يوسف القعيد
يوسف القعيد


يحدث في مصر الآن

يوسف القعيد يكتب: الحوار الوطني رهان على المستقبل

يوسف القعيد

الخميس، 04 مايو 2023 - 08:24 م

كان الرئيس عبد الفتاح السيسي أول من دعا للحوار الوطنى. وطرح فكرته فى إفطار العائلة المصرية الذى أُقيم برمضان قبل الماضى. وحضرته رموز من المعارضة لم نكن نتوقع أن نراها فى مثل هذه اللقاءات. وها هو بعد عام من دعوة الرئيس تنعقد الجلسة الأولى التى وجه لها الرئيس أنه يتطلع للمشاركة بمراحله النهائية. وأن مصرنا الغالية تستحق أن نبذل من أجلها الجهد والعرق. ثم كعادته حيا مصر ثلاث مرات.

البداية كانت مع فيلم تسجيلى حول الحوار الوطنى منذ انطلاق المناداة به فى 26 أبريل من العام الماضى وحتى انعقاد الجلسة التى قال ضياء رشوان أن كل المصريين مدعوون لها ما عدا من يقال عنهم الإخوان. ومن تلوثت يداه بالدماء. والمؤمنون بدستور مصر 2014.

وإن كنت لم أشاهد فى الجلسة الافتتاحية التى دُعيت لحضورها فلاحاً. ممكن أن يكون هناك عدد من مُلاِّك الأراضى. ولكن الفلاح تعرفه قبل أن يتكلم. ووجوده مع العمال مسألة أساسية. فهما مهمان لأى نهضة بالبلاد. ومصرنا على مشارف نهضة وعصر جديدين ستُبنى فيه بناءً لم يحدث من قبل. يستفيد من التجارب السابقة سواء إنجازاتها وحتى أخطائها. فالخطأ ممكن أن يكون مفيداً إذا تعاملنا معه باعتباره تجربة غير قابلة للتكرار.

الذين تكلموا فى الجلسة الأولى كان معظمهم من الرجال. والمرأة نصف المجتمع. وليس معنى كلامى أن من يتحدثون يُقسمون بالنصف بين الرجال والنساء. فالمهم أن يكون هناك كل أطياف المجتمع. ويكفينى ما قاله ضياء رشوان أن هذه الأيام تُعد عصراً ذهبياً للمرأة المصرية فيما تحقق لها فى ظل القيادة الحالية للبلاد.

خلال وجودى فى القاعة بحثت عن عدد آخر من المثقفين ولم أجد. وإن كنتُ قد شاهدت الفنان محمود حميدة، والكاتبة فريدة الشوباشى. وهذا يعنى أن تمثيل أطياف المجتمع - والمثقفون جزءٌ منه - تمت مراعاته بكل دقة. خاصة أن من يتولى الأمانة العامة للحوار الوطنى كله هو المستشار محمود فوزى. وقد عرفته عن قُرب عندما كنتُ عضواً فى مجلس النوَّاب. وكان يلعب دوراً أساسياً فى تجربة المجلس. ولاحظت عليه اهتمامه بالتفاصيل الكثيرة وسهره وعنايته بكل ما يرتبط بالعمل الذى يقوم به.

وأنا أعتقد أنه منذ التجربة السياسية لثورة الثالث والعشرين من يوليو وحتى الآن لم تعرف مصر حواراً سياسياً من هذا النوع. ولم تجد نفسها متوافقة على أولويات العمل الوطنى. فلا توجد قوة واحدة على الساحة السياسية والاجتماعية والثقافية المصرية لم تشارك فى الحوار. كما أن الإنسان لا بد أن يدرك أننا لم نُلاحظ مصرياً واحداً يُعلن رفضه للحوار.

فالدولة الديمقراطية الحديثة التى أنشأها الرئيس السيسى لا يوجد فيها خط أحمر على أى نوعٍ من المقترحات والرؤى والأحلام، طالما أن الهدف هو الرهان على مستقبل مصر.

أيضاً فإن ما قام به الدكتور أحمد زايد مُقرر لجنة الثقافة والهوية الوطنية أدى إلى التوافق على العديد من القضايا الخاصة بالصناعات الثقافية والفنون وقضايا الهوية الوطنية التى سيكون لها مكان مهم فى الحوار الوطنى.. إن مصر الجديدة تهل علينا الآن.
 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة