الدكتور صلاح البسيوني
الدكتور صلاح البسيوني


«امرأة فـاضلة» قصة قصيرة للكاتب الدكتور صلاح البسيوني

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 30 مايو 2023 - 12:04 م

كانت ميرفت امرأة جميلة .. تحسدها كل نساء الحي .. بل أحياء الحلمية والدرب الأحمر والقلعة .. فقد تميزت بجمال خصها الله به كى يختبرها .

تشعر بقدومها عندما تدب الحياة فى الحي قبل أن تصل إليه .. الكل ينتظر ركب مرورها كى تغتسل عينيه بنظرة إليها .. أو يعطر صدره بعطر جسدها البض .. الذي يفوح منه عطراً خاصاً .. امرأة ذات دلال خاص كما كانت ذات جمال فريد .

عند ميلادها .. نظرت ( الداية ) إليها وتمتمت باسم الله ليحفظها .. ولملمت قطعة اللحم الصغير فى عجالة .. ووضعتها في أحضان أمها وأوصتها أن لا يراها أحد .. خوفا عليها من الحسد .

وأحاطها الله بسبع صبيان إخوه سبقوها .. وسبعة شباب فى مراهقتها أحاطوا بها وأظلوها .. وسبع رجال فى الحياة كانوا سندها ونخيل واحتها .

وتزوجت زينة نساء الحلمية والدرب الأحمر والقلعة .. تزوجت من ينتظر من الرجال موعد مرورها وتقف النساء غيرة من حضورها .. وخوفاً من سحرها على رجالها .

تزوجت من تختال الأرض غروراً إذا سارت فوقها .. وتتمايل حوائط المباني التي تدخلها فخراً بوجودها .

وفي اليوم التالي لزواجها .. سافر زوجها إلى إحدى بلاد العرب بحثا عن الرزق .. ترك رزقه خلفه وجرى خلف رزق آخر .

وأخذت الذئاب تعوي .. وزينةة نساء الحلمية والدرب الأحمر والقلعة صامدة , والكلاب تنبح .. وزينة نساء الحلمية والدرب الأحمر والقلعة شامخة, ونعيق البوم يملأ الآذان أن ممارسة الحب سهلة المنال والليالي الحمراء تحت الأقدام .. وزينة نساء الحي شامخة كأهرام مصر .

تنادي وليفها أن يعود لكي تحتمي به .. وتنتظر إجابة النداء, تنادى رجلها أن عود فأنت سندي وأمني .. وتنتظر إجابة النداء , تنادي طيرها الشارد أن العش يهتز تحت طرقات أظافر الذئاب .. أن العش يتهاوى تحت ضربات أقدام الكلاب .. وتنتظر إجابة النداء .

ومرت السنين .. ولا زالت ميرفت .. زينة نساء الحلمية والدرب الأحمر والقلعة صامدة , قوية , ابتسامتها تضئ الحي وعبيرها ينشر الربيع بين جوانبه .. ورأسها مرفوعة عاليا إلى السماء.. شاخصة ببصرها إلى البعد فى انتظار وليفها المهاجر .

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة