قصة قصيرة للكاتب مصطفى رشاد
قصة قصيرة للكاتب مصطفى رشاد


(حبة حروف ... عن نفسي) قصة قصيرة للكاتب مصطفى رشاد

صفوت ناصف

الأربعاء، 24 مايو 2023 - 11:57 ص

عندما جمعتني الكلمة بنفسي .. على ألحان الزمن الجميل ..في ساعة غروب ..أمام نهر النيل ..وفنجان قهوة يعشق الهروب من زحمة الحياة ..وإشارات الود الحمراء. ومن سحابة دخان الحقد والحسد .. أرادت نفسي أن تسرقني في حبة حروف ..وإليكم ما دار بيني وبينها ...
ألم تحن لي بعد ؟ متى اخر لقاء كان بيننا ؟ ألن ترتب لي دفاتري المغلقة ؟ 
وغيرها من الأسئلة التي لم ولن تنتهي في دقائق فأخذت نفسا عميقا.. وانطلق بصري على أنين أمواج النيل الخامدة التي تحركها الرياح غصباً وها أنا ألتقي بنفسي وأعلم بأني أهملتها كثيرا حتى نسيتها ولا أدري أحوالها وأوجاعها من كثرة انشغالي بصراعات الحياة التي لن تنتهي ، وعندما هممت بالدخول إلى الأعماق وفتح الأبواب المؤصدة التي صدأت أقفالها ولكن في النهاية فتحت فأجد الأتربة تملئ الغرف ونسيج العنكبوت يحول بيني وبينها والظلام يعم المحيط ، كيف وصل بي الحالة إلى هذه الدرجة وما ستكون نتيجة إهمالي ؟ .
غرف عديدة كانت تملؤها الحياة والسكينة كانت تشع بالدفء والطمأنينة والآن صارت كالكهف الذي سكنته الوحشة وهجرته الحياة 
هناك كانت غرفة العائلة وكم كانت رائعة ذات رائحة مبهجة وهناك غرفة الأصدقاء والمذاح وأسرار وهناك كان المحراب الذي كنت آوي إليه كي أبرأ من سموم الدنيا ومكائدها فاركع واسجد لله معلنا خضوعي وتضرعي إليه سبحانه، وهناك ركن بعيد كنت أذهب إليه من حين لأخر أختلي بنفسي لنفسي ويدور بيننا الحديث بين نصح وعتاب بين مدحٍ ومذاحٍ وود ووصالٍ.
أما الآن صار مهجورا وصرت وحيداً أنادي على ذكريات أسمع صداها في كهف نفسي المهجورة ولكن ألا تستحق مني أن أعيدها وأعيد أنفاسها .

نعم تستحق وان لم يكن لأجلي بل لأجلها ولأجل أصحاب الود والحقوق علينا .

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة