هبة طوجي
هبة طوجي


لا أُخطط للعالمية.. ومتحمسة للقاء الجمهور المصري

هبة طوجي: لا أخشى الجرأة والمجازفة

أخبار النجوم

الخميس، 01 يونيو 2023 - 04:38 م

■ كتبت: ندى محسن

تبحث عن الانفراد والاختلاف مع كل عمل جديد تقدمه، لا حدود لها على الانفتاح والتعرف على الثقافات الموسيقية المختلفة، الابتكار والابداع هما عنوان مسيرتها الفنية التي تمتد لأكثر من 16 عاماً، ولا تخشى الجرأة، وهو ما حققته من خلال ألبومها الجديد “بعد سنين” الذي حمل تنوع كبير بين الأنماط الموسيقية المختلفة .. هى المطربة هبة طوچي التي كشفت في حوار خاص لـ “أخبار النجوم” عن كواليس رحلتها في صناعة الألبوم بين لبنان، فرنسا، وأمريكا، وتنوع اختياراتها، وتجربتها في كتابة وتلحين بعض أغنيات الألبوم، كما تحدثت عن “الديو” الذي جمعها بالنجم العالمي  Luis Fonsi، وإنطلاقتها بشكل أوسع نحو العالمية، والعديد من التفاصيل الأخرى التي تكشفها من خلال السطور التالية.
 

◄ انفرادي سر  قوتي .. وأحلم بالإخراج السينمائي

◄ طرحتِ ألبومك الجديد “بعد سنين” الذي حمل تنوع فني كبير بين الأنماط الموسيقية المختلفة “كلاسيكي، إيقاعي، طربي” .. كيف اخترتِ هذه التوليفة؟
هذه التوليفة هي نتيجة 3 سنوات بين الاختيار والتحضير والتنفيذ الذي تم بين لبنان وأمريكا، ويتضمن الألبوم 13 أغنية متنوعة، ويأتي بمثابة إضافة لمسيرة تعاون طويلة مع الشاعر غدي الرحباني، والموسيقار أسامة الرحباني الذي أشرف على جميع تفاصيل الألبوم إلى جانب تأليف موسيقى عدد كبير من أغنيات الألبوم، كما تعاونت لأول مرة مع عدد من الشعراء والملحنين والموزعين، هذا الأمر الذي أضاف لمسة وروح جديدة على الألبوم، وتم طرح 3 أغنيات منه على طريقة الفيديو كليب، هما “لو نبقى سوى”، “حبيبي خلص”، و”بعد سنين”. 

◄ وما الذي حرصتِ على تقديمه من خلال هذا الألبوم؟
حرصت على التجدد والتنوع بين الأنماط الموسيقية والموضوعات المختلفة، فهذا الألبوم به مساحة أكبر لموسيقى البوب، وأيضاً به مزج بين الموسيقى الشرقية والغربية بالاستعانة بالآلات الإلكترونية الحديثة إلى جانب الموسيقى الأوركسترالية، وهذا الانفتاح العالمي وفرته لنا شركة الإنتاج العالمية Universal Arabic Music، والتي فتحت أمامنا آفاق جديدة، ولم نخش الجرأة لكن بطريقة تُحافظ على هويتي الفنية التي عرفني الجمهور من خلالها منذ بداياتي عام 2007، ولم يقف التجديد عند الموسيقى فقط، بل الصورة العامة للألبوم سواء “البوستر” أو “الكليبات” حظيت أيضاً بروح التجديد.

◄ هل يضمن لكِ هذا التنوع والثراء الفني وصول الألبوم إلى شريحة أكبر من الجمهور؟
هذا التنوع يأتي بشكل عفوي، وليس مُخطط له، فأنا أحرص أن تكون اختيارات الموضوعات والأنماط الموسيقية تُشبه شخصيتي وتُعبر عني وعن نظرتي للموسيقى بتنوعها ومزجها للثقافات والايقاعات والأنماط المختلفة لذا لم يخلو أي من ألبوماتي السابقة من التنوع والثراء الفني، لكن في هذا الألبوم تحديداً لم يكن لدينا سقف في التنوع والتجدد بالأفكار.

◄ لكن ألم تشعرين بالخوف من المجازفة؟
إطلاقًا، على عكس البعض الذين قد يعتبرون هذا التنوع الكبير مخاطرة، لكنني أعشق تلك التحديات، ولم أتوانى في تنفيذ أي فكرة جريئة، ولا شك أن هذا التنوع يضمن وصول الألبوم إلى شريحة أكبر من الجمهور.

◄ ما سر اختيارك لـ “بعد سنين” باللهجة المصرية لتحمل عنوان الألبوم؟
أُحب هذه الأغنية كثيراً بشكل شخصي، وبشكل عام شعرت أنها قريبة إلى القلب، وستصل للجمهور سريعًا كونها تندرج تحت قالب السهل الممتنع، وبها طابع أنثوى، وأيضًا لتأخذ حقها من الإنتشار والاستماع، والعنوان له رمزية خاصة بالنسبة لي لعدة أسباب؛ أولهما أن صدور هذا الألبوم يأتي بعد غياب 6 سنوات منذ آخر ألبوماتي “هبة طوچي 30” الذي طرحته عام 2017، لذا هو تعويضاً عن تلك السنوات التي انشغلت فيها بالمسرح الغنائي، وإصدار الأغنيات المنفردة فقط، كما أن هذا الألبوم يأتي بعد النقلة التي حدثت في حياتي الشخصية بتجربة الزواج والأمومة، ولا شك أيضاً أنه نتيجة سنوات من الخبرة والعمل، لذلك لم أجد أنسب من “بعد سنين” لترجمة جميع هذه الأحداث.

◄ شاركتِ بالكتابة والتلحين في عدد من أغنيات الألبوم منها “خبرني القصة”، “ضلك حدي”، “صار أحلى الكون”، “لو نبقى سوى” .. حدثينا عن هذه التجارب، وما الذي شجعك عليها؟
الكتابة والتلحين بالنسبة لي هما أدوات للتعبير عن الذات، وما يجول في الخاطر، وجاءت تلك التجارب بشكل عفوي، فمثلاً في أغنية “خبرني القصة” كتبت مونولوج عن المرأة بالإضافة إلى الشعر الذي كتبه الشاعر منير بو عساف، وفي أحد الأيام “دندنت” لحن، واستمع إليه أسامة الرحباني، وأبدى إعجابه به، لكنه طوره على طريقته الخاصة حتى ظهرت إلى النور أغنية “ضلك حدي”، واشتركت في تلحين أغنية “صار أحلى الكون” بالتعاون مع زوجي المؤلف وعازف البوق العالمي ابراهيم معلوف، والملحن الفرنسي Brice Rivallin، كما تعاونت مع فريق من الملحنين الفرنسيين في أغنية “لو نبقى سوى”، وسعدت كثيراً بخوض تلك التجارب التي شجعني عليها أسامة الرحباني، وزوجي ابراهيم معلوف.

◄ “قصة حب” أغنية تكاملت فيها عناصر جرأة الطرح والتجديد الموسيقي وقوة الأداء الغنائي .. ماذا عن كواليس تنفيذها؟ وما سر حماسك واختيارك لتقديمها؟
تحمست لتقديم هذه الأغنية لأنها صعبة وبها تحدي، وأنا أعشق هذا النوع من التحديات فضلاً عن أنها حملت جرأة موسيقية كبيرة من حيث الأداء والتنوع الموسيقي الكبير بالألحان، ولهذا السبب أعتبرها بمثابة ألبوم كامل، وهي إضافة لمسيرة تعاون طويلة مع الشاعر غدي الرحباني، والموسيقار أسامة الرحباني، وهذه الأغنية تحديداً تلقى تفاعلاً كبيراً من الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وهذا الأمر يسعدني بالتأكيد.

◄ احتوى الألبوم على جرعة كبيرة من الأغنيات الرومانسية منها “بحبك لآخر يوم”، “قصة حب”، “ضلك حدي”، “صار أحلى الكون” .. هل قصدتِ ذلك أثناء الاختيار والتحضير للألبوم؟
بالفعل قصدت ذلك أثناء الاختيار لأن ألبوماتي السابقة لم تحمل قدر كاف من الأغنيات العاطفية، لذا اخترت تعويض هذا النقص في ألبومي الجديد، لكن الأهم من اختيار الموضوعات العاطفية هو كيفية معالجتها لتقديمها بطريقة مختلفة وجديدة من حيث الأداء والشعر واللحن، برأيي هذا ما نجحنا في تقديمه.

◄ وكيف لمست أصداء وردود أفعال الجمهور حول الألبوم؟
أكثر من رائعة إن كان حول الألبوم أو الفيديو كليبات التي قمت بإصدارها، ووصلتني الكثير من التعليقات الإيجابية سواء عبر مواقع “السوشيال ميديا”، أو من خلال الرسائل التي أتلقاها عبر هاتفي الشخصي، أو الأشخاص التي ألتقي بهم وجهاً لوجه، والذين يعبرون عن مدى إعجابهما بأغنيات الألبوم، وتأثرت كثيراً بعدما لمست تلك المشاعر والتفاعل الإيجابي لأنه نتيجة تعب ومجهود 3 سنوات من التحضير، والأمر الذي أسعدني كثيراً أن الجمهور لم يكتفي بالتفاعل مع أغنية أو أغنيتين فقط، بل أجد أن جميع الأغنيات لمست وأثرت في شريحة معينة من الجمهور، وهذا يدل على أن التنوع يأتي بثماره الناحجة كما ذكرت سابقاً.

◄ طرقتِ أبواب العالمية من جديد بـ “ديو” مع النجم العالمي Luis Fonsi في أغنية “لو نبقى سوى Que sera sera” .. ماذا أضافت لكِ تلك التجربة؟
تجربة مُمتعة وناجحة، وحملت في كواليسها العديد من التفاصيل، إذ أن فريق العمل ككل كان حريصًا على خروج الأغنية إلى النور بأفضل صورة مُمكنة، لذا تكاتفنا سوياً، حيث كتب أسامة الرحباني كلماتها بالعربية، أما الكلمات الأسبانية كتبها Luis Fonsi، وأنا شاركت بوضع اللحن مع فريق من الملحنين الفرنسيين فضلاً عن مشاركتنا للأفكار سوياً، ومناقشتنا حول أدق التفاصيل التي تتعلق بطريقة الأداء والغناء، وهذا التكاتف والمشاركة أحدث نوعاً من الثراء، وأضاف للعمل كثيراً، وتم تنفيذ العمل بين بلدان عديدة منها فرنسا، لبنان، أمريكا، وهو ما أعطى للأغنية بُعد عالمي، وهذا الشئ ملموس، أما النجم Luis Fonsi فهو فنان محترف، متواضع، وقريب إلى القلب، وكان هناك تناغم كبير بيننا ظهر واضحاً وتم ترجمته من خلال الفيديو كليب الخاص بالأغنية.

◄ اقرأ أيضًا | في أول رد من مديرة أعمال حورية فرغلي: «صديقتي واتصدمت من تصريحاتها»

◄ وهل تأتي تلك التجربة كخطوة إضافية لكِ نحو العالمية أم أن الأمر لا يشغلك؟
لا شك أن تجربة “الديو” مع فنان عالمي تُحدث حراك فني، ومزج بين الثقافات المختلفة، ويُصبح انتشار الفنان خارج حدود عالمه العربي، وبالتأكيد هي خطوة إضافية نحو العالمية، لكنني لا أخطط لها مُطلقاً، وتأتي هذه التجارب بشكل عفوي، فمثلاُ في أغنية “لو نبقى سوى” فضلت أن تخرج إلى النور بطريقة “الديو”، وأحببت المزج بين الثقافتين العربية واللاتينية، وعادة أحرص أن يكون لجميع أغنياتي بُعداً عالمياً ليس من أجل الانتشار العالمي، ولكن من أجل التفتح على أنواع موسيقية جديدة ومختلفة، فأنا أُفكر بالفن من أجل الفن.

◄ هل هناك نجم عالمى آخر قد تتحمسين لتقديم “ديو” معه لاسيما أنكِ تتقنين اللغتين الإنجليزية والفرنسية؟ .. وماذا عن النجوم أو النجمات العرب؟
أُحب فكرة “الديو” بشكل عام، وليس هناك شئ أفضل من الفن لنتشارك به مع الغير، فهو لغة عالمية تجمع الحب، السعادة، والثقافة، وهناك العديد من النجوم العرب والعالميين الذين أحرص على الاستماع إلى أعمالهم، وتجذبني نوعية الموسيقى التي يقدمونها، وأُحب أصواتهم، لكن ليس هناك أسماء بعينها، وهذا المشروع يتطلب دراسة بعض الأمور أولاً منها طبيعة العمل، وشخصية الفنان، كما يتطلب التفرغ والوقت الذي يسمح لنا بتنفيذه.

◄ حققتِ الانفراد والاختلاف على الساحة الغنائية بهويتك الفنية الخاصة التي لا تُشبه غيرك، لكن ألم تخشين حصرك في شريحة ضيقة من الجمهور لاسيما أن الغالبية لا تتذوق هذا اللون وتُحبذ الأغنيات التجارية؟
أبداً، فالانفراد والاختلاف هما سر قوتي، وهويتي الفنية الخاصة هي التي تُميزني عن غيري، وبالعكس هذا انجاز أفتخر به، وعدد الجماهير الغفيرة التي تحرص على حضور حفلاتي الغنائية التي اُحييها بجميع بلدان الوطن العربي والغربي هي أكبر دليل على أن هناك شريحة كبيرة من الجمهور الذي يُحبذ الاختلاف، وأيضاً استمراريتي لأكثر من 16 سنة على الساحة الغنائية هي أكبر برهان على النجاح، وعلى دعم ومحبة الجمهور، فلولا محبتهم لا يكتمل المشروع، كما إنني أُفكر دائماً بتقديم الفن الراقي، الرفيع، والمحترف الذي يحترم الجمهور، ويستمر على المدى الطويل، وهذا اللون من الغناء هو الذي يدوم في النهاية، وهو الذي أعطاني فرصة الوقوف على أهم وأعرق المسارح بالعالم العربي والغربي حتى اليوم، وهذا شئ يدعوني للفخر والتميز.

◄ خضتِ تجربة التمثيل من خلال بطولة مسلسل “هوس” الذي عرض عام 2020، هل تُفكرين حالياً في تكرار التجربة مرة أخرى؟
لدي طموحات عديدة وشغف كبير فيما يخص مجالي التمثيل والإخراج على وجه التحديد كون إنني تخصصت لدراستهما خلال المرحلة الجامعية، صحيح إنني ركزت خلال مشواري الفني على الغناء والمسرح الغنائي بشكل أكبر، لكن يبقى حلم التمثيل والإخراج من الأحلام التي أتمنى تحقيقها في القريب العاجل بشكل أوسع، وإحترافية أكبر، وبدأت أولى خطواتي في التمثيل ببطولة مسلسل “هوس” أمام النجم عابد فهد، وأحببت تلك التجربة كثيراً، وما تحويها من تفاصيل، وسأكرر التجربة عندما أجد العمل المناسب، والسيناريو الذي يجذبني، والوقت الذي يسمح لي بخوض التجربة مرة أخرى، أيضاً قُمت بإخراج عدد كبير من الفيديو كليبات الخاصة بأغنياتي، وكانوا بمثابة حقل تجارب لي في مجال الإخراج، لكن يبقى الإخراج السينمائي هو الهدف الأساسي الذي أتمنى تحقيقه يوماً ما.

◄ وهل هناك مشاريع مسرحية جديدة خلال الفترة المقبلة؟
الفكرة قائمة، وهناك مشروع يتم التحضير له، وأتمنى بالمستقبل القريب إنتاج مسرحية جديدة بتوقيع أسامة الرحباني، لكن المسرح الغنائي يتطلب الوقت الطويل، والالتزام، فضلاً عن التكاليف المادية الباهظة التي وقفت عائلاً أمام المسرح الغنائي بسبب غياب الإنتاج، ومن المقرر أن نستكمل عرض مسرحية “Notre Dame De Paris” بباريس، وذلك من منتصف نوفمبر إلى منتصف فبراير المقبل، بمناسبة مرور 25 عاماً على إنشاء المسرحية الغنائية الفرنسية الأشهر بالعالم، وهي المقتبسة من رواية أحدب نوتردام للكاتب Victor Hugo، والتي بدأت أولى عروضها عام 2016 بعدما تم اسناد دور البطولة النسائية لي، وهي شخصية الفتاة الغجرية “إزميرلدا”، وأصبحت أنا وفريق المسرحية نجول العالم لعرض العمل على أشهر وأهم وأعرق المسارح العالمية بمختلف البلدان منها فرنسا، كندا، نيويورك، لندن، لبنان، الصين، تايوان، كوريا، وغيرهم الكثير، ولي تجارب مسرحية هامة أيضاً منها “عودة الفينيق” مع أسامة الرحباني، وهي أول مسرحية غنائية شاركت بها عام 2007، وتوالت بعدها أعمالي المسرحية مع الرحابنة.

◄ وماذا عن تفاصيل حفلتك المرتقبة بدار الأوبرا المصرية؟
هذه هي المرة الأولى التي أُحيي فيها حفلاً غنائياً بدار الأوبرا المصرية، ولدي حماس كبير لملاقاة الجمهور المصري من جديد بعد غياب ثلاثة سنوات منذ آخر حفلاتي في مصر، وأيضاً متحمسة كثيراً لهذا الحفل الذي سيكون تحت إشراف الموسيقار أسامة الرحباني، وبمصاحبة أوركسترا سيني السيمفوني بقيادة المايسترو أحمد عويضة، ومن المقرر إقامة الحفل في السادس عشر من يونيو المقبل.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة