديدة .‏رمضان أيام معدودات لا يدري أحدنا هل يكمله أم لا يدركه عامه القابل، فلا تجعل همك فيه أكلك وشربك ولا تفسده بمتابعة ما حرم عليك، وحافظ فيه على الصلاة واحرص فيه على فعل الخير والمعروف ولا تحقر منه شيئا ولا تستصغره وإن قل، فالشيء يجر لمثله وأكبر منه، واحمل نفسك على هذا واصبر عليه.

اللهم رمضان مُختلف ينتزعنا من غفلة الحياة والركض ورائها َاللهم رمضان يُطهِّر صحائفنا من الذنوب ولا يترك فينا عادة سيئة إلا قوّمها وحسّنها  اللهم همّة وعزيمة تجعلنا ندخل ميدان السِباق دون تعثّر أو فتور اللهم قوة في الطاعة وإخلاصٍ تام وقبولًا من عندك ..