إبراهيم ربيع
إبراهيم ربيع


خربشه

إبراهيم ربيع

الأحد، 04 يونيو 2023 - 08:12 م

فى المباريات الكبيرة يندمج الواقع والخيال ويتعاظم التفخيم والتبجيل ويبحث المشجعون المتحمسون عن المكان الذى تختبئ فيه عبقرية فريقهم لعرضها على البشرية.. ويذهبون لمشاهدة المباريات وهم غير متقبلين لفكرة أن يروه أقل مما تخيلوا، بل ويؤمنون أن ما فيه ليس فى غيره وأن أى نتيجة غير الفوز عمل شيطانى جاء من العالم السفلى ليسقط فريقهم من الطابق العلوى.. وما هى إلا كرة واحدة فقط فى ثانية واحدة تغير المزاج كله ولا تكتفى فقط بخلط الواقع بالخيال بل تعجنه ليصبح كعكة عملاقة كل واحد يقضم منها قضمة فى كل الأنحاء.. هذه حالة نفسية تسويقية وليس حالة فنية، فالذى كان فريقا فأرا مذعورا قبل دقيقة من إحراز هدف يبدو لهم أسدا مفترسا بعد الهدف مباشرة..

والمدرب الضايع ظهر لهم ''جامع مانع'' وعبقرى زمانه رغم أنه لو له نصيب من العبقرية لكان مكان جوارديولا الآن.. وخد عندك مظاهرة التفخيم التى تجعل كل شيء خيالى يسبح فى الفضاء يمشى معنا على الأرض نطارده بلقطات السيلفي.. وتأخذ النشوة المجاذيب منهم إلى التقديس فيحلو فريقهم فى عيونهم حلاوة مقامات الأولياء.. وإن ورد اسمه فى معرض أى كلام عليك أن تسبل عينيك وتتمتم حتى تتبرك برضوان الله عليه.. للأسف مزاجنا أسرع من عقلنا ولذلك فإن تقييم أمورنا يخرج من القلب لا من الرأس وإن قال العلم حديثا إن العقل فى القلب لا فى الرأس لكن خلينا على قدر استيعاب المجاذيب.

 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة