مارجريت أتوود
مارجريت أتوود


مارجريت أتوود أنا مفتونة بـ «الثورة الفرنسية» 

أخبار الأدب

السبت، 22 أبريل 2023 - 06:07 م

ألفت الكاتبة الكندية مارجريت أتوود، أكثر من خمسين كتابًا بين الرواية والشعر والمقالات. تشمل رواياتها عين القط، وعروس اللص، والمدعوة جريس، والقاتل الأعمي. ألحقت عملها قصة خادمة الصادر عام 1985، بتكملة فى عام 2019، بعنوان الوصايا.

حازت على جائزة بوكر مناصفة فى العام نفسه. «أطفالٌ عجائز فى الغابة» هى أول مجموعة قصصية لها منذ ذلك الحين، ومنذ وفاة شريكها، جرايم جيبسون، فى نفس العام، تجلب أتوود سخريتها وإبداعها المعهودين للتعاطى مع مواضيع متنوعة كالوباء، وثقافة الإلغاء والنبذ، وصداقة النساء، والسحر، والقطط، قلب الكتاب سلسلة من الحكايات حول زوجين دام زواجهما لفترة طويلة، نيل وتيج، حيث ينظران إلى الوراء لعمرهما معًا، وفى حالة نيل، تفكر فى المستقبل بمفردها.

اقرأ أيضاً| لِماذا كانَ شَعرى طَويلًا؟

وفى هذا الحوار تتحدث أتوود عن منع روايتها فى ولاية فرجينيا، والتواصل مع كُتاب موتى ومجموعتها القصصية الجديدة.

قد تبدو المجموعة وكأنها ذاتية جدًا، لا سيما القصة التى تتأقلم فيها نيل مع الحياة بعد وفاة حبيبها تيج. ما قدر ما ينعكس من حياتك على حكاياتهم عن الحب والخسارة؟

القصص صادقة تماما فى التعبير عن الحياة التى تشاركناها والحياة منذ وفاة جرايم. بالطبع، بديهى أنها ليست القصة بأكملها. إنها بعض جوانبها فحسب، لقطات مناسبة.

يظهر بين الزوجين تقارب عجيب يستمر حتى بعد الموت. هل تعتقدين أن الغائب الذى رحل يومًا ما قد رحل فعلاً؟

إنهم لا يرحلون فى حقيقة الأمر، بمعنى أنهم باقون فى أذهان مَن يتذكرونهم. قد يغيبون عن حياتك المادية ولكنهم يبقون فى حياتك الذهنية إلى الأبد.

وتظهر مارثا جيلهورن بشكل مفاجئ فى قصة تدور أحداثها خلال معركة مونت كاسينو فى الحرب العالمية الثانية. هل تعتبرينها رمزًا؟

قاعدة عامة، لا أتخذُ رموزًا، ولكنى معجبة بمارثا جيلهورن بالطبع. كانت صلبة. إلا أن هذا ليس سبب وجودها فى الكتاب. الشخص الذى تغازله وتكتب له فى القصة التى تظهر فيها هو والد جرايم، والذى كان جنرالًا فى الجيش الكندي. لقد ورثتُ مكتبته ووجدت رسالة من جيلهورن، بجانب تقريرها من مونت كاسينو، والذى نسختُه حرفيًا. حصلت على إذن من الأوصياء على إرثها.

هل تلمحين لوجود علاقة حب بينهما؟

لا نعرف على وجه اليقين، لكنها لم تكن ليُعيقها التردد، إذ أنها حظيت بعشاقٍ كُثُر، فيما يبدو أنه كان حال الجميع فى ذلك الوقت.

يظهر جورج أورويل أيضًا من وراء القبر، إذ تُجرين حوارًا معه عبر وسيط فى إحدى القصص. هل تعتقدين أنك كنت ستصبحين صديقةً لأورويل إذا قابلتِه فى الحياة الواقعية؟

*ربما. أعني، كنت سأتمنى ذلك وأعتقد أننا كنا سنتفق على أمور كثيرة. لأورويل أثر كبير فى تكويني.

هل تودين التحدث إلى كُتاب آخرين من خلال وسيط، بخلاف أورويل؟

*كثيرون. لست متأكدة من استطاعتنا ذكرهم جميعًا، لكن سيمون دو بوفوار أذهلتنى فى أوائل الستينيات. كنت أقرأها فى الحمام دون أن أخبر أحدًا أنى أفعل ذلك. هى وبيتى فريدان. كلاهما كتب عن أجيال أكبر منى ولكنى ما زلت أجدهما ممتعتين للغاية. سأستمتع بالحديث إلى سيمون دو بوفوار، على أى حال، إذا تمكنا من جعلها فى مزاج جيد لأنى أظنها نَكِدة للغاية، رُبما.

ما شعوركِ حيال الإعلان عن حظر «قصة خادمة» فى المكتبات المدرسية من قِبل إدارة المدارس لمقاطعة ماديسون، فيرجينيا؟

لست وحدى من حُظِرت كتبي. حُظرت كتب تونى موريسون وستيفن كينج أيضًا. السبب المفترض هو تضمُن كتبنا على محتوى جنسى مفرط. متى سيحظرون الكتاب المقدس، لتضمُنه على محتوى جنسى؟ فى أى قرن نعيش؟ إنه استعراض للسلطة. كأن حاكم فيرجينيا، جلين يونكين يقول: «نحن نتحكم فى هذا الأمر وسنجعل الحياة بشعة للطلاب وأمناء المكتبات».

وما وراء الرسالة هو أننا لا نريد فى الواقع أن يتعلم أطفالنا وينجحون، إذ أن أحد أكبر المؤشرات التى تخبرنا إذا ما كان الأطفال يتعلمون وينعكس هذا على درجاتهم هو وجود مكتبة مدرسية وأمين مكتبة.

فى الثالثة والثمانين، ما زلت تنشرين كتابًا كل عام. ألا يمكنك رؤية نفسك تتباطئين أبدًا؟

ما هذه الكلمة «أبدًا»؟ الوقت يمر. ربما تلاحظين ذلك، لكنكِ تواصلين حتى ينتهى أمرك. حتى لا يبقى لديك أى شيء آخر لقوله أو فعله. لم يكن الاستلقاء على الشاطئ أبدًا فكرتى عن قضاء وقت ممتع. الكُتاب لا يتوقفون، بل يواصلون السير كأرنب إنرجايزر.

وقداستمر حتى تسقط. كما أن بعض الناشرين، إذا كتبتِ دفتر الهاتف فسوف ينشرونه على أى حال، مهما كان رديئًا، لأنهم يعتقدون فى قدرتهم على «بيع هذا».

وهذا يمثل لى كابوسًا. لذا، لديَّ بعض القراء الموثوق بهم خارج مجال النشر ومهمتهم هى إجابة سؤالي- هل هذا رديء؟ وسيصارحونى بالحقيقة لعدم وجود ما يمنعهم عن فعل ذلك.

ما أفضل شيء فى أن تكونى فى الثمانين؟

ليس لدى الكثير لأخسره، أليس كذلك؟ لذا، لأُحَلِق. وهذا لا يقتصر علَي. أرى متلازمة زوجة باث تتحقق فى كل مكان من حولي، النساء فى مثل عمرى اللواتى يفكرن: «لم أنته بعد، لقد مررت بكل هذه التجربة الحياتية وإليك ما يجب أن أخبرك به.»

ما الكتب الموجودة على المنضدة بجوار سريرك؟

ذاكرة حمراء لتانيا برانيجان، وهو كتاب رائع ومفيد للغاية. تعيد تانيا النظر فى ثورة ماو الثقافية بكل الألم والعذاب الذى صاحبها. أيضًا، سقوط روبسبير لكولين جونز، وفيه سرد مفصل للساعات الأربع والعشرين التى كان لروبسبير رأسًا فى بدايتها ولم يعد كذلك بانتهائها بإعدامه بالمقصلة. أنا مفتونة بالثورة الفرنسية، أعتبرها نموذج لكل الثورات.

هل تعيدين قراءة كتاب أو مُؤلف بعينه دومًا؟

هل سأكون مملة وأقول شكسبير؟ نعم سأفعل. عرف شكسبير الكثير عن الناس وسلوكهم المتوقَع، وهذا أمر سيئ، أو على الأقل لم يكن مفيدًا دومًا. سمة أخرى عنه أنه لم يكن يعلم أنه شكسبير. لم يكن يراعى صورته. كان يكتب كثيرًا لتحقيق ربح والسرعة التى فعل بها ذلك كانت مذهلة. كنت سأستمتع بالتسكع معه.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة