المخرج تامر نادى
المخرج تامر نادى


بعد مسلسله مسلسل “صلة رحم” .. المخرج تامر نادى: لا نخشى الجراءة l حوار

أخبار النجوم

الثلاثاء، 16 أبريل 2024 - 08:33 ص

محمد‭ ‬كمال

يعتبر مسلسل “صلة رحم” من أكثر المسلسلات التي حققت ردود أفعال إيجابية وفرض حالة من الجدل وفتح المجال أمام النقاشات حول قضية لم يتم التطرق لها على الشاشة كثيرا، وهي تأجير الأرحام، وهي قضية يغلفها 4 زوايا تطرح من خلالها الاجتماعية والدينية والطبية والقانونية، وفي 15 حلقة تم التطرق لهذه القضية بشكل متوازن، ومن خلال المخرج تامر نادي يحكي لنا عن تفاصيل المسلسل ورؤيته الخاصة حول القضية وحالة الجدل التي فرضها وردود الأفعال الإيجابية التي تلقاها من المسلسل.

الفكرة الرئيسية في مسلسل “صلة رحم” حول تأجير الرحم وتم التطرق لها من خلال 4 زوايا “الاجتماعية الدينية الطبية القانونية”، كيف استطعت الحفاظ على التوازن بين الأربعة جوانب خلال الأحداث؟

كان لابد على الحفاظ على تلك الجوانب، لأن المسلسل يطرح قضية تتلامس مع كل جانب، بالتالي كان علينا أن نظهر هذا خلال الأحداث، بداية من الجانب الديني حيث استعنا بالشيخ خالد الجندي، والجانب الطبي كان لدينا فريق كامل من الأطباء المتخصصين بداية من دكتور نبيل القط في الطب النفسي، وأستاذة نساء وولادة، أما الجانب القانوني فقد تولى مسئوليته المستشار أحمد سيف، بالإضافة لوجود الباحث الاجتماعي علاء عزمي الذي أستفدنا منه كثيرا، خاصة في مسألة الوضع المشابه ببعض الدول الأجنبية التي تتيح مسألة تأجير الرحم.

  ما الفارق لدى الدول الأجنبية في مسألة تأجير الرحم؟

بشكل عام تلك الدول تتيح وتبيح هذا الأمر، لكننا اكتشفنا بالبحث والتقصي أن هناك أمر مهم جدا، أن النساء اللاتي يقدمن على تأجير الرحم يكتشفن في المستقبل أن المال الذي حصلن عليه يذهب في العلاج النفسي، لأنهن يرتبطن بالطفل لمدة 9 أشهر والاستغناء عنه يصبح أمرا في منتهى الصعوبة.

  ألم تخشى من جرأة الفكرة من خلال ردود أفعال الجمهور المصري الذي معظمهم ينتمون للتيارات الأقرب للشكل المحافظ خاصة على مستوى الجانب الديني؟

لا، خاصة أننا نطرح قضية بشكل متوازن، وعلى مستوى الجانب الديني، تحديدا كان هناك تركيز على رأي “الأزهر”، وكان مدروس، ولم يكن لدينا توجه معين، فنحن نطرح القضية، وهذا دورنا كصناع فن، وندعمها دراميا بشكل مناسب.

  على غرار أطفال أنابيب والحمل المجهري وغيرها من الأمور التي شهدت اختلافات حول مدى قانويتها وتوافقها مع الدين إلى أن تم الإعتراف بها.. هل يمكن أن يحدث هذا مع تأجير الرحم؟

كما طرحنا في المسلسل، الدين والقانون في تلك اللحظة يتوافقا على أمر، لهذا فنحن على مستوى المسلسل كان علينا الإلتزام بهذا، وقد يحدث في المستقبل أن يتم إعادة النظر والبحث بشكل مختلف، وهو أمر يخص الفقه والدين والقانون، فهم أدرى بتلك المسألة، وهل يمكن إعادة النظر أم أن الأمر غير قابل لإعادة النظر، ونحن قدمنا دورنا وقمنا بطرح القضية بشكل متوازن.

  هل ظهور الشيخ خالد الجندي كضيف شرف وما قاله عن حرمانية تأجير الرحم يجعل الأمر غير قابل للنقاش؟

ظهور الشيخ خالد الجندي كان بهدف طرح وجهة النظر الدينية في الفترة الحالية، وهو أيضا رأي “الأزهر”، حتى في المشهد نفسه طلبت من إياد أن يطرح عليه أسئلة إضافية أنا شخصيا أطرحها كفرد من المجتمع، وكان الهدف أن نطرح جميع الأسئلة المتوقعة التي يمكن أن يطرحها شخص لديه أي تساؤل أو لديه رغبة في معرفة أي شيء حول هذه القضية.

  شخصية “دكتور حسام” حملت العديد من الصراعات الداخلية والمشاعر المتباينة.. هل دوافعه لتأجير رحم كانت من منطلق شعوره بالذنب أم حبا لزوجته؟

“حسام” كان لديه صراعات داخلية كثيرة، وبشكل شخصي لا أرى أن “حسام” أقدم على هذا الأمر حبا لزوجته، وأرى أنه شخص أناني، مر بأزمة في حياته وهي فقدانه لابنه، بالتالي الفكرة كانت لديه صغيرة، وهي الإنجاب من زوجته التي يحبها، لكنها بدأت الفكرة في التبلور والسيطرة عليه بداية من الحادثة، إلى أن أدرك أن الجانب الأناني في شخصيته أكبر بكثير من حبه لزوجته، فهذا الحب كان مجرد “شماعة” قام بتعليق أنانيته عليها.

  “حسام” تسبب في انقلاب حياة 3 نساء.. مع ذلك أثنتين منهما توافقا معه، هل كان هذا بسبب قناعة أم كان لكل منهن دافع في الوقت الحالي؟ وفي الظروف العادية لم يقبلا؟ 

أنت تقصد شخصيتي “حنان” و”جيهان”، وبالتأكيد كل واحدة منهما كانت لديها الدوافع الخاصة بها، “حنان” دوافعها كانت مادية بحتة للهرب والتخلص من “فرج” زوجها السابق، أما “جيهان” دوافعها كانت بسبب حبها القديم لـ”حسام” بعد تجربتها وعادت للحصول على الحب والأمان إلى أن اكتشفا الثنائي أنانية “حسام” وأنه غير مهتم بتلك أو مكترث بالأخرى، لهذا لو الظروف كانت طبيعية لم تكن أيا منهما سيقبل “حسام”، وتحديدا “حنان”.

  لماذا تم الاكتفاء بمشهد واحد جمع بين “حسام” ووالدته والذي خلاله كشف عن أن “خالد” يحمل والدته ذنب الشخص الذي أصبح عليه الآن؟

في الحقيقة لم أكن أحتاج إلى أكثر من مشهد لإظهار هذا الخط الدرامي وعلاقة “حسام” مع والدته، فقد ظهرت الأم مثل معظم الشخصيات المصرية التي تحمل الصفات الحميدة، حيث أنها تمكث في المستشفى مع زوجة ابنها، وفي نفس الوقت نكتشف أن تلك الأم السبب في وجود تلك العقدة أو الأزمة لدى “حسام”، لهذا قمنا ببناء شخصية الأم في البداية الطيبة المحبة، ثم في المنتصف قمنا بوضع تفاصيل بسيطة تظهر من خلالها أنها ليست سيئة لكنها أقدمت على هذا لأنها تحبه وتخاف عليه، وحتى رغم المشاعر السلبية البسيطة التي يكنها “حسام” لها لكنه يحبها ولا يستطيع إغضابها، وأيضا الخط الرئيسي للعمل كان شخصية “حسام” وبقية الخيوط والشخصيات داعمة له وللفكرة الأساسية.

  “دكتور خالد” ظهر في معظم الحلقات على أنه يتاجر بمهنة الطب، لكن في الحلقات الأخيرة اتضح أنه يحمل وجهة نظر بها بعد إنساني.. لماذا تأجل هذا الخط للنهاية؟ وثانيا إلى أي مدى أنت تتفق مع تلك الرؤية؟

اختلف مع هذا، وأرى أنه العكس لم نؤجل هذه النقطة، فقد قمنا بإظهارها من بداية الأحداث، و”خالد” دائما كان يقول أن لديه مبدأ مثل البنت التي يقوم لها بعملية إجهاض لا يكرر معها نفس الأمر مرة ثانية، وهذا دليل على أنه طبيب لديه مبدأ ووجهة نظر، خاصة كنوع من المساعدة يمكن من خلالها أن تتغير للأفضل أو يمنع أهلها من قتلها مثلا، وهذا كان ظاهرا منذ اللحظة الأولى، أما مسألة إتفاقي معه من عدمها، فأنا لست طبيبا، لكني بالتأكيد سأتبنى وجهة النظر الدينية وسأنحاز إليها وستكون مرجعي.

  التطور في شخصية “دكتور خالد” والتحول في العلاقة بينه وبين “دكتور حسام” من عداوة إلى صداقة نسبية.. هل يفتح المجال أن أبعاد الفكرة برمتها تستحق مراجعة من المجتمع؟

ليست فقط العلاقة بين “حسام” و”خالد”، بل القضية الأساسية “استأجر الرحم” من الأصل، هل تستحق أن يتم طرحها ومناقشتها من جديد بشكل مختلف من “الأزهر” ومن القانون؟، أعتقد أن الأمر يستحق، لكن إذا كان “الأزهر” والقانون أغلقا هذا الباب، ومن ناحية أخرى فكرة وجود الأم البديلة يمكن أن يحدث مشاكل اجتماعية ويتحول الأامر إلى مهنة تقوم تلك الأم البديلة بالتفاوض حول أجرها، وأيضا الجوانب النفسية التي ذكرتها من قبل والأهم شبهة اختلاط الأنساب، فالموضوع برمته كبير ودقيق.

  المسلسل مليء بالأبعاد النفسية وفكرة أن تكون “دكتورة ليلى” جزء أساسي من الأزمة إحدى بطلاتها يشير إلى أن الأطباء النفسيون مازال لديهم بعض القصور في مواجهة الأمر؟

في النهاية الطبيب النفسى إنسان ولديه تجارب صعبة يمكن أن يمر بها، فهناك على سبيل المثال أطباء نفسيون يتجهوا للإدمان، وهناك أطباء يقدمون النصيحة إلى المرضى لكن لا يستطيعون تطبيقها على أنفسهم، والطبيب النفسي عندما يستمع لمشاكل مرضاه يكون من الخارج، على العكس عندما يمر هو نفسه بالمشكلة، فهو يكون فى احتياج لشخص آخر ليساعده للخروج من أزمته.

  أشاد العديد من النقاد بمشهد النهاية.. كيف تعاملت معه أثناء التصوير؟

هذه النقطة تحديدا مهمة جدا بالنسبة لي، وتعاملت معها أثناء التصوير بأن كل كلامي مع إياد نصار أنه يجب أن يتحدث من طبقة منخفضة على أنه شخص “منتهي”، وعلى أن تجربته أو مغامرته أنتهت، وكان هناك نهايات كانت مطروحة، لكن كما يقال أخترنا أن تكون النهاية “الجزاء من جنس العمل”، لأن “حسام” شخصية تطورت وتحولت إلى شخص مزور وكاذب وقاتل، لهذا فهذه عدالة السماء، وهو نفسه اكتشف هذا التحول في النهاية، لهذا ترك نفسه للنهاية كأنه يتطهر من تلك الأفعال.

اقرأ  أيضا : إياد نصار يستعين بعمرو دياب في «صلة رحم»

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة