جلال عارف
جلال عارف


في الصميم

جلال عارف يكتب: المهم.. أن تبقى سوريا !

جلال عارف

الإثنين، 08 مايو 2023 - 08:56 م

بعد ١٢ عاما تعود سوريا الشقيقة لتشغل مقعدها فى الجامعة العربية. لم يستفد من قرار تجميد العضوية إلا من أرادوا إغراق الوطن العربى فى الفوضى التى زعموا يومها أنها «خلاقة»!! ولم تكن إلا دمارا شاملا، وتمددا لقوى اقليمية غير عربية، وحروبا أهلية وجد فيها الإرهاب فرصته ليزرع عصاباته الإجرامية وليدفع الشعب السورى ـ بكل طوائفه وبمختلف توجهاته ـ الثمن الفادح حتى اليوم .

كان الغياب العربى كارثيا فى سوريا كما فى غيرها من أقطارنا العربية ـ تركت الساحة لصراع قوى دولية وإقليمية ولوكلائهم المحليين. ولم تكن مصادفة أن نسمع من «رعاة» الحروب الأهلية فى سوريا والعراق وليبيا واليمن وغيرها، أنهم «اكتشفوا» أن العروبة خرافة !! .. كان الغياب العربى مطلوبا، وكان التدخل الأجنبى  ومازال ـ وبالا، سواء كان بالجيوش الأجنبية أو الميليشيات وعصابات الإرهاب والمرتزقة.

قرار عودة سوريا هو بداية معركة لن تكون سهلة من أجل تجاوز الأزمة فى سوريا، والحفاظ على أمنها واستقرارها ووحدة أراضيها وإنهاء معاناة شعبها العريق، المهمة شاقة وتحتاج لأن تتحمل كل الأطراف فى الداخل السورى مسئوليتها مع الجهد العربى لتنفيذ ما تم التوافق عليه من التزامات متبادلة لحل الأزمة.. صعوبة الأوضاع فرضت الحل بالتدريج وبمنهج الخطوة مقابل الخطوة.. تشكيل اللجنة العربية للمتابعة من مصر والعراق والأردن والسعودية ولبنان مع أمين الجامعة تعكس الجدية فى إطلاق دور عربى فاعل لمساعدة سوريا على الخروج من أزمتها التى طالبت وتعقدت فى ظل التدخل الأجنبى والغياب العربى .

تشكيل اللجنة العربية يعنى أساسا توحيد الجهد العربى لدعم سوريا بعيدا عن الصراعات الصغيرة التى عطلت العمل العربى المشترك طويلا. هناك الآن قرار عربى على الجميع الالتزام به، وهناك مسئوليات على كل الأطراف وأهمها الأطرف السورية فى الحكم والمعارضة الوطنية.

الكل ينبغى أن يدرك أن المتصارعين الاقليميين والدوليين على الساحة السورية لن يستسلموا بسهولة، وأن ميلشيات الإرهاب لن توقف نشاطها إلا بوحدة وطنية ودعم عربى. الكل جرب «البدائل» على مدى ١٢ سنة، والنتيجة هى كل هذا الدمار وكل هذه المخاطر التى تتعدى سوريا الى كل محيطها العربى.

فى النهاية لن يصح إلا الصحيح، وتكون سوريا العزيزة فى قلب عالمها العربى كما كانت دائما وأبدا. ليت الجميع يتذكرون ما قاله الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بعد مؤامرة الانفصال عن دولة الوحدة: ليس المهم أن تبقى سوريا جزءا من دولة الوحدة، المهم هو أن تبقى سوريا!!

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة