سيف المرواني
سيف المرواني


«خرير» قصة قصيرة للأديب سيف المرواني

صفوت ناصف

السبت، 03 يونيو 2023 - 04:40 م

 

كانت تداعب النجوم وتحاكي القمر، منطلقة تشكل من اللحظة بهجة ومن الأمل كل أنوار السعادة، وتسافر بعيداً في مساحات العشق تبث رونق الحياة في كل الزوايا، الكثير يحسدها على ماهي عليه0

 

ابتسامتها لا تفارق وجهها، والنور يشع بنبضها، تتدفق معها  شلالات الأنس، صوتها داف كخرير جدول مدهش يدفع بك إلى حدائق السحر، الجميع يظن أنها لا تعاني وأنها منطلقة ترفض كل القيود ـ ولكن لا يعلمون عن ما في داخلها من ألم موجع، وحرقة مضنية وشتات يبدد كل اتجاهات الأمل ـ رغم كل ذلك تصر على مواصلة السير في بث البهجة حتى مع كل حزن يستوطنها نجدها تحلق بابتسامتها الرائعة، وهي تخفي الكثير من وجعها ونزفها، منطلقة، ولكن الانكسار قد أحاط معصمها، والليل داعب لحظاتها وسكن مساحاتها.

 

حين تهمس كانت تتحدث كنسمة رقيقة مليئة بالسحر ـ ولكن تود أن تنفجر  فمشاعرها مكتومة، والحزن دفع بها للغرق والتداعي، صراع رهيب يداعب دقائقها، ولكن لديها إصرار عجيب على تجاوز كل ألم وانكسار، وكل حرقة وأنين وكل تعب يدب في أوصالها ـ رغم أن السرطان ينهش في جسمها، وبدأ يزداد انتشاره فيها، وهي لم تستسلم مطلقا، تواصل رسم النشوة في حقول من حولها ويراها في كل المساءات.  

 

وهن الصوت، وبدأ يظهر الأعياء على تفاصيلها، وأصبحت تذوي لحظة بلحظة ـ ولكن هناك الكثير من القلوب تدعي لها في ظهر الغيب  ـ حتى من الله عليها بالشفاء، ولكن بعد أن وئدت على كرسي متحرك لا تستطيع سوى أن تشع وتدعو ربها وتشكره على ما أنعم به عليها من صحة وعافية راضية بما كتب الله لها.  

 

ولكن ذات يوم فقد وهجها للأبد وماتت وردة كان يرقص لها النسيم، فسكن الحزن كل القلوب وحل الانكسار بجميع زوايا المنزل حتى فقد رونقه فكانت النهاية.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة